![]() |
حدِّثيني لأحبَّكِ
حدِّثيني لأحبَّكِ ( مقاطع) رياض الصالح الحسين ولد الشاعر السوري الراحل رياض الصالح الحسين في مدينة درعا 1954 من عائلة فقيرة . كان أصم أبكم فلم يستطع إكمال دراسته لكنه ثقف نفسه تثقيفاً ذاتياً عالياً. اضطر للعمل باكراً ، وتنقل بين عدة أعمال ، ثم انتهن الصحافة حتى رحيله المفجع عام 1982، وهو في الثامنة والعشرين من عمره، لينضم إلى قائمة اولئك الشعراء، الذين نبغوا سريعاً، وانطفأوا سريعاً. له أربع مجموعات شعرية: «خراب الدورة الدمويّة» و« أساطير يوميّة» و«بسيط كالماء واضح كطلقة مسدَّس» «وعل في الغابة» . كتب القصة القصيرة أيضاً، وقصص الأطفال، والمقالة الصحفية، و النقد الأدبي. حدِّثيني لأحبَّكِ "أحبُّكِ" هذا ما يقوله السنديان للمطرقة. "أحبُّكِ" لي نهار في المعصية و لي أزهار في الطرقات "أحبُّكِ" هذا ما أقوله أنا هذا ما يقوله الرجل الذي من خلفه النوافذ تهوي و من تحته الأرض تئنُّ "أحبُّكِ" لي ثلوج في جميع المدافئ و لي وحل في جميع الشتاءات لي الحائط الكتيم الأصفاد الثقيلة الزمن البطيء و لي الزهر الذي يتدفَّق من رئتيكِ تنفَّسي يا حبيبتي تنفَّسي فهوذا الهواء ينبح في الأزقَّة بصوته البليد هوذا الدم يسيل فوق لحم الشرفات و أنا ملتفٌّ بقلبي و قلبي يقرع أجراس الأجساد الرثَّة أيَّتُها الأجساد الرثَّة المغسولة بالحبّ و عصير البرتقال أيَّتُها الأشجار الصاخبة المغلَّفة بالأيقونات و صور القدِّيسين أيَّتُها الأحجار، المقابض، الأسطحة، الأحذية، الأعلام، القواميس، الرجال، النساء، القطط، الفؤوس، الهراوات، الشياطين... تعالوا و استمعوا إلى خرير الإرهاب في الشوارع تعالوا إليَّ جميعًا تعالوا إليَّ بدون استثناء - أيَّتُها المرأة تعالي لأضمَّكِ - أيُّها الطفل تعال لأقصَّ عليك حكاية الذئب و الأرنب - أيُّها العاري تعال لأكسوك بالقبلات - أيَّتُها الحقول الجافَّة تعالي لأهبكِ خضرة دمي - أيَّتُها الشمس لماذا ترتعشين من البرد و حطب قلبي مهيّأ للاشتعال؟ و يا أيَّتُها الأسئلة يا أيَّتُها الأسئلة تعالي لنكسر معًا زجاج النوافذ التي تحجب عنَّا نضارة الصراخ سأسأل الصبايا: لماذا أنتنَّ مكتئبات و موسيقى ديميس روسوس معبَّأة في زجاجات الكازوز سأسأل الجائعين: لماذا لا تأكلون أطنان التفَّاح التي يهدرها الإمبرياليّون في البحر يوميًّا؟ سأسأل أشجار الزيتون في ضواحي دمشق: من اختلس أوراقك في الليل و جعل منها وسادةً للسفَّاحين؟ سأسأل السفَّاحين عن الأشجار الأشجار عن الشوارع الشوارع عن الاضطهاد الاضطهاد عن حبيبتي و أقول لحبيبتي أقول لحبيبتي التي تبيع الجنارك و المانجة في باب توما: إنَّني مرهق كثعبان ابتلع بيضة و أقول لحبيبتي و أنا أصغي إلى زقزقة الموتى في التوابيت إلى هديل الحرب في البلاد: تعالي لنمشي و نتذكَّر كيف كان الملوك ينتحرون لأنَّ عينين حافيتين انطفأتا لأنَّ قلبًا وسيمًا أضاء تعالي لنتفاءل بذات يوم فوق سرير شاسع ذات يوم فوق سرير شاسع، حيث: - العصافير تقصف الطائرات - الشهداء يضعون القتلة على الكراسي الكهربائيَّة - الزهور تسنُّ للرصاص شفرات المقاصل و الحريَّة تغتصب السجون ذات يوم فوق سرير شاسع أفتح ثغرة في لحمك الذي يحترق أيَّتُها الأرض و أقذف إليك بدماري. |
أخي مشهور
دوما تنتقي لنا الدر النفيس فيسلم ذوقك و يسلم قلبك كل عام و انتم بخير |
الساعة الآن 08:38 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع