|
مذكــرات حمار....؟!
مذكــرات حمار....؟! أعرف ان الناس قد كونوا رأياَ سيئاَ في الحمير.. ولكن أيضاَ للحمير رأيهم المماثل في بعض الناس.. إن الميثاق الذي تم بموجبه تسخيرنا لخدمة أبناء آدم كان ينطوي على شرط يحدد الإنسان الذي هو سيد الكون وخليفة الله في أرضه.. شرط واضح في تأكيده أن الانسان مخلوق راق يعرف حدود الله ويعبده..؟ وقد سقط هذا الشرط القديم واكتشفنا نحن الحمير ان للإنسان تصرفات أسوأ منها لدينا..! لا أكتب مذكراتي هذه للمباهاة او التعاظم والتفاخر فمعروف عنا التواضع وانكار الذات.. وإنما اكتبها لتجربة مثيرة ومذهلة وغريبة وقعت لي.. _________ ولدت ذات يوم..وكل الحمير تلد ذات يوم فلا جديد هنا.. الجديد أني سألت عن أبي فنظرت أمي نظرة حائرة الى عشرات الحمير.. ولم تجيبني على سؤالي..! وحين كبرت تعرفت على حقيقة في دنيا الحمير.. وهي أن هناك أم وليس هناك أب؟ لا تعرف الأم من هو الأب من فرط الإنشغال والتعدد.. ولا يعرف الطفل من هو الأب لأن الحمار حمار لا يربي أبناءه ولا يلتفت اليهم.. وغني عن الذكر.. أن إنطلاق الحواس بغير رادع هو خاصية من خصائص الحمير.. ولكن؟! أصبحنا نجد هذه الخاصية والصفة في الناس فأقول في نفسي عندما أرى أحداَ منهم مثلنا لا يعرف الحياء: هاهو حمار أصيل يتخفى وراء جلد آدمي! وأحياناَ أقول: ( ربما كان هذا المخلوق حماراَ ثم تطور..ولعله الصورة المتطورة من الحمار).. من يدري....؟؟؟ |
يتبع ،،،،،،،،،،،،،،،،، نظرت حولي في حياة الناس..والحمير..نظرة متأنية فاحصة فماذا رأيت؟ رأيت الجزاء لا يوزع على قدر الجهد المبذول.. وإنما على قدر النفاق.. ورأيت أخس النفوس تجلس على عروش الكبرياء..والثراء..والإحترام.. رأيت ان الخطيئة التي تستطيع دفع الثمن تواصل مسيرتها التاريخية.. رأيت اللصوص تسرق طعام اليتامى..ويقدم اليتامى والأبرياء الى السجن.. رأيت الإنسان تزيد قيمته في الحياة كلما زاد ما يأخذه منها.. لا كلما زاد ما يعطيه لها.. رأيته يظلم أخاه..ويستحل لنفسه ما يحرمه لغيره.. ثم رأيت حمارة بيضاء فنهقت أناديها..فسقطت الضربات على ظهري..وحيل بيني وبينها.. انتهت تنهيقتي فقررت ان اغير اسلوبي في الحياة.. هل اصير حصان يختال ظهره تحت عجيزة سلطان جائر أو ملك ظالم؟ إستحالة ان اصير حصان..ثم ان الحمير تنفر من التغيير.. إذاَ لم يبقى الا العناد.. انهال سيدي على ظهري بالضرب..فازددت صبرا وثباتا..ورفضت الحركة.. ذهب بي الى شيخ وسأله هل الحمار مريض ؟ فأجابه الحمار كالجن ولكنه بليد! اشتد بالضرب واشتد اصراري ثم نهقت قائلاَ: علقة تفوت ولا احد يموت.. ------- اثمرت سياسة العناد وقرر بيعي وأخذ ينادي..حمار نشيط ولا يكل.. ادعيت الكسل ..كنت اريد ان اباع بأبخس الأثمان.. لم يكد احد التجار يشتريني ويعتلي ظهري..حتى طرت به في الطريق.. ووقف صاحبي القديم يرمقني وقد اغرورقت عيناه بدموع الغيظ.. :p جاء الصباح واكتشفت اكتشاف زاد رأيي سوءاَ في الناس؟ أخذ التاجر يمرر خشبة مشتعلة بالنار على سيقان الحمير وانا منهم..ولم افهم السبب الا بعد ان ذهب بي الى السوق.. فقد كانت اقل عصا تمس الخرق وهو مكان ملتهب يطير الواحد منا مثل اعظم حصان ليرتفع السعر غشاَ وتدليسا.. كان حظي افضل هذه المرة.. فقد اشتراني عجوز اشيب.. اكتشفت فيما بعد انه رجل طيب ولم يكن يحمل معه عصا يضربني بها.. احببته.. فقد رأيته يعظ الناس وهو في طريقه ويوصيهم بالوصايا العشر..فهل عرفتموه؟ كان متزوجاَ وله 3 اولاد.. واجهت امرين لم افهمهما في سيدي.. فقد كان يتحدث دائما عن يوم القيامة ويدعو الناس بغير اجر.. مررنا على المقابر..فضحك سيدي حين رآني احاول اجتيازها باسرع وقت.. الحجاب مكشوف عنا نحن البهايم فنرى مالايراه الناس؟ وقد رأيت الى جوار المقابر اشياء لا استطيع الحديث عنها.. ------ لاحظت سيدي يجول ببصره فيما حوله..من خرائب وعظام بالية وصمت ميت.. سمعنه يقول: ((أنى يحي هذه الله بعد موتها )) وفجأةَ.. نمت نوماَ عميقا..يختلف عن كل نوم نمت نوماَ عميقاَ يختلف عن كل نوم نمته من قبل.. العادة أنني احلم عندما انام نوماَ عاديا.. أحلم انني أسير في حقول الفول مثلاَ.. أو أنني اقابل جدي القديم..الحمار الوحشي.. أو احلم انني لم أزل جحش ليست عليه مسئوليات.. لكن هذه المرة..يختلف عن أي نوم.. وفجأة!! شعرت بوجود كائن من نور جليل.. سمعته يسأل سيدي.. كم لبثت نائماَ؟! لم اسمع جواب سيدي ولم آراه..ثم سمعته مرةَ اخرى يقول لسيدي: بل لبثت مائة عام..أنظر الى حمارك الميت ياعزير..أنظر كيف استحال جسده الى تراب..تامل مابقي من تراب ثم انظر كيف يأمر الله الموتى أن يعودوا الى الحياة..لم يزل حمارك ميتا فانظر اليه كيف يصحو من الموت.. انهض ايها الحمار الميت منذ مائة عام.. لم أكد اسمع الآمر الأخير حتى نهضت من نومي فجأة.. لم أرى غير سيدي عزير.. الذي قال لي: ((اعلم أن الله على كل شئ قدير )) ------------------ قال تعالى: ((قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها،فأماته الله مائة عام ثم بعثه،قال كم لبثت،قال لبثت يوماَ أو بعض يوم،قال بل لبثت مائة عام فانظر الى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر الى حمارك ولنجعلك آيةَ للناس )) |
| الساعة الآن 06:39 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع