بسم الله الرحمن الرحيم
كما تعلمون ، فقد انطلقت الحملة الوطنية ضد الإرهاب.
وكثير من أهداف هذه الحملة جميلة.
حيث تدعو إلى المحافظة على نعمة هي من أهم النعم التي أنعم الله بها على هذا البلد ألا وهي نعمة الأمن.
وتدعو إلى نبذ العنف.
وإلى الوطنية والتضامن.
وفي رأيي أنها أهداف جميلة.
لكن ...
ما رأيك بكثافة الجانب الإعلامي لهذه الحملة ، حيث أنك تسير في الطرق ، فلا تكاد تسير مسافة قصيرة حتى تصادفك إحدى لوحات تلك الحملة ، وإذا فتحت الإذاعة وجدتهم يتكلمون عنها ، وإذا اطلعت على التلفاز وجدت إحدى برامجها.
حتى خطبة الجمعة في الأمس كانت تصب في مضمون الحملة.
بل إننا لما فرغنا اليوم من إحدى الصلوات تلا علينا الإمام كلمة ، تصب في مضمون الحملة.
والقاعات والمحافل مستنفرة لاستقبال تلك الحملة.
ألا تصيبك هذه الحملة بالضجر ؟
ثم ، لماذا لم يعالجوا الأسباب التي دعت لوقوع الإرهاب من الظلم ، ومظاهر الفساد ؟
ثم ، هب أن المواطن قد اقتنع بما يقوله أرباب هذه الحملة في إحدى الندوات أو الخطب ، ثم بعد أن خرج من تلك الندوة مورس في حقه ظلم من إحدى الجهات الحكومية ، أو تذكر إحدى مظاهر الظلم المالي ، أو تذكر تمكين العلمانيين من وسائل إعلامنا ، ومن رئاسة وزاراتنا ، بل وحتى تعديل مناهجنا أحيانا !! ، وغيرها الكثير والكثير.
لماذا لم تطبق تلك الشعارات من المساواة وحب الخير للوطن على تلك المظاهر ؟
هب أن تلك المتناقضات اجتمعت في رأس أحد المواطنين.
كيف يصنع المواطن بنفسه في هذه الحالة ، هل يلغي عقله ويؤمن بالمتناقضات ؟ أم ماذا ؟
ثم ...
أين هم عن إرهاب إسرائيل في فلسطين ، وإرهاب أمريكا في العراق وغيره ، وإرهاب روسيا في الشيشان وغيرها ، وإرهاب الهند في كشمير ، وإرهاب أعداء الإسلام على المسلمين عموما ؟
أين هم ؟
أين هم ؟
لا يظنن ظان أني من الطبقة التي تتذمر من كل شيء حولها ، بل أني اعتبر هذه الحملة حملة جيدة لتحقيق لو شيء قليل من الوحدة بين أطياف المسلمين.
ولكن خواطر خطرت في بالي ، فأحببت أن أطرحها على أحبابي ، وأعرف رأيهم فيها.
أخوكم المحب
عاشق رباع