عرض مشاركة واحدة
قديم 18/02/2005, 08:34 PM   #2
مشرف متميز سابق


الصورة الرمزية السحاب البعيد
السحاب البعيد âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 60
 تاريخ التسجيل :  Nov 2004
 أخر زيارة : 28/01/2007 (04:35 AM)
 المشاركات : 918 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الفصل الثاني



الفصل الثاني:

00000000الشاعر000نشأته وخصوصية شعره



مولده ونشاته:

هو عبدالواحد بن سعود بن سعيد الخزمري الزهراني.
من مواليد عام 1390هـ في قرية الدركه بلخزمر إحدى قبائل زهران.
نشأ وتربى على يد والده الشاعر سعود بن سعيد الزهراني ـالذي يحظى بشعبيه جيده بين جماهير العرضه وزملائه الشعراء في بلاد زهران ـ فتعلم منه أسرار شعر العرضه وأهم القضايا الشائكه التي تتعلق يشاعر العرضه الجنوبيه .

قرض الشعر وعمره لم يتجاوز الرابعه عشر ، فبدأ يحفظ مايقع سمعه عليه من قصائد الشعراء الكبار آنذاك ومن ثم يحاول الرد عليها، حتى مكنه ذلك من كسر حاجز الرهبه من ملاقاه الجمهور ، فالتقى بشعراء زهران الكبار في البدايه ـ وكان ذلك في عام 1405هـ ـكوالده الشاعر سعود والشاعر محمد بن مصلح الزهراني والشاعر عبدالله البيضاني الزهراني ، بالإضافه إلى شعراء غامد وبني مالك كالشاعر محمد الغويد الغامدي والشاعر حوقان المالكي والشاعر عيظه بن طوير المالكي، وغيرهم من الشعراء .
تعليـمه:
درس المرحله الإبتدائيه والمتوسط والثانويه في مدارس بالخزمر بزهران ، وفي عام 1409هـ التحق بكلية المعلمين بمدينة الطائف ليتخرج في عام 1413هـ تخصص رياضيات ، ومن ثم عين في مدرسة النصباء بزهران ،ليعين وكيلاَ في عام 1419هـ ، وفي عام 1420هـ، انتقل إلى مدينة مكه المكرمه ليتفرغ لدراسة الماجستير بجامعة أم القرى متخصصا ً في الأداره التربويه والتخطيط،
مشواره مع رفيق دربه الأول : الشاعر صالح اللخمي :
بعد أن أخذ عبدالوحد بزمام تجربته وعرف الأتجاه الذي خطط له ان يسير فيه تلفت حوله فلم يجد سوى الشاعر صالح اللخمي الذي عزا فيه تفهمه لتجربته وإدراكه لما يصبو إليه من أهداف تجد يد يه في شعر العرضه ، وذلك لتقارب لغتها الشعريه ، فترافقا في ساحات العرضه لبضع سنين جعلت لهما صيتا ً بين قبائل زهران وغامد وبني مالك ، حيث حاول عبدالواحد الخروج من اللغه الشعريه التقليديه وذلك بإضفاء بعض الألفاظ الحديثه وتوظيفها بشكل سهل ومقنع وواضح.
مشواره مع رفيق دربه الثاني :الشاعر محمد بن حوقان:
رغم تقارب تجربه كل من الشاعرين محمد بن حوقان المالكي والشاعر عبدالواحد الزهراني إلا أن الظروف لم تجمع بينهما إلا في صيف عام 1417هـ والتي كانت بداية تعاون طويل بينهما في مشوار تجديد بعض مفردات العرضه الجنوبيه اتسم بالموضوعيه والترفع عن ابواب الأنحطاط اللفظي ، حيث اصبح ذلك سمه لكثير من شعراء هذا الجيل بشكل عام !!

ورغم نجاح ثنائية عبدالواحد مع زميله وابن عمومته صالح اللخمي إلا أن تجربته مع ابن حوقان أعطت نجاحا ً كبيرا ً في جميع مناطق المملكه العربيه السعوديه ، وذلك يعود لآكثر من سبب منها :تقارب سن كل منهما ، وتوحد همهما التجديدي والأجتماعي بالإضافه إلى كونهما يحملان الشهاده الجامعيه..

