* هنا سـ أمشط شيئاً من حكاياتي والتي ربما لاترتبط ببعضها لكنها حتماً ترتبط بي ..!
::
حثني ذلك الجين المتلحف بي على أن أبوح بهذا..
سيتخذ شكله الدموي تارة والبكائيات الوطنية تارة أخرى ..
قد أنزع به مزاجاتكم الجميلة .. وقد تشاركوني اللطم والقهقهة معاً
ربما ستغلقون هذا الوطن السردي كـ باب قديم غرس بجسد بيتٍ من طين ..
بعد أن تلعنون الوقت الذي سفكتموه ..
قد يكون التالي ساذجاً..
صادقاً..
لاأعلم ..
أعتقد أني لن أفعل شيئاً جيداً هنا ..
:: مسفع من حنين ..!
الجدات : التفاصيل اللذيذة .. الكثير من الطهر
وتلك المسافع التي تتدلى منها المفاتيح الصغيرة ..
يخلقنّ منّا : كائنات ذوات ذكرى ..
جدتي الأجمل بينهن لأنها تغدق علي بذلك البسكويت المثلث .. والذي تحتفظ به بشنطتها الحمراء
تلك الشنطة التي تحوي معظم الأشياء المصرورة :
كحل / ديرم / مستكة .. وهديتي اللذيذة أيضاً ..!
ربما كنت طفلاً براغماتياً .. لكني لاأميل لجدتي عندما لاتجلب لي ماأحب ..
تناديني :
فيصل يابوي .. تعال سلّم على جدتك ..!
وبصوتِ أثرم يختلط بـ بوز ممتد :
نا ..!
ولأني مؤمن أن من السياسة : تفعيل المصلحة العليا ..
فإني على يقين أن تلك الـ نا لن تجلب لي شيئاً .. وذلك البوز كذلك ..
أتراجع عن قراري السيادي الحاسم ..
أبدو منكسراً وأنا ألقي نفسي بحضنها . عليّ أظفر بشئ قادم ..!
حينها لايبدو على جدتي اكتشافها لخططي الشيطانية الآتية ..
وأنا : برئ جداً ..!
:: خيبة بيضاء ..!
بسيارتي ذات صباح .. أسدلت تلك المرآه لأرتب شماغي .. قبل ذهابي للدوام ..
لاحظت شعره بيضاء نافرة .. كنت أعتقد أنه خيط أبيض
سحبته .. كانت شيبة يتيمة .. بدت ناصعة .. طويلة .. ومتغطرسة ..
هدهدتها .. دفنتها بالسواد .. سرعان ماظهرت .. كانت أشد بياضاً من ذي قبل .. أو هكذا خيّل إلي ..
تذكرت حينها وصية أمي - عليها السلام - بأن نتف الشيب فأل سيئ ..
وإن كنت لاأؤمن بذلك .. فإني على الأقل مؤمن بوالدتي ..
وعليه فضلت عدم وأد شعرتي البيضاء ..
كان هناك إعتقاد سائد بـ زمن الجهل أن الشيب مرتبط بالخوف ..
وأن ظهور شعرة بيضاء إنما هو نتيجة موقف مخيف / مفاجئ ..
يبدو ذلك سخيفاً ..
لكني خائف .. الخوف من الآتي .. القدر الذي لايحبني ..
لامشكلة لدي مع الموت .. أناديه : صديقي ..
لأنه الصديق الذي لاتعلم متى يزورك .. لكنه يفعل ذلك بالتأكيد ..
وهي سمة لاتتوفر بأصدقاء هذه الأيام ..
:: ذات أحمر ..!
صوت ذلك العظيم ينادي :
فيصل .. تعال نزل الخروف من الحوض .. ووده المسلخ .. أخلص يابوك ..!
فيصل .. لم يتعدى الثامنة حينها .. بدوي نحيل .. أسمر ..
تقبع على كتفيه صحراء ملّت الجفاف .. وجحافل القادم من الهمّ ..
تبدأ حكاية العراك .. وشئ من (( العفرته ))
أحاول بها جرّ الخروف إلى مثواه الأخير ..
أسحب الحيوان الذي يبدو أكبر مني حجماً .. يحاول الفرار
وسوق اللعنات على هذا الطفل البثر .. وعلى حظه التعيس ..
وبيدين تملؤها الحدة .. أقتاد ذلك المستسلم لمقصلته الكائنة خلف بيتنا ..
لاأزال أذكر عيني ضحاياي الذين قمت بقتلهم .. باردة .. خائفة .. متوسلة ..
صوت رجليه ويديه .. تصدر صريراً على أرضية الحوش .. يحاول بهما التشبث بما يتعثر به ..وأنا لازلت ذلك الكائن عديم الرحمة ..
أقذفه على سطح المسلخ الأملس .. وبركبتي النحيلة أطأ عليه .. أرفع رأسه عالياً ..
سكين ذات نصل حاد .. قد تقصف رقبة شعرة ما طولياً ..
تدنو صديقتي الحادة على عنقه البارز .. أسحبها بسرعة ..
يتناثر ذلك الأحمر القاني .. يلطخ المكان ..
ابتعد قليلاً .. ليصارع رفيقي الموت .. أجله الذي وافاه ..
وأنا أرقب جسده المرتعش .. يهدأ بعد أن أنهكه التشبث بالحياة .. ابتسم ..
قبل أن يبدأ الأحمر على يدي بالتخثر ..
يرسم نزيفه على الأرض سيلاً صغيراً .. تبدو عين الخروف قد جفت ..
والتحفت بغشاء شفاف .. وبقعة بيضاء صغيرة تزداد وضوحاً ..
صوت قادم من حنجرته المقطوعة .. يبدو متحشرجاً ..
لم أفسره كما علي أن أفعل بكل مرة أنحر بها حيواناً ..
ذات مرة سمعت (( قميري )) تقول لي بعد أن غرست بحلقها كسرة من عود خشب ..
وهي الطريقة الأسرع لنحر الطيور بحال لم أمتلك سكيناً حينها .. سمعتها تقول : اللعنة..!