أكاديمـيـة العرضـة الجنوبيــة - ربـاع

كنت في مدينة......... ذلك اليوم، عندما ركبت مع أحد الأصدقاء في سيارة أجرة، وعندما نزلنا منها ، قال صديقي للسائق: "أشكرك على قيادتك الرائعة. لقد قمت بعمل رائع حقاً).
فذهل سائق السيارة للحظة، ثم قال له: " هل أنت رجل عاقل أم ماذا؟
فرد عليه صديقي قائلاً: لا ياصديقي العزيز أنا لاأداهنك، أنني فقط معجب باحتفاظك بهدوئك وسط زحام المرور.
فأجابه السائق قائلاً: نعم، ثم تركنا وقاد سيارته. وسألت صديقي: " لماذا كل هذة الجلبة؟"
فرد علي قائلاً:"إنني أحاول أن أعيد الحب ثانية إلى مدينتنا، أعتقد أنه الشئ الوحيد الذي يمكنه أن ينقذ المدينة"
وسألته: "كيف يمكن لرجل واحد أن ينقذ المدينة؟"
فرد قائلاً: لم يكن رجلاً واحداً، أعتقد أنني جعلت يوم هذا السائق مختلفاً، لنفترض أنه سيقوم بتوصيل عشرين راكباً، فسوف يكون لطيفاً مع جميع الركاب؛لأنه قد صادف شخصاً كان لطيفاً معه.
وهؤلاء الركاب في المقابل سوف يكونون أرق وألطف في معاملتهم مع مرؤوسيهم في العمل, أو مع أصحاب المتاجر التي يتعاملون معها، أو مع عمال المطاعم، أو حتى مع أفراد عائلاتهم. وفي النهاية ستنتشر النية الحسنة بين حوالي عشر آلاف شخص من الناس والآن، هذا ليس شيئاً سيئاً، أليس كذلك؟"
فقلت له: ولكنك تعتمد على سائق التاكسي؛ لكي ينقل نواياك و معاملتك الحسنة للآخرين"
أجاب صديقي قائلاً: "إنني لا أعتمد عليه، وأعلم أن هذا النظام سهل جداً، ومضمون ومأمون؛ لذلك ربما أتعامل مع عشرة أشخاص مختلفين هذا ليوم. إذا استطعت إسعاد ثلاثة منهم ؛ إذن ففي النهاية يمكنني التأثير بشكل غير مباشر على مواقف وسلوكيات ثلاثة آلاف آخرين"
فقلت له: " يبدو هذا مثل الحبر على الورق، ولكنني واثق أن هذا لن يجدي في الواقع"
هنا أنا توقفت عن قراءة القصة وقلت مالنا في الطويلة لأن هذا الواقع والمغزى من القصة هذي أن نعيد النظر في سلوكيتنا وتعاملنا مع الآخرين سواء أكانوا مواطنين أو مقيمين.... وخصوصاً عمالة شرق آسيا المساكين..