لقاءاته بشعراء عسير:
كان للقاءاته بشعراء عسير المتميزين كسعيد بن هضبان الحارثي وعائض بن خضير القرني وصالح بن عزيز القرني ومحمد بن ثايب الشهراني أثرا ً في تحفيز جانب الفتل والنقض في ساحات العرضه رغم تمكنه من ذلك منذ بداياته الشعريه.
ووجود شاعر بمكانة محمد بن حوقان المالكي الشعريه بجواره في مثل هذه اللقاءات جعله يرتاح للدعوات التي تقدم له من هناك، خصوصاً وأن بينه وبين ابن حوقان تفاهماً كبيرا وتقاربا في وجهات النظر والنظر والأهداف.
كانت لقاءاته القويه بابن خفير واحتدام النقض والفتل بينهما مؤشراً قوياً على مكانة عبدالواحد الشعريه خصوصاً وأن الذي شاعر بمكانه وسن أبن خفير.
بعد ذلك كانت هذة اللقاءات بمثابة عربون اللقاءات التي جرت بينه وبين سعيد بن هضبان وزميله صالح بن عزيز فيما بعد والتي أخذت صيتاً كبيراً وقابليه جمه من عشاق فن العرضه الجنوبيه في جميع أنحاء الجزيره العربيه.
أثر ثقافته وسعة أطلاعه على شعره:
كان لتعليمه الجامعي وثقافته وقراءاته النهمه للعلوم المختلفه أثر انعكس على شعره، حيث ذلك في طريقة معالجته لبعض القضايا اللتي يتطرق لها في شعره, مما جعل لشعره نكهه خاصه ودلاله واضحه لانلمسها إلا في قصائده .
عبدالواحد شاعر إجتماعي :
تميز عبد الواحد في ساحات العرضه بنظمه للقصائد التي تتجاوز أبياتها العشره وهي ماتسمى" زمله " أو"مسيره" حيث ناقش فيها مواضيع أجتماعيه تهم المجتمع في قالب شعري جاد مركز ومحبوك بعنايه وموضوعيه ، فلفت الأنتباه من خلال قصائد كثيره منها قصيدة :"خط الجنوب" و"07" و"شهر سبتمبر" وغيرها من قصائدالبصمه والتي رفعت اسهمه بشكل غير طبيعي بين شعراء العرضه وجماهيرها, الأمر الذي جعل الجماهير تطالبه في كل مناسبه بقصيده إجتماعيه جديده.
اعتزاله عن محافل العرضه الجنوبيه:
في بداية صيف1418هـ اعتزل عبدالواحد محافل العرضه غثر ظروف وفاة أحد الجماهير في زواج أخيه اثناء قيام أحد العراضه بإطلاق بندقيته المشحونه بالبارود باتجاه الأرض حيث كانت سبطانة البندقيه تحتوي على جزء مكسور طار بدوره بعد إرتطامه في الأرض في رأس احد الجماهير مما ارداه قتيلا ـ وكان ذلك طبعا عن طريق الخطأـ إلا أن عبد الواحد تأثر لذلك الحدث الجلل وأعلن أعتزاله نهائياً محافل العرضه أمام الجماهير ، فثارت الجماهير تطالبه بالعوده من خلال قنوات الأتصال الشخصي أو من خلال الصحافه الشعبيه ، مما جعله يتراجع عن قراره تحت الضغوط التي فرضت عليه من قبائل زهران وجماهيره العريضه في داخل وخارج قبيلته بعد ثلاثة أشهر من أعتزاله , فأقيمت له أكثر من حفله احتفاءً بعودته في منطقة الباحه وجده والطائف ومكه المكرمه.

