![]() |
الشحاذ الصغير،
حدثني أحدهم انه كان مسافرا الى احد البلاد الخارجية، ويقول: خطر لي وقد مللت من المكوث الطويل في الفندق أن أتجول في تلك المدينة على أقدامي... وعندما خرجت سائرا في الشارع اعترضني صبي صغير لا يتجاوز عمره التاسعة، وأخذ يحدثني بلغتهم التي لا افهمها، وكان لحوحا بطريقة أزعجتني بعض الشيء... غير أني فهمت من حركاته انه يريد (إحسانا)، فأعطيته قطعة صغيرة من النقود، التقطها من يدي بسرعة وهو يبتسم، ويردد بضع كلمات اعتقد انه كان يشكرني بها ويدعو لي!!! أخذت أتجول في أنحاء المدينة من شارع إلى شارع أكثر من ساعتين، وبعد أن أعياني السير، قررت أن ارجع إلى الفندق، ولكنني للأسف ضللت الطريق... وكلما شحذت ذاكرتي، كنت ابتعد أكثر!!! وبحكم أنني إنسان عنيد فقد صممت على أن أوصل نفسي بنفسي مهما كان الثمن!!! ومرت عليّ وأنا على هذه الحال من (التوهان) أكثر من ثلاث ساعات، فوق الساعتين اللتين كنت اتمخطر بهما!!! وفجأة وإذا بي وجها لوجه مع ذلك الشحاذ الصغير!!! فابتسم لي وبادلته الابتسامة بأكبر منها، كيف لا وأنا حينما رأيته تخيلت انني قابلت صديقا، أو أحد الأقرباء من عائلتي، خصوصا وأنا الغريب التائه في هذه المدينة التي لا اعرف فيها أحدا والتي أزورها لأول مرة... أوقفت الصبي وأخذت استخدم معه لغة الإشارة حتى فهم منها أنني ضائع وأريد الوصول إلى الفندق... فما كان منه إلا أن تفوه بعدة كلمات خمنت منها انه يقول: اتبعني... وفعلا انطلقنا هو أمامي يحث الخطى كالغزال... وأنا خلفه أجرجر أقدامي (كأبو جلمبو)!!! ومن شارع إلى ميدان إلى زقاق إلى جسر، إلى حديقة، إلى تقاطعات لا أول لها ولا آخر، إلى أن وصلنا أخيرا إلى الفندق بعد ساعة تقريبا، عندها تنفست الصعداء... ومددت يدي الى حافظة نقودي، وأخرجت مبلغا لا بأس به وقدمته للشحاذ الصغير غير انه رفض!!! وظننت انه طامع في مبلغ أكبر، وفعلا زدت، بل ضاعفت المبلغ، غير انه رفض مرة أخرى وارتسمت على وجهه علامات الغضب، وعجبت من موقفه هذا، وناديت على (الكونسيرج)، وهو الموظف الذي يكون في العادة عند الاستعلامات لخدمة زبائن الفندق، لكي اعرف منه سبب غضب الصبي... وفعلا اخذ يتحادث الاثنان بعبارات حامية، ثم التفت نحوي الموظف وقال: إن الصبي يقول: انه لا يريد منك مالا، فإن قبوله الإحسان منك شيء، وقيامه بخدمة بسيطة نحو صديق شيء آخر لا يليق أن يؤجر عليه... وفي خجل شديد اعدت المحفظة إلى جيبي، والتفت وإذا بالشحاذ الصغير، عاقدا يديه خلف ظهره يحث الخطى مبتعدا عن الفندق!!! ... أسعد الله اوقاتكم ... |
فعلاً لا جزاء الإحسان إلا الإحسان |
أسعد الله أوقات الجميع ....
|
الإنسان لم يجعله الله خليفة في الارض ولا افضل خلق الله الا بالانسانية التي يحملها بين جنبيه
|
قصه رائعه ومؤثره ......................
ولا جزاء الأحسان الا الأحسان ................. يعطيك العافيه ............... |
اشكريا الساهر والمحترف وصقر الجنوب نبع الحنين على المرور الطيب
|
الساعة الآن 08:41 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع