فؤاد توفيق الأمين الأسبق للعاصمة المقدسة لـ عكاظ :
الملاك شرق جدة وضعوا «عقوماً» ترابية غيرت مسار السيول
بدر الغانمي ـ جدة
دعا المهندس فؤاد محمد عمر توفيق الأمين الأسبق للعاصمة المقدسة لجنة التحقيق المشكلة للبحث في أسباب كارثة السيول في جدة بالبحث عن الجذور غير المرئية لأخطاء وممارسات بعض الأفراد لتخرج نتائج اللجنة بإصلاحات كلية وشاملة لمنظومة مكتملة وليس مجرد البحث عن كبش فداء أو إصلاح الإجراءات فقط.
وقال في حديث لـ«عكاظ»: إن المساءلة جيدة ومطلوبة دائما لتقودنا لحلول ليس في جدة فقط وإنما في مختلف مدن المملكة، وأوضح أن هناك مساحات في شرق جدة قام ملاكها بوضع (عقوم) ترابية لتسويرها وحمايتها وقد تكون هـذه العقوم سببا في تغيير مسار السيول إلى الأحياء المتضررة، كما أن هناك مبان تم إنشاؤها في أراض ومنح في مواقع غير سليمة وربما تم تخطيطها على مقاييس علمية ولكن مع تحرك الطبيعة وتحطيم الجبال قد يكون نتاجها أخطاء من هـذا القبيل.
وأشار الأمين الأسبق للعاصمة المقدسة إلى مشكلة أزلية تواجهها الأمانات في إنشاء بعض المواقع والمشاريع حيث يأتي الاعتماد خلافا لما يتفق عليه في محضر الإجراءات مع وزارة المالية، وأن الحاجة ماسة ليس لإصلاح الفساد فقط بل وإصلاح إجراءات المشاريع التي تحل المشاكل تحديدا فبعد اعتماد المبالغ والطرح والترسية والرفع بـذلك لأعلى الجهات نفاجأ بأن المسألة تستمر من سنة إلى سنتين في ظل تأخير تنعكس نتائجه على الجميع ويأتي في معظم الأحيان خلاف المتفق عليه نتيجة اجتهاد موظف أو رؤية معينة وعلى ضوء روتين وتقليد يتغير فقط مع مشاريع حضارية عاجلة وسريعة فنجد القوانين قد تغيرت وأعطي المشروع أهمية مختلفة وهـذا اعتراف بأن هناك من يتعمد تطبيق الروتين بشكل يعرقل الكثير من المشاريع.
وفيما يخص موضوع التعديات التي تعاني منها كل أمانات المدن كشف معاليه عن معاناة حقيقية تحدث في غض بعض قضاة المحاكم النظر عن اعتراض الأمانات على موضوع الإحياء الصوري للأراضي من بعض المعتدين وتثبيته في الصكوك بأنه فعلي، منوها في الوقت نفسه إلى ضرورة الالتفات إلى حجم لجان التعديات التي يقوم عملها على المحافظة على أراضي الدولة لأنه لا يتناسب حاليا مع حجم الاعتداءات والمعتدين أيضا.
وخلص إلى أن الكوارث تحدث في جميع الدول المتقدمة وتحت المنظومات المكتملة وينتج عنها وفيات وتلفيات ولكن الموجود لدينا من أخطاء له علاقة بعدم تكامل منظومة العمل والدليل أن السيول لم تطل الأحياء السكنية فقط الموجودة في مجاري السيول وإنما طالت قطاعات حكومية مهمة مثل مستشفى الحرس الوطني والجامعة وكمبيوتر الخطوط السعودية الذي فقدت منه معلومات مهمة وغيرها، والمفترض أن كل هـذه المواقع لا علاقة لها بالمواقع العشوائية ومن ثم فنحن بحاجة إلى إصلاح شامل وواسع يمتد حتى إلى الشركات التي تملك المرافق العامة ويشارك فيها شخصيات اعتبارية وهو ما لا يحدث في العالم كله.
|