عرض مشاركة واحدة
قديم 20/08/2004, 01:03 AM   #3
عضوة مؤسسة ومشرفة المنتديات النسائية سابقا


الصورة الرمزية نهرالعسل
نهرالعسل âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  Aug 2004
 أخر زيارة : 19/01/2011 (04:09 AM)
 المشاركات : 3,254 [ + ]
 التقييم :  311
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الزوج العاطل مشكلة تهدد الكيان الأسري



الرجل هو عماد البيت وهو الركيزة الأساسية التي يستند عليها الكيان الاسري بدءاً من توفير المقومات الحياتية ضرورية كانت او كمالية وانتهاء بضبط الايقاع اليومي للافراد داخل العائلة الواحدة وهكذا،

درجت العادة على ان يخرج الرجل الى العمل وان تظل المرأة في البيت ترعى شئون الصغار وتقوم بالأعمال المنزلية، ومن دون الدخول في التفاصيل الدقيقة في هذا التقسيم سنجد ان النظرة المجتمعية لا ترى الرجولة الا عبر مجموعة من المواصفات اولها المقدرة على تحمل المسئولية واتخاذ القرارات الصائبة وان يكفي بيته مذلة السؤال، وفي المقابل ان تكون المرأة مطيعة بل وخاضعة لمشيئة الرجل بغض النظر عن صفته او صلة قرابته بها، اذ لا فرق بين الأب والاخ او ابن العم في ذلك.

قد يرى البعض اننا نتحدث في بديهيات ما زالت سارية حتى وقتنا هذا ويؤخذ بها في معظم المجتمعات والاسر العربية، وهي كذلك بالطبع، لكن مع خروج المرأة للعمل وبعد ان وضعت قدميها على اول الطريق لكي تكون جنباً الى جنب بجوار الرجل تشاركه مواجهة الصعوبات الاقتصادية والمادية وتقاسمه المهنة، هنا نجد ان هزة عنيفة قد اصابت الثابت الذي يحكم علاقة الرجل بالمرأة بشكل عام، وبالتالي علاقة الازواج ببعضهم البعض، غير ان هذه الهزة تبدو منطقية لحداثة عهدنا بهذه الامور التي بدأت تقريباً مع النصف الاخير من القرن الماضي، اذ لا يزال بيننا من يرفض عمل الزوجة ومن يفرض الوصاية على تحركاتها خوفاً على كرامته او رجولته، وحتى نضع هذه الكلمات الفضفاضة على محك الاختبار الفعلي سننطلق من مشاركة الزوجة لزوجها في تحمل الاعباء المادية الاسرية وخروجها للعمل وبعد ذلك سنضع افتراضاً منطقياً يمكن ان يحدث في اي وقت تحت وطأة الظروف الطارئة، كأن يصبح الزوج عاطلاً عن العمل، لتتحمل الزوجة بمفردها المسئولية المادية تجاه متطلبات البيت، ترى هل يتقبل الزوج هذه الوضعية وكيف تكون حالته النفسية؟ وهل الزوجة مستعدة للقيام بهذه المهمة ام ان لها رأياً آخر؟، وكيف ينظر الاولاد الى ابيهم وهل سيقل احترامهم له لصالح دور الام في الانفاق وتلبية الرغبات؟ «دنيا الناس» طرحت القضية على فئات مختلفة من الجمهور وكان ما يلي: من وجهة نظر بلال فتحي «موظف» ان الزوج والزوجة من المفترض ان يكونا مكملين لبعضهما البعض في كل شيء ما دام الاختيار والقبول قد تم بقناعة الطرفين دون حسابات المصالح الخاصة او النظرة الضيقة كأن تكون الزوجة غنية فتقدم الزوج لخطبتها من اجل ذلك، او ان يكون الزوج في مكانة مجتمعية مرموقة او شخصية عامة فارتضت الزوجة ان تكون ظلاً تابعاً يستفيد من هذه المكانة، والزوجان العاملان بطبيعة الحال تكون لهما آلية واتفاق في تسيير النواحي الاسرية بكل جوانبها بما في ذلك الناحية المادية كأن تسهم الزوجة بجزء من راتبها في تغطية النواقص التي قد تستعصي على المقدرة المادية للزوج فإذا كانت هذه الآلية موجودة منذ البداية ويعمل بها الطرفان برضا تام فإن اية مشكلة طارئة يمكن التغلب عليها بمجهود اقل مما لو كانا مختلفين، وليس شرطاً ان يكون الزوج في وضعية العاطل حتى تتحمله الزوجة فهناك من الأزمات والمشاكل ما يتطلب تدخل الزوجة لانقاذ ما يمكن انقاذه من الوضعية الحرجة التي يمكن ان يتعرض لها الزوج، بل على العكس ربما يكون وقع الازمة الطارئة اكثر ايلاماً مما لو كان عاطلاً عن العمل، وفي كل الاحوال فإن هذه المشكلة تتوقف توابعها على علاقة الاثنين وما اذا كان التفاهم هو الذي يتحكم في دواخل النفوس، لذلك فإن مسئولية الزوجة في هذه الحالة ستكون مضاعفة وتحتاج الى حنكة ودبلوماسية، فهي علاوة على الاعباء المادية التي ستقع على عاتقها بمفردها، ستكون مطالبة اكثر من اي وقت مضى بتفهم الحالة النفسية التي تسيطر على الزوج ومراعاة مشاعره واحاسيسه التي لن تكون متوازنة وطبيعية، وألا تضغط على اعصابه او ان تذكره دائماً بوجوب البحث عن عمل، لانه وهو في هذه الحالة لا يحتاج لمن يذكره بذلك، ومن المؤكد انه يعلم بحاجة البيت لضروريات قد لا يفي بها راتب الزوجة.

