أكاديمـيـة  العرضـة الجنوبيــة - ربـاع

أكاديمـيـة العرضـة الجنوبيــة - ربـاع (https://www.ruba3.com/vb/index.php)
-   أساطير من غامد وزهران (https://www.ruba3.com/vb/forumdisplay.php?f=202)
-   -   "الأسطورة الشعبية" في منطقة الباحة قديماً (https://www.ruba3.com/vb/showthread.php?t=27868)

حلم طفلة 10/06/2008 10:01 AM

"الأسطورة الشعبية" في منطقة الباحة قديماً
 
رموز الحكاية الشعبية وأبعادها ورسالتها
"الأسطورة الشعبية" في منطقة الباحة قديماً
http://www.alriyadh.com/2008/02/14/img/152054.jpg الأسطورة الشعبية بريشة خالد الكناني
الباحة: إبراهيم الزهراني
الرياض
الخميس 7 صفر 1429هـ -14 فبراير 2008م - العدد 14479
لوحة "الأسطورة الشعبية" تنقل إلينا الوجه المعاصر للحكاية الشعبية والحنين إلى الطفولة في أجواء القرية والبادية، وما كانت تروى في تلك الفترة من قصص خيالية، كانت البديل الوحيد عن الأفلام الكرتونية، والتمثيل القصصي الذي يشاهده الأطفال اليوم عبر قنوات البث الفضائي.

الفنان التشكيلي المهندس خالد بن سراج الكناني جسد في أحد لوحاته ذلك الفن القديم، في لوحة بعنوان "الأسطورة الشعبية" وما يخالج النفس من شعور حول رموز الشر التي كانت تبوح بها الجدات والأمهات، بأصوات شاحبة تصب في مسمع وقلب الطفل قديماً. وقد كانت الحكاية الشعبية في منطقة الباحة، من الضروريات التي تساعد على تنشئة الأطفال، وتربيتهم، وتهدئتهم عند النوم، إلا أنها بالفعل كانت تقوم بدور مؤثر في نمو شخصيات الأطفال، حيث ينمو ذلك التأثير ليواكب إدراكهم الحسي ويساعد على بناء مستقبلهم، كون الحكاية الشعبية كانت تجسد المشاكل للأطفال، وتصور لهم أبعاد الخير والشر، ثم تظهر في نهايتها انتصار الخير وهزيمة الشر.
وفي الوقت ذاته فإن الحكاية الشعبية القديمة كانت تجسد الأحداث الواقعية في صور خيالية تبسط الأحداث وتجعل الطفل يتقبل أي طارئ دون أن يتعرض لصدمة نفسية، وذلك لتكرار تلك "الرواية" على مسمع الطفل أو الطفلة، حيث كانت القصة تبين شجاعة البطل الذي تتضمنه الرواية التي ترويها الأم، أو الجدة، ومنها على سبيل المثال ما كان يروى عن "طفل" توفي والده، فواجه الحياة ببسالة الشجعان، وكان ساعداً قوياً في زراعة الأرض وحرثها، بعد أبيه، ليصبح من خلالها المستمع للقصة مهيئاً لأي حدث كما أنها كانت تعتمد الرواية الشعبية في الباحة على تصوير الخير والشر في عدد من الشخصيات المتباينة بين الشرير والطيب، والضعيف والقوي، والتي تنتهي عادة بانتصار الضعيف على القوي والطيب على الشرير، وذلك يعزز مفهوم الاعتزاز بالذات ومقاومة الضعف عند مواجهة الصعوبات. ويؤسس مبدأ الصبر والإيمان إلا أنه كان يتخلل هذه القصص شيء من الرعب والإثارة التي تستحوذ على عقل الطفل وتجعله ينصت ويستوعب القصة بأبعادها، ولا تكاد تخلو قصة من الكائن الشرير أو ما يسمى "السعلاة" التي زعموا أنها من آكلة البشر أو "دراكولا" ذلك العصر، وزعموا أنها تتشكل بين الإنسان والحيوان ولها أنياب حادة ومخالب.
وقد كان للأسطورة الشعبية بمختلف رموزها وأشكالها تأثير على الفنان التشكيلي، فنقل الفنان م. خالد الكناني في لوحته "الأسطورة" إحساسنا الطفولي الذي كنا نعايشه في تلك المراحل القديمة.
ومن إحدى الحكايات الشعبية الشهيرة في منطقة الباحة رواية "جلاجل والسعلاة" وهي تعكس البيئة حيث كان يجتمع الأهل على الحياة الاجتماعية لسكان المرتفعات السروية والسهول التهامية بالمنطقةحول موقد النار، ويتسامرون على ضوء الفانوس، الذي كان ضياؤه يحرك ظلال القراب والفؤوس المعلقة، وفي هذا الجو المرعب تسترسل الجدة بصوتها الشاحب والتي كانت هي الأولى في سرد الرواية.
ومن أصول الرواية الشعبية أن لها بادئة أو افتتاحية في الحديث فتقول: جاكم واحد.. ولا واحد إلا الله.. فيرد الأطفال بصوت واحد قائلين: أسلمي وحياك الله. فستمر هي قائلة: يحكى أن امرأة جميلة كانت تدعى "جلاجل" سامرت نساء القرية في ليلة شتوية يكسوها الضباب المعتم وسواد الليل الحالك وفيما كانت "جلاجل" تؤكد على النساء موعد الذهاب إلى "الحمى" من أجل الاحتطاب، وبعد أن حثتهن على النوم المبكر، طلبت منهن أن يكون اللقاء قبيل صلاة الفجر، وأن تحضر كل واحدة منهن حبلاً، وفي هذه الأثناء كانت "السعلية" (السعلاة) تتجسس عليهن خلف الباب وأنيابها الحادة تضيء كالبرق.. وبعد أن تيقنت "السعلية" من موعد النساء اختبأت حتى ذهبن ثم أنها تركت "جلاجل" لتنام مبكراً وبعد أن غطت "جلاجل" في نوم عميق، عادت السعلية إلى جوار الباب، وشرعت في تقليد صوت الديك لتوهمها أن موعد الفجر قريب.. ثم تريثت قليلاً وعادت وتقمصت شخصية إحدى النساء اللاتي واعدن "جلاجل" مسرعة لفتح الباب ظناً منها أن النساء جئن في الموعد.. فقالت لها "السعلية" المتنكرة: هيا يا "جلاجل" فالوقت لا يكفي والوادي بعيد والحطب قليل، والنساء سبقتنا في الطريق فارتبكت جلاجل وتناولت الحبل وخرجت مسرعة دون أن تشعر أنها "السعلية" الماكرة التي تنوي افتراسها!!
وعندما وصلن إلى الوادي المظلم البعيد مشياً أضاء البرق في ظلمة الليل وسط غابة من الأشجار فشاهدت "جلاجل" شكلاً مخيفاً، ولاحظت مخالب السعلاة وعرفت أنها مخدوعة وأنها ستكون فريسة لهذا الوحش القاتل!!
وهنا دبرت "جلاجل" حيلة للخلاص منها وإنقاذ نفسها إلى نهاية هذه القصة أو الرواية التي انتهت بتمكن جلاجل من الهروب والعودة لمنزلها بعد أن أوصدت الباب الخشبي بمزلاج "الضبة".
وهناك العديد من الروايات الخالدة في ذاكرة معاصريها، كانت من أحد أساليب التربية في المنطقة، إلا أنها كانت تخيفهم من الظلام، فكانت لها سلبيات كما أن لها إيجابيات.

تعليقات القراء:
والله عندنا وبجميع مناطقنا موروث ثري بس يبغاله استثمار كثير من الافلام الاجنبيه بنت شهرتها على قصص اسطوريه خاصه بثقافتها ونجحت فمتى يأتي دورنا لاظهار ثقافتنا الرائعه
استاذ ابراهيم شكرا لك

عرفان المحمدي
...............
مزيد من الإبداع أخ إبراهيم ومزيد من الغور في أعماق الموروث الشعبي لكي يتثمر لنا إبداعك عبقا نشم به رائحة الماضي الجميل
حسن أبو ملانة

ابو صالح 12/06/2008 01:53 AM

جهود مقدره كل التقدير

وسعي دؤب من دون كلل او ملل في ما يعني منطقتنا الغاليه

فشكراً جزيلاً لك

حلم طفلة 12/06/2008 01:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو صالح (المشاركة 149378)
جهود مقدره كل التقدير

وسعي دؤب من دون كلل او ملل في ما يعني منطقتنا الغاليه

فشكراً جزيلاً لك

اخي ابو صالح
اشكر لك كرمك
http://www.uae-up.com/up2/uploads/92c40717d8.gif

المزيونه 12/06/2008 02:46 PM

بارك الله فيك يا غامدية

من لنا بعدك بمواضيع مميزه لي تركتي المنتدى


بليز انت غاليـــــــــــــة خليك معانا

السير الشوق 14/06/2008 09:06 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

صقر الجنوب 14/06/2008 11:59 AM

شكرا لمن كتب وشكرا لمن نقل
الاساطير الشعبية كانت المتنفس الوحيد للتسلية في ذلك الوقت حيث لايوجد روادي ولا تلفزيونات ولا مسجلات فكانت القصص هي الوسيلة الوحيدة لقضاء السمرات ..

%هوى الجنوب 14/08/2008 09:01 PM

رائع جدا
الاساطير القديمة بقدر ماكان فيها من التخويف الا ان لها متعتها وقدر عالي من الفائده والتسليه
وان كان بعضها من نسج الخيال ..

تحيتي للجميع

رجب سعيد 28/03/2009 12:55 AM

والغريب فيها ان لا تمل سماعها

روحي بسوريا 03/07/2012 03:15 PM

يعطيك العافيه على هذا الموضوع الرائع وننتظر جديدك
وردةوردةوردةوردةوردةوردةوردةوردةوردةوردةوردةوردة

رجب العكة 30/05/2013 03:35 PM

"جلاجل"
يقال أنها أمرأة من أحدى قرى تهامة .. وقد سمعت القصة من جدتي الله يرحمها ويمكن اعيد صياغتها لكم

عموما مجهود رااائع يستحق الشكر


الساعة الآن 03:50 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w