![]() |
الشعر والجن وكل مايخصه تجده هنا
الشعر والجن وكل مايخصه تجده هنا
حصل لي موقف قبل فترة جعلني أبحث في علاقة الجن بالشعراء , الوقف هو أنني كنت من المدعويين لحضور حفل زفاف أحد الأقرباء في مدينة جدة , وبحكم أني من المنطقة الجنوبية من السعودية , فهناك رقصة شعبية عندنا تسمى (( العرضة )) , وهي تقوم على اساس شعر النقائض , أي يقوم أحد الشعراء الشعبين ويلقي مقطع شعري من تأليفه على جموع الحاضرين يهجو أو يمدح أحد أحد الشعراء المتواجدين معه في نفس (( العرضة )) , في حين يقوم الطرف الآخر بالرد عليه فورا بنفس الوزن والقافية ... المهم .. أنني قبل أن تبدأ الحفلة كنت بالقرب من دورة المياه - أكرمكم الله - فتفاجأت بأحد الشعراء الشعبيين واقف أمام أحد الحمامات - أكرمكم الله - و في يده مسبحه , حاولت التنصت لما يقول , لكني لم أفهم شيء , و كأنه يستحضر الجن , وعدت مسرعا لأحد ( العجايز ) الذين أثق بهم , فأخبرني أنها عادة قديمة لدى هؤلاء الشعراء لمساعدتهم على الرد السريع أثناء الحفلة (( العرضة )) .. عدت للشعر القديم و بدأت أتسأل : هل الشعراء الجاهليين يقذفون بالشعر على السنتهم ام هو قوة حاضره وسليقة يمتاز به الشعراء عن غيرهم ام هو وراثه؟ المهم , هذا الموضوع أثارني جدا , وبدأت في البحث فيه فوجدت بعض الدلائل تؤكد كلام ( العجوز ) .. بدأت أبحث في الموضوع ووجدت بعض القصص تؤيد كلام ذلك ( العجوز ) : يقال انه كان شاعرا قويا في مجال المحاورة ( القلطة) ذهب إلى احد المشائخ غوجد انه ممسوس فقرأ عليه القران و اخرج الجني اللي تلبسه و بعد ذهب الشاعر كالعادة إلى احد المحاورات و لكن تعجب أن لسانه قد عقد فلا يستطيع نطق كلمة.. لكنه ذكر في احد قصائدة مرض السرطان قبل خمسين سنة سألته قلت له هل تعرف مرض السرطان ذلك الوقت قال لم اعرفه و لم اسمع عنه و لكنها وقعت في قلبي و كانت على حسب القافية ,, فتعجبت من كلامة وأردت أن أدلل على صحة كلامي , وجدت بعض اسماء قرناء الشعراء الجاهليين .. لامرئ القيس: لافِطُ بن لاحظ، وللأعشى: مِسْحَل بن أثاثة ولعبيد بن الأبرص: هبيد بن الصلادم وللنابغة الذبياني: هاذر بن ماذر وللكميت: مدرك بن واغم ولبشر بن أبي خازم: هبيد ولزهير بن أبي سلمى: زهير ولبشار بن برد: شنقناق ولطرفة: عنتر بن العجلان ولقيس بن الخطيم: أبو الخطَّار ولأبي نواس: حسين الدَّنَّان ولأبي تمام: عتَّاب بن حبناء وللبحتري: أبو الطبع وللمتنبي: حارثة بن المُغَلِّس. وقد قرأنا في تراثنا العربي كثيرًا من القصص التي تؤكد لنا وجود هذا الارتباط الوثيق بين الشعراء وشياطينهم؛ تناقلتها كتب التراث، حتى لتكاد تكون تلك القصص أشبه بأسطورة واحدة رُكبت بشكل أو آخر على كل شاعر بما يناسب مقاسه ومقاس شعره، فهل هي قصص أُريد بها تضخيم شأن بعض الشعراء، لدواعٍ عصبية أو عاطفية؟ أم أنها نُسِجَتْ حول هؤلاء الشعراء بقصد الحط من قدرهم الشعري لذات الدواعي؟ باعتبارهم مجرد ناقلين لشعر الشعراء من الشياطين؟! أم أن الأمر يعود إلى ارتباط الشعر بالسحر والكهانة، في المعتقد الجاهلي؟ إنني أعزو الأمر إلى هذه الأسباب مقرونة بغيرها من الدواعي التي قد نستنبط بعضها من سياقات القصص ونجهل أكثرها. تحياتي منقول |
سبق أن قرأت في هذا الموضوع.......
بل درسته في الحقيقة ( بشكل متواضع)....والذي مفاده وجود قرين للشاعر يدعى (شيطان) الشعر يلقنه مايقول... وإن حدث وتعسرت الملهمة الشعرية لأحدهم...زعم أن شيطانه لايأتيه!! والشاعراللسن وقتها إذ يزعم أن له شيطاناً...يريد بذلك الدعاية لنفسه وأنه يأتي بمالايستطاع .....والذي أعتقده أنها محض خرافة.........والعرب في الجاهلية تؤمن بالخرافات....بل هي جزء ٌ من عقيدتها الوثنية........ |
شف وانا اخوك
من ناحية استحضار الجن وغيره من هالكلام ما اعتقد انه صحيح ابد الا اذا كان في منطقة عن منطقة لكن الشاعر وخاصة شعراء القلطة اكثرهم يقوّل على لسانة وهذا شي طبيعي جدا ولا يعتبر مس او غيره مجرد تلقين غير ملموس من قبل الناس والشاعر نفسه فلو تلاحظ غالبية الشعراء يحبون العزلة لفترات معينة ويميلون احيانا للظلام اكثر من الجلوس في نور جهوري وهذي انا ملاحظها على شعراء كثير وتلقى بعض الشعراء قبل بدايته في كتابة ( بعض ) قصائدة تجيه نفضه او رعشه في جسمه واحيانا يدرج في قصيدته اسماء لو تسألهم منهم هذولي مايعرفهم سواء كان اسم بنت او رجال واللي يخليني اشك فعلا بصحة هالكلام ليه الشاعر تجيه فترات احيانا توصل لمدة سنة او اكثر مايقدر يكتب بيت واحد ؟!! واحيانا تسترسل القصيدة معه في ربع ساعة !! ولاتقولون لي تعتمد على نفسية الشخص ,, لانها ماتمثل 30% منها لكن في النهاية ما اقدر اجزم بصحة هالشي لكن هذا اللي ملاحظه بحكم قربي من الشعراء واعيد واكرر هم ناس عاديين ولا تلاحظ فيهم اي تصرفات لا ارادية تنم عن مس او غيره حمانا الله وياكم, يعطيك العافية |
مُثير للإهتمآم فِعلا ..
وأعتقدْ أنه يحتمل قدرا كبيرا من الصدقْ , الإستعانه بالجنْ ثبتت في كثيرٍ من الأمور .. فلمَ لايكون الشعرُ أحدها ! http://msa6el.mbc.net/vb/images/smilies/fl.gif |
اود ان اسأل الجميع هل مع الشعراء قرناء من الجن يقذفون قرائح الشعر على السنتهم ام هو قوة حاضره وسليقة يمتاز به الشعراء عن غيرهم ام هو وراثه؟ طيب وسعوا بالكم شوي وراح اسهب في الموضوع مع ذكر قصص ووقائع لأصحاب القول ان للشعراء شياطين تعلمهم الشعر: يروي الاعشى ميمون بن قيس وهو من احد اصحاب المذهبات على المشهور انه كان متوجها الا اليمن لمدح بعض امراء القبائل وفي طريقه لليمن اظلم عليه الليل وهو بواد مقفر وكان على اثر سماء يعني تمطر بغزاره احتمى في احد الكهوف واذا به يرى رجل واقف امامه كثيف الليحه وكانت بيضاء قال الاعشى: من انت فأجابه انا عابر سبيل وانت قال انا شاعر واتكسب بشعري قال له: الشايب ماذا قلت من من شعر قال الاعشى: قلت ودع هريرة ان الركب مرتحل * وهل تطيق وداعا ايها الرجل وهذا البيت مطلع معلقته الشهيره : المهم استوقفه الرجل الكبير وقال : من هريرة هذه قال الأعشى اسما انطلق في روعي فقلته ولا اعلم من هريرة تلك . فواصل انشاد معلقته الا ان قال : تقول ماوية ان جأت زائرها * ويلي عليك وويلي منك يارجل فأستوقفه الرجل الكبير قال ومن ماويه تلك قال الاعشى سابقتها مثل اختها اسما انطلق في روعي فقلته ... قال له الرجل الكبير : هل تعلم من هريرة وماويه قال لا . فنادى الرجل الكبير اخرجي يا هريره ويا ماويه فخرجتا فكان طولهم لايتعدى شبرا واحدا قال الاعشى من انت يا رجل . قال انا :: هاجسك وملقي الشعر على لسانك انا مسحل بن اثاثه وهؤلاء بناتي هريره وماويه ولا اطيل وسوف اكمل الموضوع في وقت لاحق وشكرا |
سبحان الله
قد يكون للشعر علاقة بالجن و كل إنسان لديه قرين من الجن و من المعلوم أن الجن مشهورة بالشعر و اذكر قصة لاحد شعراء المحاورة يقال انه كان شاعرا قويا في مجال المحاورة ( القلطة) ذهب إلى احد المشائخ غوجد انه ممسوس فقرأ عليه القران و اخرج الجني اللي تلبسه و بعد ذهب الشاعر كالعادة إلى احد المحاورات و لكن تعجب أن لسانه قد عقد فلا يستطيع نطق كلمة.. و اذكر كلمة قالها لي احد اعمامي فهو شاعر و عمرة و لله الحمد اكثر من 90 ذكر في احد قصائدة مرض السرطان قبل خمسين سنة سألته قلت له هل تعرف مرض السرطان ذلك الوقت قال لم اعرفه و لم اسمع عنه و لكنها وقعت في قلبي و كانت على حسب القافية ,, فتعجبت من كلامة و انا اعتقد ان الشعر له علاقة بالجن و لكن لايشترط ان يكون ممسوس لكن تكون من القرين اشكرك اخي الكريم على هذا المقال و موضوع مشوق و ننتظر البقية |
اشهر القصص التي رويت هي عن الشعر الشيطاني او شياطين الشعر هي القصيدة الرائعة لمرثيــة مالك بن الريب التي قيل بأن الجن قد كتبتها
وقد ذكر غازي القصيبي الشاعر نبيطان في روايته ابو شلاخ البرمائي و كيف ان هذا الشاعر له شيطان يعلمه الشعر بمختلف اللهجات شكرا لكم مرثية مالك بن الريب
|
الجن مصدرا للإلهام في الشعر العربي
كان العرب في الجاهلية يفتخرون بالشعر، وكان لهم في عكاكيظه عبقريات مختلفة تضاربو بها وتباهو.. فعقدوا مقارنات ومساجلات أبرزت عبقريتهم في هذا المجال إلى حدود الجنون، إلى أن هذه الكلمة " جنون " كانت تعني عندهم الجزم في ظهور الشاعرية أو مصدرا لها . وتعني من جهة أخرى الخروج عن المألوف، فظهرالإلهام، والوحي، والرؤية، والسحر. وكان ابرزهم الشيطان، والجن، والهاتف، فوصفوا الشاعر المبدع بالعشق، والوله، والجنون،. وزادوا على ذلك الحسب والنسب فقرنوا لكل شاعر شيطان سموه " جن الشعر" وسموا هروبه عنهم وتخفيه في حالة عدم نظم الشعر أو قرضه "الحرن" . فتلقب البعض منهم بلقب (الجن)أو المجنون أضراب: "ديك الجن" و" مجنون ليلى"أو كما وردت في أساطيرهم بألوان مختلفة كقول كعب بن الزهور والقصص التي تروي علاقة الجن بالشاعر كثيرة ومتشعبة وفقد تواتر البعض على أنهم يمتزجون وينهلون مع العرب من وادي "عبقر" المزعوم أنه مصدر إلهامهم، إلى أن أصبح الجنون عندهم ملاذا أو مرجعا للإبداع.، أو كما ورد في كتاب أبي زيد القرشي (جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام) . وقد تحدث الشعراء بالشعر على ألسنة الجن وإلهامهم بالشعراء، فعقدوا بينهم مساجلات تصدق أساطرهم كما جاء في تصوف ابن عربي – ضمن كتابه – (الفتوحات) . فكان إمرئ القيس مدينا لشيطانه المسمى" لافظ ابن لافظ" وللأعشى شيطان آخر هو" مسحل بن جندل السكران" و"هاذر" لزياد الذبياني، أما عبيد بن الأبرص فكان شيطانه على وزن إسمه ويدعى" هبيد" .، وربما لكل شاعر جن وهذا ما سنراه لاحقا ضمن هذا البحث . هذا وبعد إن استدرجنا علاقة الشاعر بالجن، نورد علاقتهما للغوية في الثقافة العربية حسب منظورنا الثقافي . فالدلالة اللغوية لكلمة (جن) الشيء القابل للاختفاء وعدم الظهور أو التواري عن الأعين، وشملت لتدل على كل مستور خفي، ففعل"جن" الشيء يجنه إذا ستره وغطاه، وجن عليه الليل أي سَتَرَهُ ومنها جن الليل وجنونه، وجنانه شدة ظلامه وسمي الكفن والقبر بِالجََنَِن لستره الميت ومنه سمي الجن - بهذا الإسم - لإستجنانهم واختفائهم عن الأبصار، فالجان إذن نوع من العالم سموا بذلك لاستجنانهم عن الأنظار لإنهم استجنوا من الناس فلا يرون. والجن خلاف الإنس، والجنة من الجن وتعني الجنون كما جاء في التنزيل (أم به جنة )، وتجانن أي تظاهر بالجنون وهو زوال العقل بالجنون وفساده، وفي الحديث، ( لو أصاب الإنسان في كل شيء جن أي أعجب بنفسه حتى يصير كالمجنون من شدة إعجابه) . ومن هذه الكلمة أو الدلالة اللغوية يمكننا ان نطلق هذه العبارة على حدوث نوع معين من التفكير المؤدي إلى أي فكر لتميز به على كل مبدع. فأين هي ظاهرة الجنون في الشعر العربي الحديث، وهل يمكن القول بأن أغلب المبدعين في تاريخ الفكر مجانين لقوة إرادتهم لإرتكاب ما يراه الناس حمقا في تصرفاتهم ..؟ وهل الرؤية والمنظار يختلف عندما يتعلق الأمر لشعر الحديث وأخص في هذا المجال الشعر العربي المعاصر لأنكر عليه ما يراه الناس حمقا وقد اختلف معهم لأنهم قد لا يرونه من نفس المنظار الذي أراه منه . أما القول بأنه غامضا يتخفى وراء الأشياء في الخروج عن الموروث الشعري المعتاد عليه، فقد قرأنا في الشعر الجاهلي جملة من القصائد ذات الألفاظ الخشنة، من حيث الإستطراد وراء المفردات الصعبة بمالم ينحتوه أهل البلاغة النحو، . فتعالوا معي إذن إلى بياطرة الألفاظ نتدبر مقولة الأعشى ونستمع إليه يقول: ( لقد أقتدي إلى الحانوت يتبعني شاومشل شلول شلشلي…إلخ) . فإذا كان من الفصاحة مالا ندرك معناه .. فإين هي الفصاحة في هذه المفردات الخشنة.؟ ونقلا عن صفي الدين الحلي فقد استعمل مرادفات حكاية عن الجرجاني في ( الوسيط ) مثل كلمة " الطويل" أضراب : العشنط، العنطنط، والعشنق، والجسرب، والقرقب، والسهلب، والطاط، والطوط، والقاق، والقوق،… فأين هو وجه الشبه بين هذه الكلمات والكلمة السابقة . ؟ ولقد حدد النقاد العرب القدامى ميزة الشعر بالوزن على الميزان أو العزف على منواله أي " القافية والتفعيلة" فحدوا من تعريفه بانه الكلام الموزون المقفى فقيدوا الشعر عاجزين عن تعريفه فأخطئوا العبارة، العبارة، إذ ليس كل كلام موزون مقفى "شعر" ولايتحدد بضرورة الوزن ولاالقافية، وهذا ما أوقع بعض نقادنا العرب في (الاحراج) وسبب لهم العجز في إعطاء تعريف تام إلى أن ظهر جيل من الرواد أطلق العبارة وأسهب اللفظ مموسقا فالشعر إذن إحساس وولوع بالمؤثرات التي تؤثر في لغة الألفاظ، والشاعرية ليست ولوعا بالأغراض كما قال " فالبري Falibre (الشعر لا يصنع من الأفكار ولكنه يصنع من الألفاظ) ولغته من تراتيل الطبيعة وسحرها، ليست في الدواوين ولا من القواميس وليت من الحفظ، ولا سبقت على لسان أحد وإن خرجت عن المضمون فالعقل هو الذي يقبل حتميتها. ومن هنا جاءت القصيدة الحرة منطلقة في فضاء الإبداع الشعري لتحد من سفور اللغة وتبين رؤيا جديدة تعزز الشكل والمضمون فقضيت كل البيان المتوارث عليه وكشفت النقاب عن أوجه الحسن في هذه الطبيعة الساحرة بجمالها، فاينتعت الشاعرية بالإنحلال في نوامسيها بين ائتلاف الشكل الموسيقي، فجاء تعثرها مموسقا ليصوغ لنا كلاما تتعاطف فيه الحياة وتنعطف مع الأنغام، لنلتمس روح الجمال من كل مبسم في انتظام يتم وراء الأشياء … ويتفاوت الشعراء فيه حسب مؤثراتهم تفاوت لغاتهم . فمنهم من برر لغته بالذود عنها كجبران خليل جبران،( لكم لغتكم ولي لغتي،لكم من لغتكم البديع، والبيان والمنطق، ولي من لغتي نظرة في عين المغلوب ودمعة في جفن المشتاق وابتسامة على ثغر المؤمن …) ومنهم من اعتقد تجسيد حالة الانسلاخ بالاعتماد على فكرة " التتناص " بقراءة النص الغائب ولكي يتضح للقارئ يجب توفره على حد أدنى من الإنشائية كما يرى "جون كوهين" لاستيعاب النص الغائب بالاستقطاب . وهذا لا ينفي وحدة النص الحديث بل يدل أنه يقبل حدين: حد أدنى وحد أقصى، وبهذا تكتمل أجزاء الصورة في معرفة تاريخ معين وبهذا أيضا يزول الغموض النسبي إلا أنه لا يزول كما رأينا من وطأة التأثيرات في اللغة الجاهلية وبهذا أصبح المعجم العربي قابلا لأي كلمة، فلغة الإبداع فصيحة سلسة لا تتحدث بخشونة المفردات اللغوية وليس الجنون تطويرا لها وليست عاجزة كذلك ولاحاجة لها بالاقتباس من القواميس ولا المجلدات اللغوية . فاللغة إذن ليست كل شيء داخل النص الشعري بقدر ما يمكن أن تساهم في تشكيل "الشعرية" ولا يمكن ان تساهم في تطويرها. وفي الختام اكتفي بمقولة نزار توفيق قباني : (أنا مع حرية الشعر بلا حدود، على شرط أن لا تكون هذه الحرية عملا تخريبيا يستهدف محو هويتي وإلغاء تاريخي) وكل يغني على ليلى. ـــــــــــــ انواكشوط : محمد الأمين ولد يحيى كاتب صحفي موريتاني الجوال : 2226781212 +/002226367733 البريد الإلكتروني yahyawi@maktoob.com نشرت هذه الدراسة في يومية المجهر الموريتانية بتاريخ الثلاثاء 01/02/2006 |
بسم الله الرحمن الرحيم
هل صحيح أن الجن تساعد الشاعر وتلهمه في كتابة الشعر !؟ هل الجني يدخل في جوف الشاعر أم أنه يرسل له إشارات شعرية !؟> هل الذي لا يكون لديه جني لا يعتبر شاعراً ؟!! أسئلة دائما أطرحها على نفسي وتشغلني ولا أدري ما جوابها , ولكن من قراءتي لبعض الكتب ومنها كتاب جمهرة أشعار العرب لأبي زيد القرشي, ومن اطّلاعي على بعض المواضيع التي يكون فيها من أخبار الجن إلى غير ذلك , بدأت أقتنع شيئا ما أن الشعراء يعتمدون على هواتف تأتيهم من الجن :) , والله أعلم , {وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ }الشعراء224 , أم أنهم يشربون مشروباً مثل ما في هذه القصة وقد نقلتها لكم من كتاب جمهرة أشعار العرب إليكم هي ., ((قال ابن المروزي: حدثني أبي قال: خرجت على بعير لي صعبٍ، يمر بي لا يملكني من أمر نفسي شيئاً، حتى مر على جماعة ظباءٍ في سفح جبل على قلته رجلٌ عليه أطمارٌ له، فلما رأتني الظباء هربت، فقال: ما أردت إلى ما صنعت? إنكم لتعرضون بمن لو شاء قدعكم عن ذلك، قال: فدخلني عليه من الغيظ ما لم أقدر أن أحمله، فقلت: إن تفعل بي ذلك لا أرضى لك، فضحك، ثم قال: إمض عافاك الله لبالك، قال: فجعلت أردد البعير في مراعي الظباء لأغضبه، فنهض وهو يقول: إنك لجليد القلب! ثم أتاني فصاح ببعيري صيحةً ضرب بجرانه الأرض، ووثبت عنه إلى الأرض، وعلمت أنه جان، فقلت: أيها الشيخ! إنك لأسوأ مني صنيعاً. فقال: بل أنت أظلم وألأم، بدأت بالظلم ثم لؤمت في تركك المضي، فقلت: أجل! عرفت خطئي. قال: فاذكر الله فقد رعناك، وبذكر الله تطمئن القلوب، فذكرت الله تعالى، ثم قلت دهشاً: أتروي من أشعار العرب شيئاً? فقال: نعم! أروي وأقول قولاً فائقاً مبرزاً. فقلت: فأرني من قولك ما أحببت، فأنشأ يقول: البسيط طافَ الخيالُ علَينا لَيلةَ الوادي،-- من آلِ سَلمى ولم يُلمِمْ بميْعـادِ فلما فرغ من إنشاده قلت: لهذا الشعر أشهر في معد بن عدنان من ولد الفرس الأبلق في الدهم العراب هذا لعبيد بن الأبرص الأسدي، فقال: ومن عبيد لولا هبيد! فقلت: ومن هبيد? فأنشأ يقول: المتقاربأنّى اهتَديتَ إلى مَن طالَ لَيلُهُمُ-- في سَبسبٍ ذاتِ دَكْدَاكٍ وأعقادِ يُكَلِّفُونَ فَلاهـا كـلَّ يَعْـمَـلَةٍ --مثلَ المَهاةِ، إذا ما حَثَّها الحادي أَبلِغْ أبا كَرَبٍ عنّي وأُسْـرَتَـهُ -- قولاً سَيَذهَبُ غَوراً بعدَ إنجـادِ لا أعرِفَنَّكَ بَعْدَ اليَومِ تَندُبُـنـي-- وفي حَياتيَ ما زَوَّدْتَنـي زادي أمَّا حِمامُكَ يوماً أنتَ مُدرِكُـهُ --لا حاضرٌ مُفلِتٌ منهُ، ولا بـادِ أنا ابنُ الصّلادِمِ أُدعى الهبيدَ--، حبَوتُ القَوافيَ قَرْمَيْ أسَدْ فقلت: أما عن نفسك فقد أخبرتني، فأخبرني عن مدرك، فقال: هو مدرك بن واغم، صاحب الكميت، وهو ابن عمي، وكان الصلادم وواغم من أشعر الجن، ثم قال: لو أنك أصبت من لبنٍ عندنا? فقلت: هات، أريد آلأنس به، فذهب فأتاني بعسٍّ فيه لبن ظبي، فكرهته لزهومته فقلت: إليك، ومججت ما كان في فمي منه، فأخذه ثم قال: إمض راشداً مصاحباً! فوليت منصرفاً فصاح بي من خلفي: أما إنك لو كرعت في بطنك العس لأصبحت أشعر قومك. قال أبي: فندمت أن لا أكون كرعت عسه في جوفي على ما كان من زهومته، وأنشأت أقول في طريقي، الطويلعَبيداً حَبَوتُ بـمـأْثُـورَةٍ،-- وأَنْطَقْتُ بِشراً على غَيرِ كَدّ ولاقَى بمُدرِكَ رَهطُ الكُمَيتِ -- مَلاذاً عَزيزاً ومَجداً وَجَـدّ مَنحناهمُ الشِّعرَ عن قُـدرَةٍ -- فهَل تَشْكُرُ اليَومَ هذا مَعَـدّ أسِفتُ على عُسِّ الهَبيدِ وشُـربِـهِ،-- لَقَدْ حَرَمَتْنيهِ صُرُوفُ الـمَـقـادِرِ ولو أنَّني إذْ ذاك كنـتُ شَـرِبـتُـهُ-- لأصْبَحتُ في قَوميْ لَهم خيرَ شاعرِ تلخيص القصة :- ابن المروزي هنا يحكي قصة أبيه مع هبيد الجنّي بعد أن عرض على أبيه شرب لبن ولكنه كرهه ولم يشرب منه بينا لو شرب من اللبن لكان من أشعر شعراء قومه , فابن المزوري بدأ بعدها يبحث عن الجن ليلا ونهارا فلم يجد لا هبيدا ولا مدركا ولا غيرهم , وأتاه شخص فحكى له قصته مع أحد الجن الذين مر بهم , فاستحسن ابن المزوري ما قاله له أبوه , أي أنه بدأ يصدق ما قال له أبوه . هذا ما استطعت أن أجمعه لكم وللحديث بقية إن شاء الله وأنا حينما أذكرا قصة هنا أو هناك فإنني أوردها فقط من باب الاستشهاد بالقصة ليس من باب التصديق بها , شكرا لكم على استماعكم وللحديث بقية كما أخبرتم قبل قليل . ولولا أنني أخاف من أن أطول التدوينة لكتبت لكم كل ما يدور في رأسي . وعنه قال: قال مظعون بن مظعون بن مظعون الأعرابي: لما حدثني أبي بهذا الحديث عن نفسه لهجت به، وتعرضت لما كان أبي يتعرض له من ذلك، وأحببت، إذ علمت أن لشعراء العرب شياطين تنطق به على ألسنتها، أن أعرف ذلك، ورجوت أن ألقى هاذراً أو مدركاً اللذين ذكر الهبيد لأبي، وكنت أخرج في الفيافي ليلاً ونهاراً، تعرضاً لذلك، ولم أكن ألقى راكباً إلا ذاكرته شيئاً مما أنا فيه، فلا يزال الرجل يخبرني بما استدل على ما سمعت حتى جمعت من ذلك علماً حسناً، ثم كبرت سني وضعفت ولزمت زرود، فكنت إذا ورد علي الرجل سألته عن ذلك، فوالله إني ليلةً من ذلك لبقناء خيمةٍ لي إذ ورد علي رجلٌ من أهل الشام، فسلم ثم قال: هل من مبيتٍ? فقلت: أنزل بالرحب والسعة! قال: فنزل، فعقل بعيره ثم أتيته بعشاءٍ فتعشينا جميعاً، ثم صف قدميه يصلي حتى ذهبت هدأةٌ من الليل، وأنا وابناي أرويهما شعر النابغة، إذ أنفتل من صلاته، ثم أقبل بوجهه إلي فقال: ذكرتني بهذا الشعر أمراً أحدثك به، أصابني في طريقي هذا منذ ثلاث ليال. فأمرت ابني فأنصتا ثم قلت له: قل، فقال: بيننا أنا أسير في طريقي ببلقعةٍ من الأرض لا أنيس بها إذ رفعت لي نارٌ فدفعت إليها، فإذا بخيمةٍ، وإذ بفنائها شيخٌ كبير، ومعه صبيةٌ صغارٌ، فسلمت ثم أنخت راحلتي آنساً به تلك الساعة، فقلت: هل من مبيتٍ? قال: نعم في الرحب والسعة! ثم ألقى إلي طنفسة رحلٍ، فقعدت عليها، ثم قال: ممن الرجل? فقلت: حميريٌّ شامي، قال: نعم أهل الشرف القديم. ثم تحدثنا طويلاً إلى أن قلت: أتروي من أشعار العرب شيئاً? قال: نعم، سل عن أيها شئت! قلت: فأنشدني للنابغة! قال: أتحب أن أنشدك من شعري أنا? قلت: نعم! فاندفع ينشد لمرىء القيس والنابغة وعبيد ثم اندفع ينشد للأعشى، فقلت: لقد سمعت بهذا الشعر منذ زمانٍ طويلٍ. قال: للأعشى? قلت: نعم! قال: فأنا صاحبه. قلت: فما اسمك? قال: مسحلٌ السكران بن جندل، فعرفت أنه من الجن فبت ليلةً ألله بها عليمٌ ثم قلت له: من أشعر العرب? قال: إرو قول لافظ بن لاحظ وهيابٍ وهبيدٍ وهاذر بن ماهر، قلت: هذه أسماء لا أعرفها. قال: أجل! أما لافظٌ فصاحب امرىء القيس، وأما هبيد فصاحب عبيد بن الأبرص وبشر، وأما هاذرٌ فصاحب زياد الذبياني، وهو الذي استنبغه. ثم أسفر لي الصبح، فمضيت وتركته. قال الزرودي: فحسن لي حديث الشامي حديث أبي.)) |
لابن تيمية رحمه الله كلام جميل في الفتاوى يقول 2/51-52:
( فظاهر القرآن : ليس فيه أن الشعراء تتنزل عليهم الشياطين إلا إذا كان أحدهم كذابا أثيما ، فالكذاب : في قوله ، وخبره . والأثيم : في فعله وأمره . وذاك والله أعلم : لأن الشعر يكون من الشيطان تارة ، ويكون من النفس أخرى . كما أنه إذا كان حقا يكون من روح القدس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما دعا لحسان بن الثابت (اللهم أيده بروح القدس ) وقال ( اهجهم وهاجهم وجبرائيل معك ) فلما نفى قسم الشيطان نفى قسم النفس ولهذا قال : ( يتبعهم الغاون ) وألغى اتباع الشهوات التي هي هوى النفوس . ولهذا قال أبو حيان : ما كان من نفسك فأحبته نفسك لنفسك فهو من نفسك فانهها عنه وما كان من نفسك فكرهته نفسك لنفسك : فهو من الشيطان فاستعذ بالله منه ، هذا والله أعلم سبب ذلك ... ) |
محاورة شعريه مع .......... الجن !!! قصه حقيقيه ..
هذه قصه حقيقيه حصلت للشاعر / علي بن عايد الزيادي شيخ قبيلة النفعه ( رحمه الله ) في الحجاز وكان من افضل الشعراء وله العديد من المحاورات مع الملك فيصل عندما كان اميرا للحجاز ويسميه الملك فيصل ((( سلطان الشعار ))) كان ( علي بن عايد ) قد اصيب بمرض الجدري وهو مرض معدي وكان ذلك في بداية عهد الدولة السعودية وحيث انه لا يوجد طب في تلك الفتره الزمنيه وانما التداوي بالطب الشعبي ............ فقالوا لابد وان نحجره في منطقة بعيده لكي لايعدي من حوله . فوضعوا ( الشيخ علي ) في جبل ولا احد يزوره الا من كان قد اصيب بالمرض وتشافى منه ، وفي ذات ليله واذا بزوار اتوه ودارت بينهم المحاورة التاليه : (( الجن )) سلام جيناك من رؤس المشاريف *** نبا نعسك عسى ما بك رزيه قالوا مصخن وقلنا حاله ضـعـيف *** ما يحتمل للعلوم اللي قويه فرد عليهم (( علي )) يامرحبا بالرجال اهل المعاريف *** لو كان مدري من ايات النحيه من يوم ابويه وجدي بحرا" مطيف ** ما هي بسقوا ولاهي هديه الجن والله لغطرف والجلج بالغطاريف *** وانادي الجن واقول الحميه علي قهرتكم بالنبي زين التواصيف *** محمد اللي سكن بالعنبريه فما كان من الجن الا ان انصرفوا ....... وقد سمع المحاورة ربعه اللي ساكنين حوله |
أنا من علم الجن الشعر ما علموني هم = ولوهم علموني لستحيت اقول انا شاعر بهذا الوصف لوينزف بناني واكتبه بالدم = ولورددته بطرق وطريقه تسحرالساحر ولو كل الشجر أقلام رسمه والمداد اليم = ولو أعذب حناجر لحنته بليلها السامر ولو حيرت به لب اللبيب وصار يتلعثم = ولا اسعفه البيان من البيان السابي الباهر فلالي فضل في نضمه ولو كمه يفوق الكم = إذا الشاعر مجرد شكل خان الخافي الظاهر أنا في عرفي الشعر اختزال الماضي الأقدم = بفكر انسان ما يخفاه فرق الأمس والحاضر تشكله الصور مابين ود وصد فرح وهم = إذا ليل المعاناه احتواه أشعل أمل باكر إذا ما اوحيت به روح المشاعر حي يتكلم = فحق الميت نترحم عليه برحمة الغافر وهو بالمختصر ماهو مجرد قافيه تنظم = فلا نظلم مسمى الشعر.. بالطلسم أنا كافر إذا ما اروى غليلي واعتذري لي أعذبه لاجم = طردته عني لغيري مكدر منكسر خاطر أنا سيده وهو عبدي وقبل اشر يقلي سم = أروض شارده ينقاد لي ماهمني حاضر واسجل اعترافي إني بلحظه غلبني الهم = من ديون ثقال احمال حال الحول بي حاير وبعت الهم بعد الهم من همي لمن لاهم = وسلم واستلم علقم ونعم الشاري الشاطر وقال احذر أحد يعلم وقلت ابشر طلبك وتم = يمين الله قال اصبر وخل يمينك العابر إذا كفرت عن حلفك فلا ينفعني اتندم = ابي منّك وعد رجال لامنه صدر صادر وقلت الحر مايدخلك كم ويخرجك من كم = على عهدي وميثاقي ولا اغدر لو تكن غادر وخذ راحتك جاك العلم من يمي استريح ونم = ولاني ناسي افضالك لمداتك أنا شاكر ترزز في الأماسي وانسني غرد ولا تهتم = وصح لسانك النايم هتف جمهورك الشاعر |
|
هذه السالفه التي سمعتها من كبار السن
يقو لون كان هناك رجل وصديق له ممسين عند ابلهم في البراعيم(البراعيم تقع جنوب الوادي بحوالي40كم) وعند ما جا آخر الليل سمعوا هذه القصيده من جني يقول فيها يارجلي اللي غدت دمـره = مـن البراعيـم واحذاهـا واللـة لـولاك ياسمـره = للخـور ماعـاد نرعاهـا ون سرت انا برفع الشمره = واعس واطـوف مفلاهـا يلاحظ هنا ان الجن لهم حلال يرعونها ويحبونها ويهتمون بها......... والسالفه الثانيه كان فيه رجال عند ابله في ضداء (ضداء يقع جنوب الوادي بحوالي 100كم وهو حدود الدواسر مع قبيلة يام) وكانت الارض مدهره فمر عليه رجل على ناقته فناداه لينشده عن الاخبار فلما اتاه صاحب النا قة شاهد رجل غريب فقال له من اين جاي قال امس فكوك الريق من تمر يبرين = واليوم شفني بالعيون الحبايـب ويلاحظ هنا انه قطع المسافه من يبرين الى ضداء في يوم واحد بالرغم من طول المسافه فقال له صاحب الأبل معك احد قال : علمي بربعي من ورى هضبه الطين = قعودهم جالـه مـن اللـة سبايـب نفهم هنا انه معه أخويا ولكن حصلت لهم مصيبه ربما انكسر قعودهم فقال ايش تبحث عنه فقال ادور اللي كن عرفه رياحين = اللي سبا قلبي غرير وشايب الجني يحب ويعشق والظاهر ان معشوقته هنا آدميه فقال عينت اعلوم الحيا... من عادت البدو اهل الحلال يحبون اخبار الحياء قال اقول حولوا للحيا يامساكيـن = من قبل تاكلكم وقوت اللهايب فقال اين مكانه قال عينت انا الاجواد في نجد مطخين = واد الرشاء جايٍ لعشبه عجايـب هذا الجني اتى بالعلم الأكيد عن الحيا فبقي على صاحب الأبل ان يحول إلى الحيا |
يتردد في كتب الأدب العربي أن الجن تقول الشعر ، بل إن بعضهم صرح إن الجن هي التي تقول الشعر وأما الشاعر ما هو إلا راوي لشعر قرينة الجني ، والمتصفح لكتب التراث لا يعدم أن يجد من القصص ما يدعم هذه النظرة ، ولعل قصة عبيد بن الأبرص مع الجن تأتي في مقدمة القصص في هذا المجال ، وكذلك قصة حرب بن أمية الذي قتلته الجن ولا يعلم أحد مكان قبره ولكن هناك بيت مما قالته الجن عن قبره ، والبيت هو :
[c]وقبرُ حربٍ بمكانٍ قفرُ .......... وليس قربَ قبرِ حربٍ قبرُ[/c] ويقولون أن مما يثبت أنه للجن أن الإنسان لا يستطيع أن يردده أكثر من مرة إلا ويتلعثم لسانه عند نطقه له .. والذي يهمنا في هذا المجال هو وجود قصص مشابهة في الأدب الشعبي ، فقد وجدت قصة عن الجن والشعر رواها الشيخ عبدالله بن خميس ، والقصة يرويها الشاعر الذي حدثت له القصة العجيبة ... لنقرأ ما يقوله الشيخ عبدالله بن خميس في كتابه " من القائل " فقد سئل عن الأبيات التالية : [c]المرقب اللي صاحبي قِدْ رقى به .......... حَقٍّ عَلَيْ إلى وطيته لا عَدّيه والله لا عَدّي فيه وَارْوِح تْرابه .......... من حِشمة اللي عِقبي العام راقيه واذْكر جزى ما قال بي من جوابه .......... العام يبكيني وانا اليوم أبا بْكيه إن صَدْ عنّي والزمان انتحى به .......... مَنيب لَوْ طالَنْ الايام ناسيه [/c]وبعد أن ذكر إن قائل هذه الأبيات هو الشاعر المعروف " زبن بن عمير " قال : " ... ولقد حدثني شاعر هذه القصيدة بحديث أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع. قال: كنت مسافراً من القصيم أريد حفر الباطن قال ولما جاوزت الأجردي وألمَمْت بأم عشر من أعلى وادي الباطن وكنت أنمنم ببناء هذه القصيدة. قال وتحتي رحول بطيئة السير وكنت ألُحّها بالعصا وبرجلي ولا تتأثر، ولما ألممت بهذا المكان أصابها جفال وجنون فأخذت تخبط بالأرض خبطاً فعلمت أنهم الجن سُلِّطوا عليها وجعل زبدها يتقطع فوق مشافرها ولما لم ينفع فيها الرفق أخذت بندقي فأطلقت منها طلقة خلف الناقة وبعدها هدأت، وإذا بي أسمع صوتاً رقيقاً دقيقاً مترنّماً يغني بقصيدتي التي ابنيها وهي هذه: [c]المرقب اللي صاحبي قِدْ رقى به .......... حَقٍّ عَلَيْ إلى وطيته لا عَدّيه والله لا عَدّي فيه وَارْوِح تْرابه .......... من حِشمة اللي عِقبي العام راقيه[/c] وهكذا ظلّ هذا الصوت يجاريني ويغني بقصيدتي هذه مدة من الزمن. هذا ما حدثني به زبن بحضور طائفة من الإخوان. ولله في خلقه شئون. " انتهى. وبعد عزيزي هل تعتقد أن الشعر مقصور على الإنس أم أن الجن تقول الشعر أيضاً وتستمتع فيه مثلنا ؟؟ |
ورد عن كثير من الشعراء قصائد سمعوها من الجن .... وكثير ماهي .. ولكني لا اذكر منها شي .. وخاصة السامريات .. فيذكرون عدد ليس بالقليل ينسب لى الجن ... حتى في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ومن يرجع الى سيرته المطهرة للشيخ محمد بن عبد الوهاب . يجد اخبار عن قصائد قالها الجن وسمعتها قريش .. وكانوا يتبعون الصوت وكن لا يرون احد .