اما الزوج الذي لا يقدر مجهود الزوجة ويتركها تعاني بمفردها بحجة ان هذا العمل لا يناسبه، وهذا لا يفهم فيه فمثل هذا الزوج يتسم بالأنانية المفرطة وربما يعاني من مشكلة تمس صلب رجولته، لاننا هكذا تعودنا على ان الرجل هو المعني بشئون المنزل المادية والمعنوية وهو صاحب الكلمة الاولى والاخيرة، فإذا ارتضى لنفسه ان يظل في هذه الوضعية غير اللائقة فإنه سيفقد ركناً مهماً من شخصيته كرب أسرة مسئول عن كل كبيرة وصغيرة تخص افراد عائلته، علاوة على ان نظرة الابناء قد تأخذ شكلاً آخر باهتزاز صورة الاب الراعي والعائل لهم، ومن هنا تكون خطورة التحول في علاقة الابناء بالاب خصوصاً فيما يتعلق بالاحترام الواجب والمطلوب، وهذه المشكلة قد لا يتأثر بها الابناء صغار السن الذين لا يعون ابعادها الحقيقية، اما الكبار فهم لا شك يفهمون هذه الامور ويمكن ان يقدروا للأب مكوثه في البيت اذا كانت الظروف خارجة عن الارادة او اذا كانت مؤقتة وستزول بزوال اسبابها او ايجاد البديل، اما لو كانت غير ذلك كأن يكون الاب من النوعية المستهترة او الاتكالية فمن المؤكد ان ذلك سينعكس على اطاعة الاوامر وربما الرد بأسلوب غير مهذب على الاطلاق، واعتقد ان هذا لا يمكن ان يحدث الا في اسرة غير طبيعية في تكوينها منذ البداية وينقصها الكثير من مقومات النجاح، وبشكل عام وبعيداً عن كل هذه التفاصيل فإن مشكلة مكوث الزوج في البيت في الوقت الذي تعمل فيه الزوجة تعد من المشاكل التي يصعب التنظير فيها لانها تشتمل على عدة نواح منها المادية والنفسية، ولانها تخضع ايضاً لثقافة الزوجين ومدى قدرتهما واستعدادهما لتجاوز مثل هذه الحالات الطارئة وايضاً شرح الموقف للأولاد اذا تطلب الامر ذلك، لان اجراء كهذا وان استصغره البعض يعتبر مهماً للغاية لتفادي تأثر الاولاد سلبياً من هذه الوضعية.

وما يمكن ان يفكروا فيه اذا شاهدوا والدهم يجلس في البيت ووالدتهم هي التي تعمل فان المشكلة تبدو اكثر تعقيداً لان اطرافاً اخرى ستتأثر بشكل او بآخر، والتأثر في هذه الحالة يمكن ان يؤدي الى نتائج عكسية على نفسية وتفكير الاولاد خصوصاً الكبار منهم، فلربما يتولد لديهم مفهوم الاتكالية والاعتماد على الغير، اضف الى ذلك ان طلباتهم سوف تتجه ناحية الام فقط، وتعليماتها هي التي سوف تنفذ ما دامت تمتلك العطاء والمنع، وبهذا سيتوقف دور الاب تماماً، وتنحدر اهمية وجوده الى درجة ألا يسمع احد لكلامه او اوامره، وفي النهاية يمكن ان يكون مصير الاسرة بأكملها غامضاً ومجهولاً اذ لا يمكن التكهن بحجم الاضرار الناتجة عن وضع سلبي كهذا.


 
 توقيع : نهرالعسل

ليت عند الباب نهرا من العسل
والسماء تمطر سحايسها ذهب
والفرح ثوبا عسى مابه طسل
والنسايم هبهبتها هب هب
والمزون اللي بحمله قد رسل
ورنة المطر شبيهات الشهب


رد مع اقتباس