صفاته الشعريه:
يمتلك الشاعر عبدالواحد صوتاً جميلا يمكنه من إجادة الكثير من الطروق في يسر وسهوله ، كما يمتلك حس جميل لأختراع الألحان والتغني بها في ساحات العرضه ، وشعره يمتاز بالسهوله والوضضوح والصور المكثفه والجريئه والجديده في نفس الوقت ، بالإضافه إلى قوة الفكره ، كما يعد من أكثر شعراء العرضه الجنوبيه تعرضاً لضوء الإعلام من قبل الصحفيين والمهتمين بالعرضه.
الأغراض الشعريه التي طرقها:
تطرق عبدالواحد لجميع أغراض الشعر من خلال قصائدة الرنانه والمحبوكه بعنايه ومن تلك الأغراض :
المدح:
للمدح على لسان عبدالواحد نكهه مختلفه تميزه عن غيره من الشعراء فإن مدح أجاد ،وإن تجلا في شعره ساد.
فهو الذي يقول في مدح خادم الحرمين الشريفين في عرض قصيده له :
ياملــكــنا طــــــــول الله عـمــــــــــــرك يافــــــهـد
مـــايعرف فهــــــد بن عــــــبدالعزيز إلا النجــــاح
ماهــو صعبه تحــمـل الشـــعـب كلـــه فـــي عيونك
وأنت فـــــي قلـبك تشــــيــل العــــروبــــه كلـــــها

وهو الذي قال في مدح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز:
لوكانـوا كـل حكام العرب مثلك إلا مـثل ضــــــلك
وإلا مثل إسمك الي لاطرى مسمع إبليس إرتجف
أصبـح الما جليد وعالم المســـــلمين الثالـث اول
وأصبح الغرب شرق وكفت الأرض عن دورانها

الفخر:
تجاوز شاعرنا بأسلوبه في الفخر تجارب كثيره سبقته في شعر العرضه الجنوبيه ، فالفخر لديه أغنيه معلقه في السحاب يسوقها المطر بأنغام الرعد ولمعان البرق .
يقول في الفخر بوطنه الحبيب المملكه العربيه السعوديه:
أدمغ المجد بالسيفين والنخله
وامنح المجد جنسيه سعوديه

ويقول في الفخر بقبيلته زهران:
إن عقدنا الشور ميه مثل واحد
وإن عقدنا العزم واحد مثل ميه

وحال فخره بنفسه من جانب الشعر يقول :
إن تغيبت أصبحت ديرتي قـــــفـراً بدونـي
وإن حضرت أصبحت سلطان يحكم سلطنه

الوصف:
يتناثر الوصف من شفتي عبدالواحد كالدرر التي لاتملك إلا أن تنصت مبهوراً بما تسمع:
واليك هذا الأبيات في الوصف :
قطع الليــــــل ولّت مسرعه كنّهاخيلٍ ســــوابق
واقبل الفجر يسعى والطريق اتضح والنهج بان
والقمر والكواكب كنّها ريش داخل عش هـامـــه
والشفق مثل داب ٍيحمل الجـــوهره بين الحـيـاه

ومما قاله أيضاً في الوصف :
الفشل حاجزٍ شفاف بين الهزيمه والنصــارى
والقوي والضعيف اشبه بقصة ولد يامره ابوه

الرثاء:
ربما لا تحزن لخبر مؤسف سمعته أو منظر شاهدته لسببٍما !, ولكنك ستعيشه قلباًوقالباً حين تسمع تلميحاته أو تفضيلاته في قصائد عبد الواحد التي تقطر دمعاً وحرقة حينما يشعلها في مسامعنا .
ومما قاله في رثاء الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمة الله عليه-
والله إن الحـــزن بعــــدك .. لا يفــارقنــا .. ولا يتــــركنا
لو تشوف الحزن بعـدك في وجـــوه النــــاس وش تـــرك
موت أبن باز أو قــــظ إنســــــان الهـــــوى .. وأصحـابه
موت أبن باز.. أخرج الدمعه من أقصــى الخاطر الونسـان
ومما قاله في رثاء صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد:
كلـــهـم يبكون فيصل كلـهــم يبكــــون أبو نـــواف
كيف مايبكـــون زرِّاع ابتســامات الرضى والطيبه
جعل عين مابكت فيصل يبـــــــــدل دمعــها بلهايب
جعل قلبٍ مارجف من موت فيصــــل ماعد أرتجف