|
يقال ان شخص من اهل المجمعه نام في كهف في شعيب المشقر الذي تقع عليه المجمعه فسمع من الجن هذه الابيات :
ياقارع الدمام سم واقرعــــــــه **** واعطيك عذقين ليالي الصرام سقوى سقى الله وادي المجمعه **** من ريح يوضي بجنح الظلام الــزرع مـا يسـقم لمـن ضيـــعه **** والطرش مايسني بليا طعام ياذا الـحـمـام اللـي لـكـن لعلــعه**** فو ق الجرايد والخلايق نيام بالله عليك ... الصوت لا ترفــعه **** تقعد غرير سابح في المنام تـوه صـغير ..الدـيد مايرضــــعه **** مستنكر عقب الرضاع الفطام الى سرى فاسري على مربعـه **** ثم ارجعني من بعدها للمنام المــوت جاني ماقـويـت امنـعـه **** موز بحالي وا هني الفدام خلخال سيدي وان مشى يقرعه **** قرع الجرس للي تقود الجهام الصاحب اللي عشرته مسـمعه**** عليه مني كل يوم سلام والصاحب اللي كز لي مردعــه **** عليه مني كل يوم سلام شوفي بعيني مخطره يذرعــــه ***** يسري تويلي الليل يم الهدام وتقبلوا تحياتي ..........http://smilies.sofrayt.com/1/f/jumping.gif |
شي بنزلكم القصيده وحاولوا تقرونها وتفهمونها وان ما فهمتوها انزلوا واقروا الشرح
على قبر اليتيمه نـوت ثوبـي بالخـلا شقّيـت = ذكرت الله وشبّت في ضلوعـي حـربٍ أهليّـة عقب وِتْر السبع والخمس والتسبيـح والتسميـت = طيور الما على سلمـى تغنّـي (طـاق طاقيّـة) على باقي عرَق ساقي زجاجـة كاهـنٍ شمّيـت = على قِرْنـة حجاجـه نجمـة السِبْـط اليهوديّـة على الجنب التهامي لبّسوني خرقـةٍ فـي زيـت = لالى مثل واري جمـرةٍ فـي حـوض صفريّـة على ساقة ملوكٍ من بـلاد الرافديـن أضحيـت = أركّب سـنّ واقلـع سـنّ لـو مالـه ولا ليّـه وفي ريشة جناحٍ من حمـام الأخشبيـن ادويـت = امّذْرِع شـان واقـرع شـنّ وآبرقـع نصيريّـة وعلى ظهر النعامة سافروا بي سبعةٍ مـن هيـت = إلى أعتى شعـوب الأرض الادنيّـه والاقصيّـة ذبحت العبد الادريسي ونِجْـل الطاغية:حِبْرِيـت = بأرض المغرب الأقصى طبخت من اللحـم نيّـة على تابوت نوت احيا واموت افنيت مـا ابقيـت = ضربت الطار واجتاحـت عبيـد الـزار كونيّـة على قبر اليتيمة نوت أجـدّد حسرتـي لا جيـت = وأقبّـل ضاحكـات المـوت تحتيّـة وفوقـيّـة على شانك ينوت اعميت خطلان البشوت اعميت = أقـارع كـل ذو سِـدْنٍ وذو خِـدْنٍ وكوفـيّـة على شانك ينوت ادميت روس الخاينيـن ادميـت = أسرّج مِـرْج أمـرّج سِـرْج علويّـة وسفليّـة على شانك ينوت اضرب بحدّ مْصقّـلٍ إصليـت = وكدنـا ننتهـي لـولا خيانـة عـيـد الألفـيّـة خبيثٍ من بني قومي سقاني حامـض الكبريـت = قرَت وسطه عجوزٍ من ذوي حضـرم ظفاريّـة وبسم اللي لهول اسمه تزلـزل منبـر السوفيـت = نحَرهـا اعلـى ظهرهـا جُبّـةٍ بالسـمّ مطليّـة ثلاث دهور اصارع نافثات الـزرو مـا ذلّيـت = أغيّب شمس وادفن رمْـس والأصنـام مرميّـة ثلاث ازمان أداقش مسرجات الجانّ في تكريـت = ثلاث ازمان تمْرخ لـي ملـوك الجـانّ رجليّـة ثلاث سنيـن اعافـر نافخـات الطيـن ماولّيـت = ثـلاث سنيـن أكفّـن قاريـات التيـن بيـديّـه وثلاث شهور ألاعي نازلات الطور مـا ملّيـت = اجاوب جنب خيمـة ضاربـات الطنـب طبليّـة وثلاث ايّام تنعاني سرايـا يـام ليـن اصغيـت = أقدّم كـوع اوخّـر كـوع يـا بيّـي ويـا بيّـه لذي الفيروز سادن معبـد النيـروز مـا لبّيـت = لغيـر الواحـد المعبـود مـا أبديـت مـا فيّـه بوادي برْك طارت بي حراير تُرْك يوم امسيـت = أعاشر ليـل عاشـر كـل ذي حمـراً نميريّـة طباين سبْك تدبْك دبّك ساع اقبلت سـاع اقفيـت = لسرْدٍ شـرْد جـرْد مـرْد اصيّـح كـل قيسيّـة ببطن القِرْش اعشّي حايمات العـرش ماغدّيـت = وحرْش الطرْش اورّدها قليب الهرش عصريّـة بوجه الحوت جلّ اللي خلقني ضيغـمٌ صنتيـت = هِزَبْرٍ مـا تحـرّك منـه ساكـن ألـف سكنيّـة ورب البيت ما خلّيت منهـم بيـت مـا هدّيـت = أهـدّم دور وابـنـي دور والآيــات متلـيّـة هل المزمـار عبّـادة لسـان النـار والباكيـت = بني الإفْرَنْج قـومٌ مـن فـروج الزنْـج مبليّـة بكى سابور ذو الأكتاف في قصر الملك بلْهيـت = علـى نَيْكـل سقيفـة عابـد الهيكـل ضحاويّـة تغطرس بِطرس النقرس وجينا له على التوقيـت = من ارض الفرس وارض الروم جبنا القوم منهيّة بعمّا والنبا والخمس مـن سـورة سبـأ شدّيـت = بقوّة مـا تواتـر فـي الليـال العشْـر مكيّـة أقمنا دولـة الأيتـام مـن حِلّـي إلـى حِلّيـت = وآخـر عهدنـا مـا أورَدَتْ ليلـى الأخيلـيّـة وانا ما هاضني فيما على بيض الـورَق خطّيـت=شجـاعٍ لقّبـوه :أحمد.ولـه شلفـا وشبـريّـة أعرف أحمد إلى جاء جاء وانا لا شلت ما حطّيت=تحامينا علـى وضـح النقـا والأرض محميّـة بسم الله الرحمن الرحيم بداية احب أن أوضح شي يعرفه البعض ويخفى أو لايعلمه البعض من الأخوة بإن الشاعرين مسفلين ومعنى مسفلين إنهم ينامون بغرفة خاصة بالبيت دون أدنى أزعاج لهم حيث تسري أرواحهم الى المقابر أو الى عالم الجن والتخاطب معهم وهذا يكون بصحبة ورفقه من الجن معهم . قد يثار البعض من كشف بعض الحقائق محاولا لنفيها ولكن قبل إن يثير رياح النقاش عليه إن يتأكد من صحة ما سأقوله قبل إن يناقشني ويكون ملم بمعلومات كافيه أما إذا كان من باب بعض الإستيضاح لم يستوعب ما سأشرحه فلا بئس . أبدئ القول إن الجن هم أصناف فمنهم المسلم ومنهم الكافر وفي حالة الحروب فإن الجن أن كان مسلم يطلب مساعدة شيخه من الإنس للدخول معهم لكي يقوم الشيخ بقرائة إيات قرأنيه فكلام الله يصفد الكفرة والشياطين من الجن ... وفي حالة أن الشيخ لديه جن كفرة فهو بنفس الطريقة إلا أن قرائته هي طلاسم وأعمال سحريه وكفريه فهنا الإختلاف بين الشيخ الذي معه جن مسلم والذي معه جن كافر فذاك يعمل بكلام الله وذاك يعمل بكلام الشيطان . وإذا وقفنا لحظة تدبر وتأمل حول الشاعرين بغض النظر عن ماقاله بالقصيد وننظر إن الشاعرين كل واحد بيغوص ويروح مع الجن ويشوف أشياء إلا أنه لا يسرد ما شاف كما فعلا ولو تتبعنا قصيدة اليامي لوجدنه يوجه أسئله للسبيعي يطلبه الجواب والتأكيد . مع العلم لكل شخص يقرئ كلامي فليعلم أن ما سرد القصيد هم جن التابعين للشاعرين وليس ماقاله الشاعرين من هواجسهم الشعريه الطبيعه ولكن الشعر هو للجن وإنما هم ناقلين للقصيد . عندما نطلع بالقرائه على القصيدتين نجد الكلام فيها عن الحرب وأسماء الجن ولا علاقة للإنس فيها إلا في بيت أوبيتين في كل قصيدة يشار البيتين بعلامه أستفهام والسؤال عن شخص معين فقط ومابقي من القصيد فهو مجريات تخص الجن بغض النظر عن ديانات الجن . فقصيدة اليامي هي ما أثارتني وأستدعى مني الرد لإنه الكلام والمعاني والمفردات بالقصيد مكشوف لي أما قصيدة السبيعي فهي مكشوفه معانيه لي إلا أنه لم يوضح وشرح القصة بالقصيد بصورة مبطنه فلم يثيرني كلامه كما أثارني كلام اليامي . أبدئ بشرح لمعنى قصيدة نوت وملوك الجن للشاعر ناصر السبيعي . على قبر اليتيمه نـوت ثوبـي بالخـلا شقّيـت= ذكرت الله وشبّت في ضلوعـي حـربٍ أهليّـة عقب وِتْر السبع والخمس والتسبيح والتسميـت= طيور الما على سلمـى تغنّـي (طـاق طاقيّـة) أسم الجن الذي ثأرت في ضلوعه حرب أهليه هو أسمه (( مصقل )) وهو من قال القصيدة وكان مصقل يحب الجنيه نوت وهي من جميلات الجن .. وماسؤال الشاعر أحمد الخياط كان بمحظ المصادفه ليس أكثر . فعقب الصلاة بالوتر بالليل نام وأستعد للمعارك مع الجن .. على باقي عرَق ساقي زجاجـة كاهـنٍ شمّيـت= على قِرْنـة حجاجـه نجمـة السِبْـط اليهوديّـة الشطر الأول يعني أنه وجد زجاجه شراب مكان حصول الخيانه والغدر على الجنيه نوت وكانت رائحتها لإحد الكهنة اليهود . الشطر الثاني أنه كشف على الكاهن من خلال هذة الزجاجه وإثرة فوجدة مقرن واللي يكون من الجن مقرن أي عمره كبير وطاعن بالسن والحجاجه معناها علامه على قرنه وهي نجمة سيدنا داوود كما يقولونها اليهود وهي العلامه اللي بعلم الكلاب الإسرائيليين . على الجنب التهامي لبّسوني خرقةٍ فـي زيـتت= لالى مثل واري جمرةٍ فـي حـوض صفريّـة الشطر الأول أنه وقف على الجنب التهامي أي السواحل التهاميه ولبسوة أي أحاطوه أو لفو عليه قطعه قماش وهي مثل الخرقه لإجل غرض الغوص لإنه بعد إن ينتقل معهم يوقفون بمكان من أجل يلفون عليه قطعه قماش من أستطاعته للمواصله معهم . الشطر الثاني يوصف السبيعي نفسه كيف شكله بعد أن لبس ولفوا عليه الخرقة فكان شكله متلئلئ في عتمة الليل بشكل جمرة بحوض أصفر وكانه يريد أن يوصل أنه وصفه صار مثل الجن بملامحهم . على ساقة ملوكٍ من بـلاد الرافديـن أضحيـت = أركّب سـنّ واقلـع سـنّ لـو مالـه ولا ليّـه الشطر الأول يتكلم عن تحرك ومواجهة مع ملوك من بلاد الرافدين وهم من الجن اللي قريبين من مدينة بابل بالعراق وقت الضحى . الشطر الثاني طبعاً سلاح الجن هو السيف والرمح والسهم مافي معهم بواريد وهو بيركب شي ويخلع شي منها وهذا الشطر هو وصف مبطن . وفي ريشة جناحٍ من حمام الأخشبيـن ادويـت= امّذْرِع شان واقـرع شـنّ وآبرقـع نصيريّـة الشطر الأول يحدد مكانه وموقعه وهو يقصد بمكان بمنطقة عسير بجبل الإخشبين . الشطر الثاني يقول بوجود من الجن إناث ولكن الديانه نصرانيه . وعلى ظهر النعامة سافروا بي سبعةٍ من هيـت= إلى أعتى شعـوب الأرض الادنيّـه والاقصيّـة الشطر الأول يوصف دواب الجن اللي ركبها كأنها نعامة والمرافقين له هم جن أصل موطنهم من مدينة هيت . الشطر الثاني يقصد شعوب الأرض الادنيه وهي أرض فلسطين لقوله تعالى ((غلبت الروم بإدنى الأرض )) وأدنى الأرض فلسطين وهي مكان المعركه التي بينها أكثر منه اليامي بقصيدته ... والأقصية يحدد بكلامه مكان المغرب وهو مكان الملك الخائن والقاتل للجنيه نوت . ذبحت العبد الادريسي ونِجْـل الطاغية:حِبْرِيـت= بأرض المغرب الأقصى طبخت من اللحـم نيّـة العبد الإدريسي هو ليس عبداً وأنما ملك ومملكته بأرض تونس ولكن الملك عند الجن إذا خان وغدر يلقبونه بالعبد لإن الجن يتأخذون من عبيد الجن العتاهيه حراس فإن حصل شي مكروه لأحد الجن فيقولون لا تحصل الخيانه إلا من العبد . وكان بصحبة الأدريسي أحد أبناء الملك حبريت وهو يهودي وحبريت ملك قوي من ملوك الجن اليهود وكاهن وهذا اليهود لين يرسل رجال من الجن يبدء بإرسال نوع من الجن يسمونهم بالزيران والزيران هم الخبث والخبائث وهم أضعف وأوسخ أنواع الجن ومسكنهم أعزكم الله الحمامات والإماكن القذرة . الشطر الثاني أن المعنى فيه أن طعام الجن هو الغزلان من دوابهم إلا أن أكل الجن هو يكون بدون ملح عندنا مانقدر نآكله فيكون بمثابة النيه أي طعم ماسخ ماله طعم . على تابوت نوت احيا واموت افنيت ما ابقيـت= ضربت الطار واجتاحـت عبيـد الـزار كونيّـة الشطر الاول يقول أنه كلما شاف واحد من الجن الخونه أفناهم ما أبقى أحد منهم هههههه الرجال كان يحبها موت . الشطر الثاني حين ضرب الطار (( الطبل )) أجتاحت عبيد الزار والزار اللي وضحنا صنفهم سالفاً لإن الزار تأتي في المعارك كما يوم تشوف الجراد كونيه أي تغطى الكون من كثرهم . على قبر اليتيمة نوت أجدّد حسرتـي لا جيـت= وأقبّـل ضاحكـات المـوت تحتيّـة وفوقـيّـة يوم يقتل أنتقاما ومن أجل يجدد حقدة ويستمر بالقتل كما الزير سالم يجي يشوف قبر الحبيبه فتزداد ثورة الإنتقام عنده . الشطر الثاني يقول بوصول جن والجن منهم الطيار ومنهم بشكل الحيات والكلاب ونوع ظاعن فالطيار اللي يسكنون عادة الجبال سماهم بالفوقيه واللي هم ترابيين