أكاديمـيـة العرضـة الجنوبيــة - ربـاع - عرض مشاركة واحدة

24/11/2004, 04:13 AM

ماهو الحب ؟ سؤال يردده الكثيرون والإجابة عنه مختصرة فهو كلمة من حرفين : احدهما يخرج من الحلق
وهو (( الحاء )) والآخر من الشفتين وهو (( الباء )) .. أي انهما حرفان متباعدا المخرج وقد يعني ذلك أنهما
يحويان بينهما جميع الحروف الهجائية التي تبدأ من الحلق وتنتهي بالشفتين .. فتتجمع بذلك كل معاني الحب بين هذين
الحرفين ولعل أجل انواع الحب هو حب الله عز وجل .

الحب محله القلب وهو مشاعر دافئة تجري في جميع أنحاء الجسم وتجعل كل خلية فيه تنبض بالسعادة وبالحيوية والأمل مما يعكس اثره على كل جارحة من الجوارح خاصة (( العين )) فهي مرآة القلب ..
أما الفكر فمحله ( العقل ) مركز الحكمة والتريث ويعني بتحري الحقيقة ورؤية العالم بوضوح وواقعية
فبالفكر تصفو النفس وتتزين لأنها تظهر الأمور من كل جهاتها وهو بالنسبة للنفس (( فرامل )) للأهواء
المنحرفة وهو عقبة ضخمة تقف حائلا أمام الشيطان والنفس الأمارة وأهوائها ليغير مسارهم نحو الأفضل
والأنسان الذي يستخدم القلب دون العقل أو العكس لا يستقيم على حال واحد .. فمن يتصرف بمنطق
العاطفة قد تحجب عنه الحقيقة احيانا وقد لا يستطيع التمييز بين الحق والباطل أما الإنسان الذي يتصرف
بمنطق العقل فقط يصبح انسانا جاف المشاعر يرى الحب غباء وسذاجة ويرى الرحمة والعطف ضعفا
ومسكنة فيكون في اغلب الاحيان (( قاسي القلب )) .. وقد يخسر اشياء كثيرة جزاء غلظته .
القلب والعقل من نعم الله علينا ولكن إذا أسانا استخدامهما قد يتحولان إلى نقمة لذا لابد الا نسرف في استخدام
أي منهما على حدة بل نجمع بينهما ، عقل يرينا الامور على حقيقتها وقلب يلطفها لنا حتى لا نتشاءم .
فالحياة إن رأيناها بمنظار العقل فقط فسنرى فيها الجدية والقسوة لأن فيها الشقاء والتعب والكدح والهم والمرض والموت .
فالمطر الغزير سنراه سبب الفيضانات وتهدم البيوت وإعاقة السير .. وسنصبح في اغلب الاحيان متشائمين
قاسي القلوب بنظرتنا تلك وإن راينا الحياة بمنظار القلب فقط فسنرى فيها المتعة الزائلة واللذة سواء كانت
بطريق مشروع او غير مشروع لان فيها كل مظاهر اللهو واللعب والعبث وسيصبح لهونا وجدنا كله في
معصية الله _ سبحانه وتعالى _ لان القلب مركز للعواطف ومحل الأهواء .
ولكن إن نظرنا إلى الحياة بمنظاري العقل والقلب معا فسنرى في التعب والعمل الشاق متعة وسعادة عندما
نأكل من الحلال وسنرى المطر الغزير اما اختبارا من الله فنسارع بالدعاء والخوف والصلاة أو نعمة
كبيرة لري الأراضي والأنفس وتلطيف الجو ....
وعندما يفكر الإنسان بعقله وقلبه يصبح الفقر بالنسبة له تواضعا وايمانا وصبرا ويعلم بإنه إن صبر على
فقره في الدنيا وأصبح قانعا بذلك فإن الله سيجزيه الجنة على صبره ( ان الله مع الصابرين ) فينشرح
صدره ويطمئن قلبه ويرتاح باله ويكون أسعد مخلوق على الأرض .
وصاحب العقل والقلب معا لن يرى في الموت نهاية مؤلمة وإنما هو بداية لسعادة أبدية - بإذن الله - إن
كان من الفائزين ، فحياتنا لن تنتهي بمجرد الموت أو فناء الدنيا وإنما هناك نعيم أبدي وخلود دائم أعده الله
سبحانه وتعالى لمن اتقاه وصبر في هذه الدنيا الزائلة .
(( اللهم اجعلنا من اصحاب القلوب المطمئنة والعقول السليمة ومن الفائزين بالجنة يارب العالمين ))

واتمنى ان يكون موضوعي حاز على رضائكم واعجابكم