الحكمه:
عندما تقرأ أبيات عبدالواحد وأنت لاتعرف عنه شيئاً لايراودك الشك أنه لايقل عمره عن خمسين ،فالحكمه التي لايحملها بيت شعره لاتصدر إلا عن شاعر له خبره كبيره في الشعر وتجارب كثيره مكنته من قول مثل هذه الآبيات التي تنوء بها قوافي الشعر.
ومماقاله في ذلك:
عين الأعمى تعز عليه .. لو كان مايبصر بها
وقال ذلك:
في رأيي واحداً يوقد لنا في ظلام الليل شمعه
خير من ميتين ألف آدمي يســـبون الظـــلام
يعنيفي طابور الا قزام وأنت اطــــويل قـــامه
قالوا خارج عن القانون وإلا تمرد عالنظــام
أما تنقص حتى مستوى الروس وإلا تنحنـي

الغزل :
لا أبالغ حينما أقول أن عبد الواحد من أفضل من تغنى بشعر الغزل في ساحات العرضة – وأعني هنا الغزل العفيف الذي لا يخرج عن نطاق الأدب – فعندما يشدو بقصائد الغزل يزرع في صدرك وجد المحبين وشمس الحنين , فتهطل أبياته كهطول المطر لينبت عشب الوجد وأغصان الشوق وأروراق الحنين :
دعونا نعيش معه هذه الأبيات :
لا باس يا قلبي اللي حط فيه الحــب قروح
لا باس يا قلباً أغداه الهوى والحب أقسام
على الـــوليف اللي أراضيه ويحــب قتلي
وأقول أنا ســـد وجه الله ونعنـــا عيـــونه
ومما قال على على طرق لعب بنب شهر :
عـــــزوا النـــاس في قلبي ما بعد مــــات
وادرجوني في الا كفان واللي مات غيري

السخريه :
تجلت سخرية عبد الواحد في كثير من قصائده , ولكن بعيداً عن التجريح , فهو عندما يسخر يضع الميسم على الجرح ويتميز في الطرح .
لنسمع ما قاله في إحدى قصائده :
ما سمعتوا بكذبة عام الالفين .. ما حيٌ ضحك ؟!
قال قايل : تراب جنوب لبــــنان من قيــده تحرر
قلت ما ظن يتحرر من القيد شي اسمه جنوب !
وقوله لأحد الشعراء:
الفقر ما يدري إن ابوك خال الوزير
والموت يدري انك حــارس المقبره
السهل الممتنع :
من الصعب تركيب المفردات البسيطة الدارجة في حديثنا في قالب شعري موزون ومقفى , ولكن عبد الواحد يمتلك هذه الموهبه الفذة .
يقول:
إحنا وانا اخوك نفهمها قبل ما تطير
إن كنت شاطر وتفهما وهي طـايره
وقوله :
أحسبكم تقلون مثل البشر تكبر وتنسى
واثركم تقلـــــون تكبر وتاكل غيـــرها
الا جتماعي :
ناقش عبد الواحد كثير من هموم مجتمعه بأسلوب واقعي ركز فيه على الجمل التقريريه الواضحه بعيداً عن التعقيد .
ومما قاله وكان له بمثابة جواز السفر للشهرة قصيدة "خط الجنوب " التي كان لها أبلغ الأثر في الالتفاته لشاعريته الفذة ,ومنها :
يقـــــولون إن نهر النيل في كل عام ٌ له ضـحيه
وَضـــــحاياك يا نهر الشقا والعنا عدات ألــوف
وَمقاتيلك أكبر من ضحايا الحروب وم الكوارث
أســـــرةٌ تختطفها واســــرةٌ شـــملها يتبعثــرا
هموم :
لم يقتصر عبد الواحد على هموم مجتمعه القريب بل تناول هموم الأمة الإسلامية ووضعها تحت مجهر الفكر الإسلامي الصافي , فخرجت قصائد بثوب يليق بالشاعر الذي يحمل قضية إسلامية تؤرق مضجعه وتكشف مطمعه , فتناول قضية البوسنا :
الــــذي مسلمٌ دينــه على نهج ديني صــاراخي
ديني يفرض علي آمد كفي لجاري وانصر آخي
حتى لو نفقد الأرواح في نصرهم ماشي غبون
واخوتنا في بلاد البوسنة تغتالهم حرب العقيدة
والنصارى بغوا يستبــدلون المنــارة بالصليب