ويخترقون الجبال سماهم تحتيه كما أن لكل صنف من الجن قوة لايقدر جنى من صنف أخر بفعلها مثلاً الجن الأرضي التحتي مايقدر بالطياران ولكنه يخترق وسرعته أقل أما الجن الطيار فإنه مايقدر أختراق الجبال ولكنه يتنقل من مكان الى اخر عبر الجوء وهو أسرع من الأرضي . على شانك ينوت اعميت خطلان البشوت اعميت= أقـارع كـل ذو سِـدْنٍ وذو خِـدْنٍ وكوفـيّـة من شان نوت الجميله شن الحرب على الخونه من قبيلة البشوت وهم أنواع . يقارع يحارب كل نوع منهم اللي بالسدن سلاحه او تدريعه وكل ذو خدن كما نوع من السلاح للجن واصحاب الكوافي نوع من الفرق المقاتله . على شانك ينوت ادميت روس الخاينين ادميـت= أسرّج مِـرْج أمـرّج سِـرْج علويّـة وسفليّـة الشطر الأول واضح معانيه والشطر الثاني يقول بإنه كان يربطهم ويسرجهم كما يسرج الخيل من الجن الطيار والجن الأرضي . على شانك ينوت اضرب بحدّ مْصقّـلٍ إصليـت = وكدنـا ننتهـي لـولا خيانـة عيـد الألفـيّـة الشطر الأول أسم الجني الذي يعشق المحبوبه اللي دوخت الجن بجمالها وأسمه (( مصقل )) فكان الفارس مصقل قرب ينتهي من التصفيه العرقيه للخونه ولكن خانه أحد في الأحتفال أحد الجن من قومه واسقاه سحر من أسحار الجن وهو الكبريت . خبيثٍ من بني قومي سقاني حامـض الكبريـت= قرَت وسطه عجوزٍ من ذوي حضـرم ظفاريّـة الشطر الأول هو نوع مادة السحر .. والشطر الثاني كُشف له بوسط الكأس بالساحرة الشمطاء ساحرة عُمان بمنطقة ظفار وهي حضرميه من حضرموت . وبسم اللي لهول اسمه تزلزل منبـر السوفيـت= نحَرهـا اعلـى ظهرهـا جُبّـةٍ بالسـمّ مطليّـة الشطر الأول يشهد بأسم الله اللي تزلزل منه منبر السوفيت ايام المجاهدين العرب (( الافغان العرب )). الشطر الثاني يبين كيف تقتل هذة العجوز الشمطاء فتأخذ من الخلف بالقتل وليس من الأمام . ثلاث دهور اصارع نافثات الـزرو مـا ذلّيـت= أغيّب شمس وادفن رمْـس والأصنـام مرميّـة ثلاث ازمان أداقش مسرجات الجانّ في تكريـت= ثلاث ازمان تمْرخ لـي ملـوك الجـانّ رجليّـة ثلاث سنين اعافـر نافخـات الطيـن ماولّيـت = ثـلاث سنيـن أكفّـن قاريـات التيـن بيديّـه وثلاث شهور ألاعي نازلات الطور مـا ملّيـت= اجاوب جنب خيمـة ضاربـات الطنـب طبليّـة هذة الأربعة الإبيات يشرح حالته بعد إن شرب السحر وكيف صار وضعه وحالته المرضيه ... وثلاث ايّام تنعاني سرايـا يـام ليـن اصغيـت= أقدّم كـوع اوخّـر كـوع يـا بيّـي ويـا بيّـه هنا سرايا ياام سرايا يام من الجن جن مسلمون وهم من وصفهم اليامي في قصيده بسؤاله للسبيعي من أقوى الجن بالتحديد شاميه فعندنا باليمن المنطقه الشماليه اليمنيه وجبالها وهي المنطقه الحدوديه مع منطقة عسير بالسعوديه تسمى هذة المناطق بشام اليمن . الشطر الثاني يعني كوع وبوع يقصد يسلم بيده تارة يمدها وتاره يردها . لذي الفيروز سادن معبـد النيـروز مـا لبّيـت= لغير الواحـد المعبـود مـا أبديـت مـا فيّـه معبد على ما أتذكره في بلاد فارس وفيروز هو سيد المعبد مجوسي الديانه كان يبي يعالجه من السحر وكان غادر به لو لبى دعوته ولكن صاحبنا إلتجى لله الواحد القهار وهو خير من نلتجى إليه في لينه وعسره . بوادي برْك طارت بي حراير تُرْك يوم امسيـت= أعاشر ليـل عاشـر كـل ذي حمـراً نميريّـة طباين سبْك تدبْك دبّك ساع اقبلت ساع اقفيـت= لسرْدٍ شـرْد جـرْد مـرْد اصيّـح كـل قيسيّـة ببطن القِرْش اعشّي حايمات العـرش ماغدّيـت= وحرْش الطرْش اورّدها قليب الهرش عصريّـة هنا يفيدنا بإنه أمضى بالترك عشرة ليال وعاشر ليله عاشر جنيات بصراحه أيش أقول لكن المهم يالله وصل لمنطقة سكن إبليس عليه لعنة الله الى يوم الدين لإنه نساء الجن قبيلة نمير وصفهم حمراً وقبيلة نمير شياطين . بقية الإبيات بنفس المكان مافي داعي نتكلم منه مافيه فائدة لإنه شرحهن بيوضح في البيت القادم ايش سوى بيهم . بوجه الحوت جلّ اللي خلقنـي ضيغـمٌ صنتيـت= هِزَبْرٍ مـا تحـرّك منـه ساكـن ألـف سكنيّـة هنا بيوصف نفسه بكل المعاني . ورب البيت ما خلّيت منهـم بيـت مـا هدّيـت = أهـدّم دور وابـنـي دور والآيــات متلـيّـة هنا يبين بالقسم إنه كان يقرئ آيات قرآنيه ويتليها من أجل تدميرهم لمن في الإبيات السابقه اللي ماشرحت عنها . هل المزمـار عبّـادة لسـان النـار والباكيـت= بني الإفْرَنْج قـومٌ مـن فـروج الزنْـج مبليّـة هل المزمار وهم الزيران من الجن اللي بالهند وعابدين النار وهم الجن اللي بإيران المجوسيين والباكيت قبائل جن في الهند. الشطر الثاني يتكلم عن الجن المسيح الإفرنج اللي أصل أمهاتهم من الزنج العبيد ويوصفهم إنهم ببلوئ من جراء ماسيفعل بهم . بكى سابور ذو الأكتاف في قصر الملك بلْهيـت= على نَيْكـل سقيفـة عابـد الهيكـل ضحاويّـة هنا سابور من الجن المردة يعني مثل ماتقولون كمال أجسام حارس هيكل وهو كافر فسابور أستنجد بالملك بطرس ملك بلهيت (( هيت)) . تغطرس بِطرس النقرس وجينا له على التوقيت= من ارض الفرس وارض الروم جبنا القوم منهيّة صاحبنا تحرك برجاله الجن من الفرس والروم وكان بطريقه لبطرس يمشط مايتركط أحد . بعمّا والنبا والخمس من سـورة سبـأ شدّيـت== بقوّة مـا تواتـر فـي الليـال العشْـر مكيّـة هنا يبين سر من الأسرار العظيمه اللي جمع بيها قوة الجن وقواهم بذكر القرآن وهي الخمس الإيات الأولى من سورة سبأ والسور القرآنيه اللي عدد آياتها فرديه من جزء عما مع عشر آيات من سورة النباء . أقمنا دولـة الأيتـام مـن حِلّـي إلـى حِلّيـت == وآخـر عهدنـا مـا أورَدَتْ ليلـى الأخيلـيّـة هنا يفيد من شدة المعارك أنه الجن تيتم ومنها صارت دولة الإيتام من الجن من حلي الى حليت والله دولة عظماء . الشطر الثاني بعد ما أنتهاء من معاركه وإنتقامه رجع لينا بصيدة الثمين (( واحدة من الجن ليلى الأخليه ، بدلاً عن نوت )) . والله صيد ثمين بالله عليك يتمت الجن ورجعت لينا بليلى ، فما الفرق بينك وبين الزير سالم . وانا ما هاضني فيما على بيض الورَق خطّيـت ==شجـاعٍ لقّبـوه :أحمد.ولـه شلفـا وشبـريّـة أعرف أحمد إلى جاء جاء وانا لا شلت ما حطّيت== تحامينا علـى وضـح النقـا والأرض محميّـة هنا صاحبنا السبيعي أنتهاء من الجن ويقول بها البيتين هو ماله خص بحكاية الجن بس يبي يعرف الجيوش اللي من قبائل يااام الجن المسلمه منو اللي يقودهم وقائدهم من علامته بيده سيف وشبريه فهو يبي يعرف من هو الشخص أما ماصار من حكاية الجن ومعاركهم ماله خص إنشاء الله حتى يموت الجن كلهم بس منو صاحب السيف الجميل اللي سلته من الفولاذ وغمدة بخالص الذهب ومرصع بالجواهر الثمنيه ... ياترى منو ياناصر السبيعي ياشاعر الثقلين . |
الجِنّ وَأحوالهُم في الشعر الجَاهلي - عَبد الغني زيتوني لم تكد تخلو أمة من الأمم القديمة من الاعتقاد بوجود عالم غير مرئي في هذه الحياة، يزخر بمخلوقات تمتلك قوى خارقة تصنع الخير والشر، دعيت تارة بالآلهة وتارة بالجن وتارة ثالثة بالأرواح. فإذا بحثنا في أخبار العرب الجاهليين وتصوراتهم فإننا نجد أنهم كانوا يتخيلون وجود كائنات خفية، لها قوى خارقة، تملأ بواديهم وفلواتهم، وتتصف بمقدرة عظيمة وسطوة جبارة تنفعان حيناً وتضران أحياناً كثيرة، وقد دعوا هذه الكائنات بالجن. فما القصد بالجن؟.. جاء في لسان العرب مادة (جنن): "الجن نوع من العالم، سموا بذلك لاجتنانهم عن الأبصار، لأنهم استجنوا من الناس فلا يُرون. والجمع: جنان، وهم الجِنة. والجان أبو الجن خلق من نار، ثم خلق منه نسله. والجني: منسوب إلى الجن والجنة". *عالم الجن: لقد عرف العرب الجاهليون الجن معرفة واسعة، حتى بلغ بهم الأمر أن جعلوا الجن عالماً شبيهاً بعالمهم في الجزيرة العربية. ذلك أن الجن يتألفون من عشائر وقبائل تربط بينها رابطة القربى وصلة الرحم، فمن قبائلهم الشهيرة قبيلة "مالك بن أقيش"(1). وقبيلة "بني الشيعبان"(2). أما سكناهم فهي الأماكن المقفرة والمنازل المهجورة، ذلك: "أن الأعراب تزعم أن الله، عزَّ ذكره، حين أهلك الأمة التي تسمى وبار، كما أهلك طسماً وأميماً وجاسماً وعملاقاً وثموداً وعاداً، أن الجن سكنت منازلهم وحمتها من كل من أرادها"(3). وقد ذكر الأعشى حِجراً، وهي ديار ثمود البائدة، وكيف أن الجن قد اجتمعت حولها تصوّت وتصيح(4): أو لم تري حِجراً وأنت (م) حكيمة ولما بها أن الثعالب بالضحى *** يلعبن في محرابها والجن تعزف حولها *** كالحُبْشِ في محرابها أن الشعراء الجاهليين قد أسهبوا كثيراً في وصف الأماكن المقفرة والفلوات الواسعة التي قطعوها، وهم يسمعون عزيف الجن في نواحيها. ويظهر أن ذلك العزيف لا يسمع إلا في مجاهل الصحراء المخيفة، وفي المفاوز البعيدة في أحشاء الجزيرة العربية. فهذا الأعشى أيضاً يصف إحدى هذه المفاوز في قوله(5): ويهماء تعزف جِنَّانُها *** مناهلها آجناتٌ سُدَمْ كما يوغل في تصوير رهبة البادية التي تنبعث في أرجائها صيحات الجن المرعبة(6): وبلدة مثل ظهر الترس موحشةٍ *** للجن، في الليل، في حافاتها زجَل وذاكم زهير بن أبي سلمى يصور في شعره بلدة نائية عن العمران، قد توطنت فيها الجن فأصبحت ممتلئة بأصواتهم المخيفة، حتى أن الثعالب لتصرخ مذعورة منها(7). وبلدةٍ، لا ترام، خائفة *** زوراء مغبرَّة جوانبها تسمع للجن عازفين بها *** تضج من رهبة ثعالبها وذكر طرفة بن العبد في شعره طريقاً مجهولة، قد توطنها الجن منذ أقدم الأزمان، فهم يملؤون جنباتها بصيحاتهم، وصرخاتهم(8): ورَكوبٍ تعزف الجن به *** قبل هذا الجيل من عهد أبدْ وكذلك فإن بشر بن أبي خازم يصور أرضاً قفراً، في وقت الظهيرة، حيث الشمس ترسل لهيبها وشواظها على الرمال، هذه الأرض لا يؤنس فيها إلا لعزيف الجن، وياله من أنس موحش!(9): وخرقٍ تعزف الجنان فيه *** فيافيه يطير بها السهام والجن في تصور الجاهليين لا يكتفون بارتياد الأماكن المقفرة والمنازل المهجورة، وإنما يتخذون مطاياهم من حيوانات الصحراء متنقلين عليها، ولاسيما الحيوانات التي تعيش في مواطنهم، كالنعام والظباء، واليرابيع والقنافذ والحيات والعقارب وما شابهها(10). وقد قدمنا أن الجن تكوّن قبائل لها زعماؤها، وربما ظهر أفرادها للعرب وتكلموا معهم بكلام يفهمونه. فمن ذلك شعر ينسب إلى شمر بن الحارث الضبي، وصف فيه اجتماعه بنفر من سادات الجن ودعوته لهم إلى الطعام (11): ونار قد حضأتُ بُعيد هدءٍ *** بدار لا أريد بها مقاما سوى تحليل راحلةٍ، وعين *** أكالئها مخافة أن تناما أتوا ناري فقلت: منون، قالوا *** سراة الجن، قلت: عموا ظلاما فقلت: إلى الطعام، فقال منهم *** زعيم: نحسدُ الإنس الطعاما فإذا حدث أن قتل إنسان أحد أفراد الجن، عامداً أو خطأ، فإن قبيلته تثور ثائرتها، وتنهض للثأر من القاتل الإنسي وقبيلته، كما هي عادة الجاهليين في الثأر. ولا يحدث ذلك في هدوء، وإنما تتبعه ضجة صاخبة وغبرة عظيمة تكاد تحجب السماء عن الأعين، مما يدخل الرهبة في نفوس البشر. ومصداق ذلك هذه الخرافة التي وردت عن الجاهليين، إذ زعموا أن جنياً أتى إلى مكة وطاف بالكعبة ثم عاد، حتى إذا كان في بعض دور بني سهم قتله رجل منهم، فثارت بمكة غبرة عظيمة لم تبصر لها الجبال، وأصبح من بني سهم على فرشهم موتى كثير من قتل الجن. فنهضت بنو سهم وحلفاؤها ومواليها وعبيدها، فركبوا الجِبال والشعاب، فما تركوا حية ولا عقرباً ولا خنفساً ولا شيئاً من الهوام إلا قتلوه لأنها مطايا الجن. فأقاموا بذلك ثلاثاً، فسمعوا في الليلة الثالثة على جبل أبي قبيس هاتفاً