أَنَّى تَغيبُ ونورُ وجهِكَ ساطعُ
{ أَنَّى تَغيبُ }= أَنَّى تَغيبُ ونورُ وجهِكَ ساطعُ = وظباءُ حُبك في الفؤادِ رواتـعُ أَنَّى تَغيبُ وأنتَ في عيني ضُحى = يَزهُو وبرقٌ في خَيالي لَامـعُ أَنَّى تغيبُ وأنتَ بين جَوانحي = شمسٌ وفي الظلماءِ بـدرٌ طالعُ أَنى تغيبُ وأنتَ ظِـلٌ عندما = تشـتدُ رَمضائي إِليهِ أُسـارعُ حَاصرتَني في نصفِ دائرةِ الهوى = وأَنا بحظي مِن حِصارِكَ قانعُ مِن أينَ أخرجُ والسياجُ يحيط بي = مِن كُلِ ناحيةٍ وأمرُك قاطعُ وأَنا أَقـولُ لظبية الشعرِ التي = ربيـتـها إن المسافـرَ راجعُ يا ظبيةَ الشعرِ اطمئني إنني = ما زلتُ في كتبِ الـحنينِ أراجعُ في القلبِ شيءٌ قيلَ لي هُو لوعةٌ = وأَنا أقولُ هُو الحريقُ اللاذعُ وبمقلتي نهرٌ سينقص قـدره = لو قلت هذي في العيونِ مَدامعُ وأمامَ أبوابِ المشاعرِ نبتـةٌ = في غُصنِها ثـمرُ المودةِ طالعُ يا ظبيةَ الشعرِ المؤجج في دمي = تيهي فصِيتُكِ في فؤادي ذَائعُ عاقبتني لـما شكوتُ وإنما = أشكو لأن الـحق فينا ضائعُ ولأن جدران الكرامة هدمت = في أمتي والذل فيـها شائعُ وَلِأَنني أَبصرتُ ثعبانَ الهوى = في نَابِه المشؤومِ سمٌ نَاقـعُ وَلِأنني أبصرتُ مَا لم تبصري = فهناك ذئبٌ عندَ بابِك قابعُ إني أقولُ لمن يُعاتبني أَفِق = فأنا بسيفِ الشعرِ عنك أُقارعُ أنظر إلى لون السلام وطعمه = مُر مذاقته ولـونٌ فاقـعُ قَالوا السلامَ أتى فتابعنا الذي = وصفوا فبان لنا الكلام الخادعُ قلنا لهم أين السلام فما نرى = إلا أكف الواهـمين تبايـعُ شتّانَ بين مُسالمٍ ومتاجرٍ = إن المُتاجر للكرامةِ بَـائعُ في كفِ داعيةِ السلامِ مزاهرٌ = وبكف تجارِ السلامِ مَقامعُ أرأيتَ في الدنيا سلامًا عادلا = تدعو إلـيه قنابلٌ ومدافعُ إني لأخجلُ حينَ أضحكُ لاهيًا = وقد ارتمى في الأرضِ طفلٌ جائعُ إني لأخجلُ حِين أُشغَلُ بالهوى = وَعَفاف ليلى البسنوية دَامعُ إني لأخجلُ حينَ أُبصِرُ أمتي = تـهفو إلى أَعدائِها وتـوادعُ مَا زلتُ أدعوها ويجمُدُ في فمي = صوتُ المحبِ ولا يجيبُ الخاضعُ مَا زلتُ أدعوها وألفُ حِكايةٍ = تُروى عن الأهلِ الذين تقاطعُوا عن إخوةٍ رَكِبوا الخلافَ مطيةً = وإلى سراديبِ الشقاقِ تدافعوا يا أمةً يسمُو بها تاريخها = ويسوقها نحو الضـياعِ الواقـعُ يا أُمةً تُصغي إلى أهوائِها = وتسد سمعًا حينَ يصدعُ صادعُ يا أُمةً ما زلتُ أسألُ حالهَا = عنها فتنطق بالجوابِ فواجعُ ما لي أراكِ فتحتِ أبواب الهوى = وقَبلتِ ما يدعو إليه الطامعُ يممتِ غربًا والحقائقُ كلُها = شرقٌ وفي يدكِ الدواءُ الناجعُ ما لي أراكِ مددتِ للمالِ الربا = جسرًا وفي القرآنِ عنه قوارعُ أنسيتِ حرب اللهِ وهي رهيبة = أوما لديكِ من العقيدةِ رادعُ أوَ غاية الإسلامِ عندكِ أن يُرى = لك في الوجودِ معاملٌ ومصانعُ أنسيتِ أن الناسَ فيكِ معادنٌ = أنسيتِ أن الأرضَ فيكِ مواضعُ لا تُخدَعي، بعضُ الوجوهِ قبيحةٌ = وتزينها للنـاظرين براقعُ وإذا أرادَ اللهُ نـزعَ ولايةٍ = عَمي البصيرُ بها وصُمَّ السامعُ يا أمتي عوتبتُ فيكِ وإنما = خشي المعاتب أن يسوءَ الطالعُ قالوا: تُدافع بالقصائدِ قلتُ: بل = بيقينِ قلبي عن حِماكِ أدافعُ شبت عن الطوق الحروف فما= بها حرف يزيف رؤيتي ويخادعُ أسلمتُ للرحمنِ ناصيتي فما = تلهو القصائد أو يغيب الوازعُ إني أتوق إلى انتصار عقيدة = فيها لأنهارِ النجاةِ منابعُ قالوا: تروم المستحيل؟ فقلت: بل = وعدٌ من الرحمنِ حقٌ واقعُ والله لو جرفَ العدو بيوتنا = ورمت بنا خلفَ المحيطِ زوابعُ لظللتُ أؤمن أنَّ أمتنا لها = يومٌ من الأمجادِ أبيضُ ناصعُ هَذي حقائقنا وليست صورةً = وهميةً فيها العقول تنازعُ أنا لنْ أملّ من النداءِ فربما = أجدى نداء من فؤادي نابعُ شعر : عبدالرحمن العشماوي= |
الله الله على الذوق الرائع والاختيار المميز
يعطيك الف عافيه أبو عاصي على ماتحفتنا به من ادب عبدالرحمن العشماوي |
الساعة الآن 10:21 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع