أفعان : تسلم على موضوعك والذي يحمل في محتواه معنى للحلم والصبر والصدق والحكمة ، فعندما يقرأ الإنسان موضوع ما ، قد يستعجل في قراءته ، ولا تصل الحكمة المطلوبة للأذهان ، ولذلك القراءة بتمعن توضح لنا النتائج المهمة المطلوبة والمرجوة من الموضوع الذي يفيد عموم الناس ، شكرا لك وما قصرت على طرح مثل هذا موضوعك الذي يتكلم عن الصبر في الشدائد ، وأن النتائج لا تأتي سريعا ومهما بلغ بالإنسان الضيق والشدة والهموم لا بد أن يأتي بعدها الخير وحسن الثواب وهذا يتكرر في الحياة الدنيا دائما وسنة الله تعالى في خلقه إلى يوم القيامة ، وليست الهموم والأفراح على أشخاص معينين بذاتهم ، نجد هذا في شدة وضيق ، والآخر في فرح وسعادة ، وتمر الأيام والليالي والسنين ويتبدل ويتغير الحال فيصبح صاحب الشدة والضيق في فرح وسعادة وصاحب السعادة في ضيق وشدة وهكذا تتقلب الحياة بأهلها وتتبدل من حال إلى حال ، كما قال الشاعر الحكيم الذي لديه الخبرة في الحياة والتجارب :
ما بين طرفة عين وانتباهتها
يبدل الله من حال إلى حال
فلذلك أخي الكريم أفعان ، قد لا يصبر كثير منا ويقنط من رحمة الله تعالى ويصيبه الإحباط من الصبر ويصيبه اليأس ولكن هذا خطأ ، فبعد الشدة يأتي الفرج بإذن الله تعالى ، والصبر فيه الأجر الكبير من الله تعالى ، وقد أقسم الله تعالى أن الإنسان في خسارة في حياته مالم يصبر واستثنى الله تعالى ، الذين آمنوا بالله منهم وهم المتناصحين العاملين للخير والطاعات فيما بينهم ، فقال تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم : (والعصر ، إن الإنسان لفي خسر ، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) صدق الله العظيم .....
وكذلك أيضا كما ذكرت في موضوعك موضوع الصديق ، وكما يقال : الصديق وقت الضيق ، فالصداقة لها معنى كبير لمن يعقل معنى الصداقة والإخلاص للصديق ، وكما قال الآخر :
صديقي من يقاسمني همومي
ويرمي بالعداوة من رماني
وهذا ليس معناه أن أعادي عدو صديق لا ، لكن باتباع الحق واتباع الصديق الصادق الشريف الذي بجانب الصدق والمطيع لله تعالى والإنكار ومحاولة النصح والإرشاد والتوجيه أوذم الآخر بسوء تصرفه جهة صديقه الذي أعلم أنه متبع للحق ويمشي في الطريق الصادق ، وكذلك محاولة الإصلاح بين الطرفين بين الصديق وبين أصدقاءه الآخرين ، وأتبع الصديق الحق والصادق وأنصح الصديق المتبع لدرب الهلاك والكذب ثم أتجنب طريقه حتى يعود إلى صوابه ورشده ، ولا أنتظر من الصديق الثواب والأجر أو أنتظر مصلحة من المصالح الدنيوية ، وأخدمه فترة حتى أحصل على ما أريد ثم أتركه وأهجره فهذه ليست صداقه إنما صداقة مصلحه دنيوية فقط لأجل الدنيا ، فالله عز وجل لا يبارك الله فيها ، ولا تستمر الصداقة المبنية على المصلحة وحب الذات عن الآخر ، صداقة الكذب ، صداقة المصلحة ، صداقة مخالفة الوعود ، صداقة الطرق الملتوية ، صداقة الشر وطريق الهلاك والهاوية ، صداقة الخيانه لله ولرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، صداقة الخيانة للدين وللملك والوطن ، كلها صداقة باطلة وصداقة بهتان وظلم جزاءها العقاب الأليم من الله عز وجل ،
الصديق الذي يجرني إلى طريق الهاوية والهلاك فورا وحالا يجب أن أنصحه أولا للصواب والصحيح ثم أتجنب هذا الصديق الفاسد ، فيقول الشاعر :
اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته بالمودة قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة
فلا خير في خل يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله
ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفا .
أخيرا معذرة على الإطالة وجزاك الله خير أخوي أفعان ......................المـوج الجندبي
|