يهتف بصوت جهوري: "يا معشر قريش: الله الله فإن لكم أحلاماً وعقولاً!.. اعذرونا في بني سهم، فقد قتلوا منا أضعاف ما قتلنا منهم، ادخلوا بيننا وبينهم بالصلح، نعطيهم ويعطوننا العهد والميثاق ألا يعود بعضنا لبعض بسوء أبداً". ففعلت قريش بذلك، واستوثقوا لبعض من بعض، فسميت بنو سهم، العياطلة، قتلة الجن(12). ومن هنا نجد أن الجن، فيما زعم الجاهليون، أشبه بشيء بالبشر، وخاصة بالعرب، فهم يعتقدون في مكة اعتقاد العرب فيها، فيطوفون بكعبتها، ثم هم يثأرون لقتلاهم، وإذا حزبهم أمر تحالفوا مع الأنس كما تتحالف القبائل العربية على عدم الاعتداء. *صورة الجن: إذا أردنا معرفة الجني وصورته الحقيقية، في أذهان العرب الجاهليين، فإننا لا نكاد نعثر على نص يوضح لنا هذا الأمر، وإنما توجد هنالك صفات عامة لصقها بعضهم بالجن، ومع ذلك فإن صورة الجني تبقى مبهمة غير واضحة المعالم. فالشاعر لبيد بن ربيعة يذكر في معلقته جن البدي، ويصفها بأنها راسية الأقدام، مما قد يوحي بأنه يتصور الجن ذوي قامات مديدة وأرجل طويلة، ومن ثم فإن أجسامهم ضخمة هائلة(13): وكثيرة غرباؤها مجهولة *** تُرجى نوافلها ويخشى ذامها غلب تشذَّر بالذحول كأنها *** جن البديّ رواسياً أقدامها ويبدو أن الجن يتفاوتون في الأحجام والأشكال، فمنهم العامة ومنهم المردة عتاة الجان، وربما كان هؤلاء هم الذين يكلفون بأصعب المهام. وقد أشار الأعشى في شعره إلى أحد أولئك المردة، حيث انتصب في عميق البحار، يحرس لؤلؤة كبيرة، مانعاً عنها الغواصين الذين يبذلون جهدهم في الوصول إليها والظفر بها(14): ومارد من غواة الجن يحرسها *** ذو نيقة مستعدٌ، دونها ترِقا ليست له غفلة عنها يطيف بها *** يخشى عليها سرى السارين والسرقا وأقوى أنواع الجن لها أمكنة معينة، ولعل أهمها أرض عبقر. وقد بيَّن الجاحظ أن العرب الجاهليين تفرق بين مواضع الجن إذ قال: "فإذا نسبوا الشكل منها إلى موضع معروف فقد خصوه، من الخبث والقوة والصرامة، بما ليس لجملتهم وجمهورهم... ولذلك قيل لكل شيء فائق أو شديد: عبقري".(15). فمن عبقر جن متميزون من جملتهم وجمهورهم بالخبث والقوة والعرامة، ولعلهم متميزون أيضاً بالشكل والصورة. وقد ذكر زهير جن عبقر، مشبهاً فرساناً بهم، في قوله(16): إذا فزعوا طاروا إلى مستغيثهم *** طوال الرماح لا ضعاف ولا عزل بخيل عليها جِنة عبقرية *** جديرون يوماً أن ينالوا فيستعلوا وشبه حاتم الطائي الفتيان الأقوياء على الخيل، وهم يشهرون رماحهم، بجن عبقر(17): عليهن فتيان كجنة عبقر *** يهزون بالأيدي الوشيج المقوّما *مقدرتهم: إذا كانت صورة الجن غامضة في الشعر الجاهلي، فإن مقدرتهم الفائقة تبدو جلية واضحة. فإذا أرادوا وصف الفرسان بالقوة الشديدة، والشجاعة الباسلة فإنهم يشبهونهم بالجن، مما يدل على تصورهم الجن ذوي مقدرة عظيمة وقوة هائلة. ففضلاً عن الأبيات السابقة فإن النابغة الذبياني يشبه الفرسان الأشداء بجن على ظهور الخيل(18): جنٌ عليها مساعيرٌ لحربهم *** شم العرانين من فتوٍ ومن شيبِ ويقول أيضاً في صورة مماثلة (19): وضُمرٍ كالقداح مسومات *** عليها معشر أشباه جنّ والجن في مقدرتهم أن يبنوا البناء المؤلف من أعمدة كبيرة وحجارة ضخمة، يعجز البشر عن حملها أو جلبها من أمكنتها. لذلك نسب كثير من العرب الجاهليين بناء مدينة تدمر إلى الجن، ويؤكد النابغة هذه النسبة في قوله مادحاً النعمان بن المنذر(20): ولا أرى فاعلاً في الناس يشبهه *** وما أحاشي من الأقوامِ من أحدِ إلا سليمان إذ قال الإله له *** قم في البرية فاحدوها عن الفَنَدِ وخيِّس الجن إني قد أذنت لهم *** يبنون تدمر بالصفاح والعمد لقد اعتقد العرب الجاهليون أن الجن يسخرون تلك المقدرة الخارقة في أمرين هما: الخير والشر. *قوى الخير وشياطين الشعراء: إن الجن قد ينفعون الناس إما رداً على جميل صنع لهم، وإما إذا كانوا ممتلكين لموهبة الشعر فإنهم حينذاك يلازمون شعراء معينين، يلهمونهم النظم ويوحون إليهم بالجيد من القول. ففي تصور الجاهليين أن بعض أماكن الجن تمتلئ بالرزق الوفير، فهي بحسب قول الجاحظ: "من أخصب البلاد وأكثرها شجراً وأطيبها ثمراً، وأكثرها حَباً وعنباً، وأكثرها نخلاً وموزاً"(21). والعرب الذين يسكنون قرب تلك الأماكن، ولا يكون بينهم وبين الجِنَّة عداء، فإنهم ينعمون بتلك الخيرات وتطيب لهم الحياة وتقر أعينهم بذلك الجوار(22). وإذا أعان أحد العرب جنياً من غير أن يشعر، فإن هذا الجني لا ينسى المعروف، وإنما سيظل منتظراً فرصة يكون فيها العربي محتاجاً إلى المساعدة عند ذاك يقدم له العون ويجزيه خير الجزاء(23). ومن المعروف أن اليونانيين القدماء كانت لهم آلهات للشعر، يستلهمونهم قصائدهم ويتغنون بما تمنحهم من صور جميلة وأخيلة مبتكرة. وكذلك كان شأن الشعراء الجاهليين إذ كانوا يدعون أنهم يتلقون الشعر من كائنات تتمتع بمزايا خارقة، لكنهم لم يجعلوها آلهات أو ربات، وإنما تخيلوها شياطين من الجن. فكانوا: "يزعمون أن مع كل فحل من الشعراء شيطاناً، يقول ذلك الفحل على لسانه الشعر".(24). فمن ذلك ماكان يدعيه الأعشى من أن له جنياً اسمه مِسحَل، يلازمه ويلقي على لسانه الشعر، فينتصر به على الخصوم والأعداء، ويفحم به الشعراء الهجائين. وقد صور ذلك في قوله يهجو قوماً استعانوا عليه بشاعر يدعى جهنَّام، فاستعان عليهم بشيطانه: (25): فلما رأيت الناس للشر أقبلوا *** وثابوا إلينا من فصيح وأعجم دعوت خليلي مسحلا ودعوا له *** جهنَّام جدعاً للهجين المذمم حباني أخي الجني نفسي فداؤه *** بأفيح جياش العشيات خضرم فقال ألا فانزل على المجد سابقاً *** لك الخير قلِّدْ إذا سبقت وأنعم وقد ذكره في موضع آخر من شعره، وأشار إلى أنه خليل يلازمه دائماً، وأنه شيطان شعر يعينه على إجادة الشعر والنبوغ فيه(26): وما كنت شاحرداً ولكن حسبتني *** إذا مسحلٌ سدَّى لي القول أنطق شريكان فيما بيننا من هوادة *** صفيان: جني وانس موفق يقول، فلا أعيا لشيء أقوله *** كفاني لا عيٌ ولا هو أخرقِ وكان حسان بن ثابت يزعم أيضاً أن له جنياً يلهمه الشعر، ويوشيه أحسن الوشي، ويجوده فيظفر به على الشعراء(27): لا أسرق الشعراء ما نطقوا *** بل لا يوافق شعرهم شعري أني أبى لي ذلكم حسبي *** ومقالة كمقاطع الصخر وأخي من الجن البصير إذا *** حال الكلام بأحسن الحبر وعلى هذا فإن الجن قد ينفعون الناس فيقدمون لهم العون ويلهمونهم الجيد من الشعر إذ كانوا شعراء. غير أن منفعتهم تكاد تكون في مجال ضيق، وفي حوادث قليلة، أما ضررهم فهو المشهور عنهم. *قوى الشر: لقد كان العرب الجاهليون يخشون الجن خشية شديدة، وكانت تشيع بينهم أخبار عن أفراد قتلهم الجن أو اختطفوهم أو سلبوهم شيئاً من إنسانيتهم. "فقد قتلت الجن مرداس ابن أبي عامر، كما قتلت سعد بن عبادة. واستهووا سنان بن حارثة ليستفحلوا، فمات فيهم، واستهووا طالب بن أبي طالب فلم يوجد له أثر، واستهووا عمارة بن الوليد بن المغيرة، ونفخوا في إحليله فصار مع الوحش"(28). وفضلاً عن ذلك فإن الجن يترصدون بمن يدنون من أماكنهم، متعمداً أو غالطاً، فيثيرون في وجهه التراب، مما يؤدي إلى عماه أو قتله. بل إن منهم متخصصين بشرور معينة حيث أنهم يخبلون الناس ويسلبونهم عقولهم. لذلك سماهم العرب بالخابل والخبل. وقد ذكرهم أوس بن حجر في قوله(29): لليلى بأعلى ذي معارك منزل *** خلاء تنادى أهله فتحملوا تبدل حالاً بعد حال عهدته *** تناوح جِنَّان بهن وخبَّل وافتخر حاتم الطائي بأنه يجود على الإنس والجن من خبل وغيرهم كرماً وعطاء، فقال: (30): مهلاً، نوار، أقلي اللوم والعذلا *** ولا تقولي لشيء فات ما فعلا ولا تقولي لمال كنت مهلكه *** مهلاً، وإن كنت أعطي الجن والخبلا وكان من أعظم مصائبهم وأقسى شرورهم ما يسببونه من داء قاتل ومرض مميت هو الطاعون، إذ كان الجاهليون يتصورون طعناً من الشيطان، لذلك دعوا الطاعون برماح الجن. وقد زعم هذا الزعم حسان بن ثابت حين أرجع طاعوناً حل بالشام إلى وخز الجن، فقال(31): فأعجل القوم عن حاجاتهم شغل *** من وخز جن بأرضِ الروم مذكور ولخوفهم الشديد من شر الجن فإن كثيراً منهم كانوا، إذا نزلوا أرضاً منقطعة عن العمران قام أحدهم واستعاذ بالجني، سيد تلك الأرض، ليدرأ عنهم الأذى، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الأمر في قوله تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً}(32). وجاء في تفسير الآية: "كانت عادة العرب في الجاهلية أنهم إذا نزلوا وادياً أو مكاناً موحشاً، من البراري، وغيرها، يعوذون بعظيم ذلك المكان من الجان أن يصيبهم بشيء يسوؤهم، كما كان أحدهم يدخل بلاد أعدائه في جوار رجل كبير وذمامه وخفارته، فلما رأت الجن أن الإنس يعوذون بهم من خوفهم منهم، زادوهم رهقاً أي خوفاً وإرهاباً وذعراً"(33). وحينما كانوا يعوذون بالجن فإنهم كانوا يخاطبونهم بلهجة، فيها التذلل لهم والتمجيد لسيدهم، كي يمن عليهم بالرعاية و الحماية، قال أحدهم، وقد نزل أرضاً موحشة(34): هيا صاحب الشجراء هل أنت مانعي *** فإني ضيف نازل بفنائكا وإنك للجنَّان في الأرض سيد *** ومثلك آوى في الظلام الصعالكا ولكن يبدو أن التعوذ لا يفيد دائماً، فهذا رجل استعاذ بعظيم واد نزل فيه ليحميه هو وولده، فلم يمنع ذلك من أن يأتي أسد ويفترس ابنه، فعبر عن خيبته بقوله (35): قد استعذنا بعظيم الوادي *** من شر مافيه من الأعادي فلم يجرنا من هزبر عادي فكائنات الجن تملأ الصحراء، ولاسيما الأماكن النائية عن العمران، وللجن في مخيلة العرب الجاهليين أشكال هائلة مخيفة، وقوى للخير ينفعون بها الناس، وقوى للشر ترهبهم وتفزعهم. ولعلنا لا نغلو إذا قلنا أنه لو اكتملت لدينا تفصيلات أكثر عن تلك الحوادث وأمثالها من عالم الجن لجلِّيت لنا أساطير عربية متكاملة، لا تقل عن أساطير الإغريق القدماء خصباً في الخيال وغنى في التصوير. *** *الحواشي: (1) السيرة النبوية: 1/ 423. (2) شرح ديوان حسان بن ثابت: ص 423. (3) الحيوان: 6/215. (4) الديوان: ص 251. (5) الديوان: ص37. (6) الديوان: ص59. (7) الديوان: ص 212. (8) الديوان: ص134. (9) الديوان: ص 203. (10) الحيوان: ص6/ 47. (11) الحيوان: ص 6/ 197. (12) أخبار مكة: 2/ 12. (13) الديوان: ص 317. (14) الديوان: ص 367. (15) الحيوان: 6/ 189. (16) الديوان: ص 35. (17) الحيوان: 6/ 189. (18) الديوان: ص 91. (19) الديوان: ص200. (20) الديوان: ص13. (21) الحيوان: 6/ 215. (22) الحيوان: 6/ 182. (23) عجائب المخلوقات: ص 239. (24) الحيوان: 6/ 225. (25) الديوان: ص 125. (26) الديوان: ص 221. (27) الديوان: ص 173. (28) الحيوان: 6/ 208 210. (29) الديوان: ص94. (30) الديوان: ص73. (31) الديوان: ص219. (32) سورة الجن: الآية 6. (33) تفسير ابن كثير: 4/ 428. (34) بلوغ الأرب: 2/ 326. (35) بلوغ الأرب: 2/ 326. *** *مصادر البحث: فضلاً عن القرآن الكريم ودواوين الشعراء المذكورين فإن أهم المصادر هي: أخبار مكة للأزرقي: مكة 1325ه. بلوغ الإرب في معرفة أحوال العرب، لمحمود شكري الألوسي: مصر 1342ه. الحيوان: للجاحظ: تحقيق عبد السلام هارون، القاهرة: 1965. عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات للقزويني: 1970. مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 20 - السنة الخامسة - تموز "يوليو" 1985 - ذو القعدة 1405 |
ثقافة الجن وأدبهم
