(( محطات إيمانية في رمضان ))
4- الصيام طريق السعادة الروحية
يعتبر الصيام أحد ينابيع السعادة الروحية وطريق تزكية النفس وتطهيرها والسمو بها إلى مدارج الكمال وإبعادها عن الركون إلى الدنيا والتمسك بها .
والإنسان كما نعلم مادة وروح فالمطالب المادية لها اعتبارها وقيمتها تبعا لخصائص جسم الإنسان الذي خلقه الله تعالى فأبدع صنعه وأودع فيه دوافع وقوى وطاقات وحاجات ينبغي على المسلم أن يضعها في الحسبان ويعطيها أهميتها .
وللمطالب النفسية والروحية شأن عظيم ومكانة عالية إذ هي التي تحدد خصائص شخصية الإنسان وصفاته السلوكية ومظاهر حركته الاجتماعية وأنماط تفاعله مع الناس .
والصيام باعتباره وسيلة تربوية إسلامية تؤدي دورا هاما في إعلاء شأن الروح كي تكون في مقامها الصحيح الذي هو مقام القيادة والإشراف والتوجيه .
ونجد أن الصوم بمعناه الكبير هو من التسامي النفسي والشفافية الروحية والاتصال الوجداني بالبارئ العظيم وهو تدعيم لقوة الروح التي تسيطر على مادية الجسم وركيزة من ركائز الإيمان .
والصوم أعظم مربي للإرادة وكابح لجماح الأهواء فهو لامثيل له كما قال صلى الله عليه وسلم : ( عليك بالصوم فإنه لا مثيل له ) . رواه مسلم .
والصوم كفارة للخطايا فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) رواه البخاري .
ويكفي الصائم تشريف الله والملائكة له بالصلاة عليه فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين ) ، وحينما أمرنا الحق تبارك وتعالى بالصوم بمعناه الحقيقي إنما أراد أن يسبغ علينا السعادة الروحية والاسترخاء العقلي والأمن النفسي وإصلاح الجسد والجوارح حتى تنبعث السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا على إيمانهم .