عرض مشاركة واحدة
قديم 07/12/2010, 12:31 AM   #914


الصورة الرمزية علي الزهراني أبوأحمد
علي الزهراني أبوأحمد âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 18412
 تاريخ التسجيل :  Nov 2009
 أخر زيارة : 16/03/2015 (09:37 PM)
 المشاركات : 9,199 [ + ]
 التقييم :  7000
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Brown
افتراضي




فهذا قلبُكَ ينبِض بالإرادةِ والحياة، وهذهِ أنفاسُكَ تترددُ في جوفِكِ، وهذه عينُك تُبصِر، وأُذُنُكَ تسمع، ويدُكَ تبْطِشُ، ورِجلُك تَمْشي، وهذه شمسٌ تشرِقْ، وهذا هلال يهِل، وهذا نهارٌ يُضيء، وهذا ليلٌ يظلم، فهل شَعُرْتَ يومًا أن هذه جميعًا تتعاون وتتعاضد لتقودَكَ إلى أجلك المحتوم..
وما هذه الأيامُ إلا مــــــراحــلُ *** يحُثُّ بها حادٍ إلى الموت قاصدُ
وأعجبُ شيءٍ لو تأملتَ أنها *** منازلُ تُطـوى والمُســـافِرُ قــــاعِدُ

تذهبُ بك جوارحُك إلى سوق الغُدوِّ والرواح، في المساء وفي الصباح، فتبيعك بأبخس الأثمان وأزهدها، أو بأغلى الأثمان وأرفعها، فإما أعتقتك، أو أهلتك، عن ‏ ‏أبي مالك الأشعريِّ قال: ‏قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((‏الطُّهورُ ‏شطْرُ ‏الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ‏أو تملأ ‏‏ما بين السماوات والأرض، والصلاةُ نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآنُ حجةٌ لك أو عليك، كلُّ الناس ‏يغدو ‏فبايع نفسه فمعتقها، أو موبقها)). رواه مسلم (223).
قال الحسن البصري: )ابنَ آدم! إنك تغدو أو تروحُ في طلبِ الأربَاح؛ فليكن هَمُّكَ نفْسَكَ؛ فإنك لن ترَبَح مِثْلها أبدًا(.

كيف انقضى العام ؟!

ما أسرع تصرم الأيام، وانقضاء الشهور والأعوام، كيف مضى عام بهذه السرعة؟ كنا بالأمس في أول العام، ونحن اليوم في منتهاه، بل قد انقضى ودخل غيره!!
هل ذهبت بركة الأوقات فلم نشعر بتصرِّمها؟!
أم أننا قد أدركنا علامة من علامات الساعة؟! تكون السنة فيها كالشهر؟ فوالله كأن سنيننا شهورٌ.
أم أنها نعمة من نعم الله على عباده، قد وسَّعَ لهم في الرزق، وعافاهم في البدن، وأنعم عليهم بالأمن؛ فلم يشعروا بمضي الأوقات، ولا بتعاقب الليل والنهار؟!
عن عبيد الله بن مُحصِن الأنصاري _ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من أصبح منكم آمنًا في سِرْبِه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
فهل يشعر بمضي الساعات من سلم من الأسقام؟ وهل يحس بمرور الأيام من كُفِي هم الرزق؟ وهل يُحس بانقضاء الشهور من أمِنِ في ماله ونفسه وعرضه؟
كم من المسلمين يفقدون إحدى هذه الخصال أو كلَّها، فكيف تكون أيامهم، وكيف تمر بهم الساعات، وعلى أي شيء تنقضي الشهور؟
قال صلى الله عليه وسلم: ((اغتنم خمساً قبل خمس: شبابَك قبل هَرَمِك, وحياتَك قبل موتِك, وفراغَكَ قبل شُغْلِك, وصِحَّتَك قبل مرضِك, وغِنَاك قبل فقرك))([1]).
وكان ابن عمر يقول: )اذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك( رواه البخاري.
سنة كاملة بساعاتها، وأيامها، وشهورها، فكم عملنا فيها من أعمال قد نسيناها، لكنها عند الله محفوظة، وفي صحائف الأعمال مرصودة، وغدًا سنوفاها، يوم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)} [سورة المجادلة 58/6]




 

رد مع اقتباس