1. علم الجن يروى عن الحسن بن كيسان قال: رأيت في القوم جماعة من الجن يتذاكرون في الفقه والحديث والحساب والنحو والشعر. قلت: أفيكم علماء؟ قالوا: نعم. قلت: إلى من تميلون؟ قالوا: إلى سيبويه. 2. شعر الجن وللجن حوار مع الإنس، وكلام يوجد منثوراً، كما يوجد منظوماً في شعر ينسب إلى الشعراء الجاهليين. ويروي الأخباريون شعراً ينسبونه إلى جذع بن سنان، ورد فيه وصف ملاقاته للجن ومحاوراته معهم، ودعوته لهم إلى الطعام وامتناعها عن الأكل. كما رووا شعراً لغيره يصف لقاءً بين الجن وبين أصحاب هذا الشعر. وللبشر خمسة عشر جنساً من الموزون ( تسمى بحور الشعر )، قلَّ أن يعدوها القائلون، أمّا الجن فزعم بعضهم أن لهم آلاف الأوزان ما سمع بها الإنس. وسمع من شعرهم الخير يبقى وإن طال الزمان به والشر أخبث ما أوعيت من زاد 3. عزف الجن ذكر أهل الأخبار أن الجاهليين كانوا يرون أن الجن تعزف في المفاوز بالليل. والعزف والعزيف صوت الجن، وهو جرس يسمع بالمفاوز. وهو صوت يسمع بالليل كالطبل. وروي عن ( ابن عباس ) قوله: " كانت الجن تعزف بالليل كله بين الصفا والمروة ". وقد اشتهر موضع ( العزاف )، وهو موضع يسمع به عزيف الجن. وقد ادعى أناس من الجاهليين أنهم كانوا يرون الغيلان والجن، ويسمعون عزيف الجان، أي صوت الجن. وقد أكثر الأعراب في ذلك، وأغربوا في قصص الجان، من ظهور الأشباح لهم في تجوالهم بالفيافي المقفرة الخالية، فتصوروه جناً وغولاً وسعالي، ووجدوا في أهل الحضر، ولا سيما في الإسلام، من ميل إلى سماع قصص الجان والسعالي والغول. وقالوا: إنهم ربما نزلوا بجمع كثير، ورأوا خياماً، وقباباً، وناساً، ثم إذا بهم يفقدونهم من ساعتهم، وذلك لأنهم من الجن. |
الجن والشعر
للجن والشياطين علاقة وطيدة بالشعر وقبل ان ابدأ مقالي هذا استميح مشرفة قسم الشعر عذرا واتمنى ان يتسع صدرها لهذا المقال فأنا اليوم اجد في نفسي حبا للكتابة وعرض بعض الصور عن هذه العلاقة منذ العصر الجاهلي مرورا بالعصر الإسلامي . وقد يقول قائل ماللجن والشياطين والشعر ؟ والأمر الذي يذكر هنا ان الجن حالهم كحال بني البشر في هذا المجال فمنهم شعراء وشاعرات وهذا ليس قولي ولا ابتداع مني فإذا نظرنا الى كتاب الله عز وجل نجد آيتين لهما علاقة بهذا الموضوع وان لم يصرح بهما القرآن فالأولى تحدثت عن ايحاء الشياطين الى بعضهم البعض والشياطين هنا شياطين الإنس والجن والأخرى تحدثت عن الشياطين الذين كانوا يتلون على ملك سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ، وان لم يصرح القرآن بهذا فقد صرح به الشعراء انفسهم فكل شاعر مفلق نجد انه ينسب شعره الى جني أو جنية ويطلقون على هذا الجني أو الجنية اسم ( الرَّئي ) وطبعا تختلف الأسماء والألقاب التي يطلقونها على هذا الرئي ودائما هي عجيبة غريبه . وهواتف الجن كانت تسمع بمكة المكرمة من بعض جبالها وكذلك في بعض الصحاري والأودية وهناك الكثير والكثير من الأبيات التي تعزى الى الجن ، وأقرب مثل اسوقه هنا هو هذا البيت : وقبر حرب في مكان قفر ..... وليس قرب قبر حرب قبرا ويعتبرون هذا البيت من قول الجن ودليلهم في هذا ان أي شخص لايستطيع النطق به ثلاث مرات دون ان يتلعثم وبالنسبة لي ارى ان الأمر مرده لتقارب مخارج الحروف ، نعود لموضوعنا ونسأل من هو حرب هذا ؟؟ ولماذا قالت الجن به شعرا ؟؟ وما الذي فعله حتى تهتف به الجن ؟؟ هو حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وهو والد أبو سفيان بن حرب ، ويقال انه انصرف من حرب عكاظ هو واخوته ومعه مرداس بن ابي عامر السلمي فمروا بالقُريَّة وهي غيضة شجر ملتف فقال له مرداس : اما ترى هذا الموضع ؟ قال : بلى . قال : نعم المزدرع هو ، فهل لك ان نكون شريكين فيه ونحرق هذه الغيضة ثم نزدرعه بعد ذلك ؟ قال : نعم . فأضرما النار في الغيضة ، فلما استطارت وعلا لهبها سمع من الغيضة أنين وضجيج كثير ، ثم ظهرت منها حيات بيض تطير حتى قطعتها وخرجت منها ، وسمعوا هاتفا يقول لما احترقت الغيضة : ويل لحرب فارسا ..... مطاعنا مخالسا ويل لعمرو فارسا ..... اذا لبسوا القوانسا لنقتلن بقتله ..... جحاجحا عنابسا ولم يلبث حرب بن امية ومرداس بن ابي عامر أن اغتيلا . والقصة الثانية اقبل راكب من اليمامة فمر بالفرزدق وهو جالس في المربد فقال له : من اين اقبلت ؟ قال : من اليمامة . فقال : هل رأيت ابن المراغة ( يقصد جرير ) ؟ قال : نعم . قال : فأي شيء أحدث بعدي ؟؟ فأنشده : هاج الهوى لفؤادك المهتاج .... فقال الفرزدق : فانظر بتوضح باكر الأحداج ... فقال الراكب : هذا هوى شغف الفؤاد مبرح .... فقال الفرزدق : ونوى تقاذف غير ذي خلاج ...... فقال الرجل : هكذا والله ، أفسمعتها من غيري ؟؟ قال : لا ، ولكن هكذا ينبغي ان يقال ، أما علمت ان شيطاننا واحد . ثم قال : هل مدح بها الحجاج ؟ قال : نعم . قال : اياه اراد . والقصة الثالثة هي ورود جرير على عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه وكان عمر يحرم الشعراء فدخل عليه جرير ثم خرج من عنده وهو يقول : تركت لكم بالشام حبل جماعة ..... امين القوى مستحصد العقد باقيا وجدت رقى الشيطان لاتستفزه ..... وقد كان شيطاني من الجن راقيا وطبيعي بعد هذا ان لانستغرب ان بالجن شعراء وشاعرات اذا علمنا ايضا ان الجن حالهم كحال البشر فهم شعوب وقبائل ومنهم المسلم ومنهم الكافر واود ان اقول هنا ان الشواهد على شعر الجن كثيرة جدا ولا يخلو منها كتاب ادبي يتحدث عن الشعر وعمالقته وقد تركت اكثرها لضيق المقام . اشكر لكم سعة صدوركم دمتم بخير |
في عالم الجن قصص حب ملتهبة ومثيرة لا تعرف الفشل..!!
أعراس الجن فيها (ترف ما عادي).. وأشهد كل مناسباتهم..!! الجن يغني ويرقص ولكن بأدب وذوق..!! الجن منظم في كل شيء (ولا يعرف دفن الليل أب كراعاً برة)..!! ماذا لو قال لك أحد من الناس إنه (معزوم).. اليوم لمناسبة تخص الجن.. قد تعتريك الدهشة والحيرة في آن واحد (زول ماشي للجن وقدموا ليهو دعوة).. حدث هذا معي، يوماً قال لي فيه شيخ بلة الغائب: (أنا ماشي على الجن.. عندهم مناسبة).. لم أندهش ولو للحظة واحدة، فالأمر عندي (عادي جداً).. لكني حاولت أن أكون كثير السؤال حول هذه المناسبة لأنها كانت في أيام مباركة وهي أيام 13،14،15 من الشهر العربي، إنها الأيام البيض الثلاث.. هل الأمر (صدفة).. أم ترتيب..؟! كان هذا مدخلي للسؤال عن هذه المناسبة (غير المنظورة وهذه الجلسة الما خمج)..!! * المناسبة دي خبرها شنو..؟! - مناسبة (عرس)..!! * والجن يعمل (قومة وقعدة).. للعرس..؟! - هي.. قومة نصاح.. الدنيا تقوم وتقعد لو عرس جان وجنية. * عايزين يكترو..؟! - أصلاً هم كتار، لكن البحر لا يرفض الزيادة..!! * والعرس عندهم كيف..؟! - زينا.. لكن مين زيهم، زينا في أنهم يختارون بحرية كاملة وبلا أى قيود أو شروط..!! *يعنى (ما في جنية).. غصبوها على الزواج..؟! - هذا لا يحدث مطلقاً، والجان ديمقراطي جداً في بيته، وأسرته وأسألوني أنا..!! * يعني الجان يختار الجنية إذا أعجب بها..؟! - بالحيل، وكل عرس هنالك برضاء تام وكامل، وما في عرس (فوقو مشاكل).. العرس هناك يعجب..!! * طيب.. الجن (يشوف الجنية).. وين..؟! - عالم الجن، عالم مفتوح، ليس فيه تعقيدات وهم مع بعضهم طوال الوقت إذا كانوا يعيشون في مكان واحد..!! * هل الجان يتزوج من أخته مثلاً..؟! - لا.. لم يحدث ولن يحدث ذلك..؟! * لماذا..؟! - هنالك أعراف وقوانين تنظم حياتهم ويسيرون عليها ويطيعونها طاعة تامة ولا يوجد من يخترقها أو يكسرها، بل لا يفكر في ذلك مجرد تفكير..!! * هل المسألة عندهم محارم مثلنا نحن البشر المسلمين..؟! - هي أعراف للجميع..!! * الجن طبعاً في داخله أسر وعشائر..؟! - نعم.. وتحدث المصاهرة بين تلك الأسر والعشائر..!! * هل في عالم الجن (حكاية غطي قدحك)..؟! - ليست كثيرة، فهو عالم متحضر ومتقدم جداً ويبني كل علاقاته على الإنفتاح..!! * طيب، هل يفرض الأب الجان على ابنه الزواج من جنية معينة..؟! - يشير عليه فقط، لكن لا يجبره على فعل ذلك وإنما يوضح المزايا التي يجنيها إذا تزوج من هذه الجنية..!! * هل الجن يتزوج عن قصة حب..؟! - ليس كله، فهناك من يتزوج زواجاً عادياً، وهناك من يتزوج عن قصص حب ملتهبة ومثيرة..!! * هل تعرف قصص حب هناك..؟! - ( لا ليها أول ولا آخر).. قصص بالجملة وكلها إنتهت نهاية سعيدة بالزواج. * يعني (ما في جن قلبو مجروح ومكسور)..؟! - كل جان وجنية ينتصران لحبهما وإتفاقهما، وعمري وأنا في هذا العالم (ما شفت جان أو جنية حصل له أو حصل لها فشل في قصة حبها)..!! * هل الجن مخلص جداً في الحب..؟! - مخلص لأبعد حد، والجن لا يخون في الحب مهما كان..!! * حتى لو وجد الأسباب للخيانة..؟! - أسباب زي شنو..؟! * يعنى جنية مثلاً كانت تحب (جن عادي).. وفجأة ظهر أمامها (جن عندو مقام).. وتقدم للزواج منها..؟! - هي لا تفعل ذلك، وهو لا يفعل ذلك لأنه يكون على علم تام بقصتها، ولا يستطيع تكسير الأعراف والقوانين..!! * ممكن الجن يحب ويكتم في قلبو..؟! - الجن يصارح بالحب ولا يكتمه..!! * هل هنالك حالات طلاق في الجن..؟! - لا.. الجن لا يعرف الطلاق والإنفصال..!! * هل الجن يعرف (غزل البنات).. مثل البشر..؟! - الجن يعرف كل شيء، لكنه راقي حتى في تقديم نفسه كحبيب وكطالب زواج، الجان (نجيض).. في معرفة مداخل الحب ويعرف يدخل إلى قلب الجنية كيف ومتى وأين..؟! * لو الجنية أعجبت بجان هل تخبره أم تسكت..؟! - يختلف ذلك حسب نوع الجنية، فالجنية صاحبة المقام الرفيع يمنعها الكبرياء من أن تصرح بحبها.. وهذا قد يكون غير منطقي وغير مقبول، أما الجنية العادية فيمكنها أن تصرح للجان بحبها. * هل الجنية خجولة..؟! - الجنيات خجولات جداًَ..!! * المناسبة (مناسبة عرس).. هل سيكون عادياً أم أسطورياً..؟! - العرس عند الجن (كلو أسطوري).. يعني بلغة البشر كل الأعراس هناك (5) نجوم..!! * كيف يعني..؟! - عرس (فيهو إسراف).. والجن (يسوي العجب).. في أعراسه..!! * يعني أعراس (هاي).. كما يقولون..؟! - الجن (مترف).. جداً وإحتفالاته لا تنتهي بسرعة في كل مناسباته..؟! * ما هي أعظم مناسبة عند الجن..؟! - مناسبة تنصيب ملك جديد وهي تعتبر مثل العيد الرسمي للدول عند البشر..!! * العرس.. قصتو وتفاصيلو..؟! - العالم الثاني يدعونني لحضور أي مناسبة يقيمها هناك، وحضوري تلك المناسبة يعد تشريفاً لصاحبها لأن الجن أصلاً يتباهى ويتفاخر بأصدقائه من البشر، وكلما كان صديقه من البشر من الذين يسخرونه وأصحاب مقامات عالية في ذلك يزداد فخراً وتباهياً إذا حضر مناسبة تخصه..!! * هل الجن يغني ويرقص..؟! - الجن عالم فيه كل شيء مثل عالم البشر، فهم يغنون ويرقصون ويطربون وينشدون الأشعار الجميلة..!! *هل الجن يحب الكلام السمح..؟! - بالحيل.. وحتى البشر عندما يبرع أحدهم في كتابة الكلام والشعر يقولون عنه (الزول ده معاهو جن).. والجن يكتب الشعر ويعرف أن يغني بطريقة رائعة..!! * وأنت تفهم هذا الغناء..؟! - نعم أفهمه جيداً وأطرب له أيما طرب.. ولو فهم معانيه واحد من البشر لرقص طرباً وتمايل فرحاً. * هل كل الغناء في الجن من النوع الراقي، بمعنى هل يوجد غناء ما جميل.. يعني غنى هابط..؟! - الجن يسمع غنى هابط هذا واحد من المستحيلات التي لن تتحقق مطلقاً، الجن لا يعرف إلا الكلمة الجميلة والراقية والمعبرة..!! * طيب.. لو طلبنا منك مقطع واحد من غناء الجن..؟! - سأقوله لكم بعد أن أقوم بتفسيره مثلاً الجن يكتب