وتناول القضيه الفلسطينية :
حسبنا الله على شــــارون وأعـــــوانه ونعم الوكيل
حسبنا الله على المبني الذي يدعونه البيت الا بيض
جسمه أبيض ولكن قلبه أســود مثـــل بيضة غراب
الهجاء :
مثلما أجاد عبدالواحد أضرب الشعر المختلفة فإن إجادته للهجاء لا تقل عن الأضرب الأخرى , فكلما ته في هذا المجال كالسوط الذي يسرق الضرب سرقاً فلا يشعر المضروب بألمه حتى يعود السوط في يد الضارب :
يقول في ذلك :
والغـــــريب إن ما يهزا بنا إلا حثالة مجتمعنـــا
ناس ما عندهم حاضر مشّرف ولا ماضــي تليد
ما دام إن الهدف قتل المواهب وتجريح الكرامه
نعلبوا واحــــدٌ ما يحمل الســيف ويناضل لــها
ومن ذلك قوله :
كنه أمس وكلنتون يلزم الصمت في قصة لو نسـكي
حـايراٌ مثــــل خصـله من شـــعرها تهفهفه الـرياح
ما هـدفــهم ولا عــنوانهم غـــير ترويـــج الــرذيله
والأفن الهـــــوى واللهو في طبعهم ماهـو غـــريب
عالماٌ كنه الشـــطرنج فيــــه الهزيمه شـــي عــاي
الطابع الديني :
للبيئة التي تربى فيها الشاعر أثر كبير في حياته بشكل عام وشعره بشكل خاص , فنبرة التدين جليه في جل قصائده , فلا يبدأ مشوار الشعر في أي مناسبة إلا وقد ذكر الله وأثنى عليه بادئ ذي بدأ من ثم يتجلا في محاوراته الشعرية .
مما قاله في بداية المناسبات :
ياالله إن اطــلبك يا منشــــــي الســـحاب
ياالــــــذي مــــــا تخضـــع لغيره الرقاب
يالله اجعـــــل قســــمنا الحــــظ والتوفيق
والســـــعد فـــــي كل معنــــى حلـــيفنــا

وبنظرة زاهدة في الدنيا يقول :
ياالله أرزقنـــا بيـــوتاً في الجـــــنه
جنـــة الفردوس الأعلى هي الدارا
مهمــــا زينا مـــنازل وشـــــــيدنا
بكره نهجــرها تقـــــل ما ســـكنها

المجهر الشعري :
يمتلك عبدالواحد شفافية باصرة للوصول إلى دقائق المعاني وترجمتها في أسلوب شعري مبهر يستوقفك من أول وهلة يمربك :
مما قاله :
اترك اللي ماضحك في وجهي إلا ريالي
كنه الـــدولار لاوقـــع فيــــد خــــــاينه
الصور الفوتوغرافيه :
أبيات عبدالواحد كالصور ثلاثية الأبعاد التي ترها مجسدة أمامك يقول في أحد أبياته:
شبيه الأطرش في المعراض في ظني
لاشاهد الصــف يعرض هز مشــعابه

همه الخاص:
عبدالواحد شاعر يحمل تجارب كبيره أختزلها من خلال قراءاته واطلاعاته، وهو شاعر حساس نشعر به من خلال مقولاته وقصائده . في أواخر عام 1418هـ في إحدى حفلاتالعرضه قبل ان يعتزل ومن ثم يعود إلى الساحه ، وهذه القصيده تعتبر من القصائد القلائل التي تكشف بعض ا لسرار في حياة الإنسان الشاعر عبدالواحد الزهراني ألا وهي قصيدة "المرآه"حيث كانت بمثابة العزاء له تجاه مالاقاه في مشواره الشعري في حفلات العرضه .
وعندما بدأ بدأتنهيدته الشعريه بقوله "ياهلي "وقد بدأ بحرف نداء وكأنه يستنجد ويصر على إمكانية الإنصات إلى سماعه من قبل مجتمعه الذي عبر عنه بلفظه الأهل الأقربين .
وعندما أزال حاجز الوحشه المحيط به بدأيفرغ مافي خلجاته بكل عفويه وصدق ، حيث توصل إلى نتيجة مفادها أن الشعر هو الذنب الكبير الذي أقترفه في حياته . الشعر هذا الفن الراقي الضارب بجذوره في التاريخ ، ولاكن ولو تساءلنا عن هذه النتيجه وعن هذا الأتهام من قبل شاعرنا للشعر لوجدنا :
أولا : أن عبدالواحد تظهر في قصائده ملامح النزعه الدينيه التي كانت بمثابة القاعده لإنطلاقة نحو عجله الشعر ومن ثم قناعاته يما يقوله في قصائده ، بالإضافه إلى طاحونة الصراع التي حملها معه منذ الطفوله ، فعبدالواحد لم يتمتع بطفولته كالأخرين بسبب دخوله دوامة الشعر في سن مبكره ، كما أن الوضع الآجتماعي المحيط به بشكل عام كان له بالغ الأثر في نفسيته.

وفي البيت الثاني ـبعد أن وضعنا بعض العلاقات التي توصلنا لجواهر النص ـ أخذ الشاعر يعبر عن نفسه ويجثو على ركبتيه أمام مطرقة القضاه بعض أن رأى علامات الأستفهام على شفاههم تستعر بالأسئله فأخذ يهذي بكلامه العاقل ويعزي نفسه عن الذنب الذي أقترفه [ذنب الشعر] ويحاول إقناع الجميع بأنه ليس إلا طفل قلبه أبيض ومطامعه لاتتعدى نظرة حنان من والدته أوهمسة عطف من والده أوثناء من أخيه أو قبله من أخته بعيداً عن زيف الدنيا ، كما عبر عن صوت الحكمه بالشيخ الذي يسكن الطفل والذي يظهر في روح الأمل المتلبسه بثوب الوفار ، وهنا يجعل حتى من حاول مقاضاته يعيش في حيره من أمره . كما ان العلاقه تبدو واضحه مابين ماقاله عبدالواحد وماقاله الأمير الشاعر خالد الفيصل :

قامت تجاذبني على درب الأسباب
روح الشباب يحدها عقل شــايب

وقد وصلت مرحلة القلق والتوجس داخل الشاعر أن الضحكه وهي أقل مايعبر بها الإنسان عن فرحه وسروره كانت محط تنازع في داخله بين إطلاق وهضم، بين طفل يريد المرح والسرور وبين شيخ يحكمها بالعقل .
وبع ذلك يأخذ من قول سيد قطب نبراساً لعيشه في مقولته المشهوره "من عاش لنفسه عاش صغيراً ومات صغيراً ، ومن عاش لغيره عاش كبيراً ومات كبيراً ..
وبعد هذا كله ينتقل إلى مرحلة أخرى يدلي فيها بمزيد من المعاناه التي ربما تكون له مبرراً لأي قرار ، وكأنه يمهد لقرار إعتزاله آنذاك.
ثم يعود مره أخرى ليضرب على وتر الطفوله وبراءتها وقلة درايتها بالأمور حينما قال "مادريت"
وفي خضم هذه الأحداث وهذه المعاناه وهذه الشكوى يرفع رأسه المثقل وينهض من جثوته بلغه متهدجه مليئه بالحكمه ويجيب على نفسه بقوله:
واثر ماعاد لك في الناس ياصدق الأحساس أي قيمه
واحتراق الكبد مـــاعـــاد يشــــــعر بقـــــيمته آدمي
والحقيقه أن هذه القصيده يتجسد فيها الصراع بين رغبة الطفل البسيطه ونظرة الشيخ الحويطه وبين ألم الإنكسار وعنفوان المناضل في جو خطابي بسيط ومؤثر خلق فيه التضاد صوره شعريه رائعه.



ملاحظه :

انتظرونا مع الباب الثاني سوف نستعرض الفصل الا ول : مسيرات بدعها ورد عليها الفصل الثاني : مسيرات بدعها ورد عليها غيره وها الباب مشوق جداً تحياتي السحاب البعيد


 
 توقيع : السحاب البعيد

.



التعديل الأخير تم بواسطة السحاب البعيد ; 18/02/2005 الساعة 11:10 PM