شعراً بقافية وبغير قافية ويكتب النثر، وكل ذلك لن تجد فيه كلمة (ما جميلة).. وهذا رهان..!! فعبارات مثل (القمر يتوضأ عند قدميك).. لا ليقبل قدميك، ولكن ليستعير بعض الضوء المتدفق منهما ففيهما تكميل الضوء والفكرة.. رأيك شنو في الكلام ده..؟! أظنه يتدفق جمالاً وحيوية بازخة..!! * هل حفلات الجن فيها إختلاط..؟! - الجن مجتمع مفتوح، لكنه كثير الإنضباط وعميق الأدب..!! * رقيص الجن كيف..؟! - بهدوء شديد..!! * عكس البشر يعني..؟! - بالتأكيد، فهم على درجة من الرقي في أى شيء..!! * في مناسباتهم ماذا تأكل..؟! - أكلنا العادي، بل إنني أخدم باكرام والجن (يقيف على حيلو، عشان يخدمني).. أكل البشر أشكال وألوان أجده أمامي، فالجن الكرم عنده من الأشياء المهمة جداً، (وما في جن بخيل)..!! * يعنى بحساب الزمن المناسبة تستغرق كم من الزمن..؟! - أنا أصلاً عندما أكون معهم لا أحس بالزمن مطلقاً، لأنني أكون في عالم أنا (أحبه جداً).. لكن غالباً ما أعود بعد يوم أو يومين أو ثلاثة على حسب المناسبة ونوعيتها..!! * كيف نوعية المناسبة..؟! - مناسبة مثل تنصيب ملك جديد تستغرق زمناً طويلاً لأنه تسبقها طقوس وإحتفالات صغيرة ولابد أن يشهدها أصحاب المقامات هنا وهناك..؟! - ماذا تعني بكلمة هنا وهناك..؟! - هنا في عالم الجن نفسه، وهناك من عالم البشر فمن الضرورة حضور أصحاب المقامات الذين يسخرون الجن فهم جزء أصيل من هذا العالم وما يحدث فيه يهمهم بأي شكل من الأشكال..!! * هل حدث وغبت عن مناسبة من مناسباتهم..؟! - لا.. فأنا دائم الحضور معهم، وهم دائمين في الحضور معي..!! * لو قلت عايز أمشي معاك مناسبة جن..؟! - لكن، بتقدر على الكلام ده..!! * ولو أصررت على ذلك..؟! - لشوقك والباقي عليك..!! * هل في العرس الجن (عندو مهر)..؟! - ليس بالمعني المعروف عندنا، وإنما هو إتفاق بين اثنين على شيء معين يجب الإيفاء به وهو ملزم للطرفين..!! * من يعطي شرعية الأعراس..؟! - ملك الجن أو من ينوب عنه..!! * هل كل أعراس الجن في العلن..؟! - الجن مجتمع صريح وصادق، وليس عندهم الأفعال التي تكون في الظلام..!! * هل الجن كثير الولادة..؟! - بصورة لا يتخيلها عقل إنسان، فهم كثرة كثرة لا تكاد تحصي، وبالإضافة إنهم معمرون تضيق بهم المساحات التي يسكننوها مهما كبرت وزدادت المساحة فيها..!! * هل الجن يجب المظاهر لذلك يكون مترفاً في إحتفالاته ومناسباته..؟! - المجتمع والطبع العام طبع ترف، بمعنى أن الترف أصبح سلوكاً عاماً كأنه شيء متفق عليه في ما بينهم، والجن (تعجبو نفسو وحاجتو).. لذلك تراه يتبع طريق الترف فيها كثيراً..!! * وأنت عندما تكون معهم هل تقارن بينهم وبيننا كبشر..؟! - أنا دائم المقارنة بين الجن والبشر وأحدث نفسي لماذا لا يستفيد البشر من الجن فهو عالم منظم ودقيق وفيه مفكرون ويعرفون حتى الإستراتيجية وما عندهم أمر يتم على طريقة (دفن الليل أب كراعاً برة).. كل أمر متقن، وكل فرد يقوم بواجبه بكفاءة عالية، ولو أنك شهدت مناسبة من مناسباتهم لاكتشفت ذلك بنفسك، مناسبة كاملة فيها ما فيها من أعداد الحاضرين بشراً وجناً ولا تحدث فيها (ولا غلطة واحدة).. وتنظر لكل شيء تراه على أكمل وجه..!! * هل هنالك شعوب استفادت من نظام الجن..؟! - كثيرون أستفادوا من ذلك النظام وطبقوه في حياتهم، فاليهود مثلاً الجن واحد من أدوات الإستراتيجية عندهم بلا منازع في كل أوجه حياتهم سياسة واقتصاد واجتماع وثقافة وكل شيء، ففي كل حاجة يهودية الجن (عندو طرف فيها).. وهم يعلمون ذلك تمام العلم، وكل ذلك بفعل أحبارهم الذين يسخرونه لهم تسخيراً كاملاً ليس فيه شك..!! *هل تقابل بشر في مناسبات الجن التي تحضرها..؟! - نعم.. وأعرفهم واحداً واحداً..!! * وهل يناديك الجن في عالمهم باسمك المعروف، أم لك اسم أخر عندهم..؟! - ينادونني بنفس اسمي..!! |
شعر الجن؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : مساكم الله بالخــير. هاذولا شباب طالعين للبر بحدى الشعبان ومبسوطين وماعندهم خلاف ولا جاء الليل سواليفهم كله عن الجن والشباب مسوين انفسهم مايخافون المهم جلسوا لهم عشرين يوم حب واحد من اخوياهم انه يهبل فيهم راح للديره وقال منيب راجع وبعد ثلاث ايام جاهم العصر وهم ماهم فيه لانه يدري انهم يروحون يتمشون ولا يرجعون الا بعد المغرب المهم دخل خيمتهم واخذله فحم وكتب على الرواق من داخل ابيات شعريه على انها من اشعار الجن لا ومخلي الخط كنه خط جن الواو مقلوبه والخط مايل وبعضها كبار وبعضها صغار وكتب:- ياللي بالخيمه وراء مــــاتشدون ... حنا تحتكم ويش لزوم الاذيـــــــه الله يقاصركم وبحسنه تجــوزون.....أمة محمد ماتحب الخطيـــــــــــه اطنابكم توذي على اللي يـمرون.... سدت مداخيل السلم والنصــــــيه وجيرانكم فيهم عويد يصلــــــون.... قحيفان وجليعان راعي الغبيــــه ودريم وثليبان وسليم وعنـــــون....وشيوخ عوصا واثلة الطالعـــــيه هاذي مجالسنا على خلقة الكون.... الرايغه والســاكني والثـــنيــــــه جدانكم الا وازنوهن يسمـــــــون ....والاسم من ســــــــــــــنة نبــــيه الجماعة ماصدقوا تركوا الخيمه ورجليه على بيوتهم بلا كشتات بلا سعة صدر |
http://www.alkethran.org/uploads/a1c49cbbba.jpg
حين " يتعمد آلآخرين " فهمك بطريقة خآطئه لآترهق نفسك بآلتبرير ! فقط ..[ آدر ظهرك وآستمتع بآلحيآة ] .. ’’ |
شعر وشعراء الجن
للجن حوار مع الإنس، وكلام يوجد منثوراً، كما يوجد منظوماً في شعر ينسب إلى الشعراء الجاهليين. ويروي الأخباريون شعراً ينسبونه إلى جذع بن سنان، ورد فيه وصف ملاقاته للجن ومحاوراته معهم، ودعوته لهم إلى الطعام وامتناعها عن الأكل. كما رووا شعراً لغيره يصف لقاءً بين الجن وبين أصحاب هذا الشعر. وللبشر ثمانية عشر جنساً من الموزون ( تسمى بحور الشعر )، قلَّ أن يأتي الشعراء بها جميعا بنظمهم ومن اتا بها سمي فحل ، أمّا الجن فزعم بعضهم أن لهم آلاف الأوزان ما سمع بها الإنس. وسمع من شعرهم الخير يبقى وإن طال الزمان به::::والشر أخبث ما أوعيت من زاد عزف الجن ذكر أهل الأخبار أن الجاهليين كانوا يرون أن الجن تعزف في المفاوز بالليل. والعزف والعزيف صوت الجن، وهو جرس يسمع بالمفاوز. وهو صوت يسمع بالليل كالطبل. وروي عن ( ابن عباس ) قوله: " كانت الجن تعزف بالليل كله بين الصفا والمروة وقد اشتهر موضع ( العزاف )، وهو موضع يسمع به عزيف الجن. وقد ادعى أناس من الجاهليين أنهم كانوا يرون الغيلان والجن، ويسمعون عزيف الجان، أي صوت الجن. وقد أكثر الأعراب في ذلك، وأغربوا في قصص الجان، من ظهور الأشباح لهم في تجوالهم بالفيافي المقفرة الخالية، فتصوروه جناً وغولاً ووجدوا في أهل الحضر، ولا سيما في الإسلام، من ميل إلى سماع قصص الجان والغول. وقالوا: إنهم ربما نزلوا بجمع كثير، ورأوا خياماً، وقباباً، وناساً، ثم إذا بهم يفقدونهم من ساعتهم، وذلك لأنهم من الجن. يقول امرؤ القيس متفاخراً: أنا الشاعر الموهوب حولي توابعي ::::من الجن تروي ما أقول وتعزف ويقول جرير أيضاً: وإني ليلقي على الشعر مكتهل::::من الشياطين إبليس الأباليسِ أضف إلى ذلك أن بعض الشعراء مثل الأعشى والفرزدق وغيرهما- قد حكواعن تجاربهم مع الجن، فالفرزدق على سبيل المثال يزعم أن قصيدته الفائية التي يقول في مطلعها: «عزفت بأعشاش وما كدت تعزف» كانت من إيحاء الجن، ويحكي قصة هذه القصيدة قائلاً: «أتيت منزلي، فأقبلت أصعد وأصوب في كل فن من الشعر، فكأني مفحم، لم أقل شعراً قط، حتى إذا نادى المنادي بالفجر، رحلت ناقتي ثم أخذت بزمامها، فقدت بها حتى أتيت ذباباً (وهو جبل بالمدينة) ثم ناديت بأعلى صوتي: أجيبوا أخاكم أبا لبينا، فجاش صدري كما يجيش المرجل، فعلقت ناقتي وتوسدت ذراعها، فما قمت حتى قلت مائة وثلاثة عشر بيتاً». والمطلع على ساحة الشعر الشعبي لايعدم وجود مثل ذلك قديماً وحديثاً وقد حدث الشاعر الكبير زبن بن عمير - رحمه الله عن ظروف ولادة قصيدته التي مطلعها: «المرقب اللي صاحبي قد رقابه» بحديث يصفه الشيخ عبدالله بن خميس بأنه (أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع)، يقول زبن: «كنت مسافراً من القصيم أريد حفرالباطن ، ولما جاوزت الأجردي وألممت بأم العشر من أعلى وادي الباطن وكنت أنمنم ببناء هذه القصيدة، وتحتي رحول ماجن وبطيئة السير وكنت ألحها بالعصا وبرجلي ولاتتأثر، ولما ألممت بهذا المكان أصابها جفال وجنون فأخذت تخبط الأرض خبطاً فعلمت أنهم الجن سلطوا عليها، ولما لم أجد فيها الرفق أخذت بندقي فأطلقت خلف الناقة وبعدها هدأت، وإذا بي أسمع صوتاً رقيقاً دقيقاً مترنماً يغني بقصيدتي التي أبنيها وهي هذه: المرقب اللي صاحبي قد رقابه ::::حق على إليا وطيته لعديه والله لعدي فيه واروح ترابه ::::من حشمة اللي عقبي العام راقيه وهكذا ظل هذا الصوت يجاريني ويغني بقصيدتي هذه مدة من الزمن وأضاف قائلاً: فلقد حدثت هذه الحادثة مع شخص اعرفه جيداً حيث قال بينما انا جالس اذا تخطفني النعاس فنمت كالصريع بينما انا كذلك سمعت صوتاً ينادي ويقول يافلان (احتفظ باسمه) ستعلم اي حيٍ كان فينا ::::اذا ماحل بينكموا عيينا فإنَّا من بني سالم وإنًا::::من الجن فاصطبر ان ما اتينا فرد عليهم وقال علمتم ان نور الله فينا::::فكفوا عننا او ما عفينا حللتم يابني سالم فاهلاً::::حللتم هيَّناً او غازيينا وكان العرب يعتقدون أن الشعر من وحي الجن ... لاسيما الغريب منه والمتداخل والبديع ... وينسبون للجن البيت المشهور الذي لايدرى من قائله ، وسمع من بعيد بصوت مرتفع : وقبر حرب في مكان قفـرٍ::::وليس قرب قبر حرب قبرُ وحرب هذا هو والد ابو سفيان رضي الله عنه وجد معاوية رضي الله عنه فمعاوية بن صخر بن حرب وقد قتل في مكان قفر ولا يعلم من قاتله هكذا جاء ولذلك اتهموا المصطفى صلى الله عليه وسلم بالشعر والجِنة عندما أتاهم بالقرآن البديع ... فقال تعالى ( وماهو بقول شيطان رجيم ) ( وما تنزلت به الشياطين ) ويزعمون أن الشاعر يملي عليه شيطانه لاسيما في الهجاء والشر والمجون ... ولذلك كانوا يفضلون شعر حسان قبل الاسلام على مابعد الاسلام ... من حيث الجزالة والقوة .. وفي هذا نظر .. ويسمون جن الشعر الهاتف ... وكان لامرئ القيس كما يقال هاتف مشهور اسمه لافظ بن لاحظ .. وللأعشى ( صناجة العرب ) هاتف .. وله قصة معروفة معه .. ولذلك يعتقدون أن الشاعر حين يفكر في بناء قصيدته يأتيه الهاتف فيعينه .. وليس هذا لزاماً دائماً .. فقد لايعينه .. ولكن يعتقدون أنه إن أعانه كان الشعر أجزل وأبدع .. لإبداع الجن .. وإحكام صنعتهم ... ولذلك كلما خلا الانسان بعيداً عن البنيان تواردت عليه الافكار والاشعار ... وللجن ديوان مطبوع في الاسواق .. جُمع فيه أشهر مانسب للجن من أبيات ... في مايقارب تسعين صفحة .. كف كبا كف مهلب مهلب الكف كب.مهياك يا صين يا صين اللصيص اللصب على النهي والهجيرة والمضابي وشب ::: يا حيد منته كناني ماطر الصيف صب يا مندر السمن من عضمان لحم الجلب . فرد عليه الشاعر الثاني : كرعي كرع في ركع ماله شرع يندخل:::صبحية السيل من في الليل رعده يشل ووحلت بين المقاسم ما دريت أين شل ::::ما بين حدبا وقادم والسنام الفشل أصفر معصفر عسل صبه ضبي لحم بل . وهناك من يدعى ان القصيدة الجميلة تنسب للجن أيضا قد قالوها نيابة عن ابن زريق البغدادي والله اعلم لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذل يولعه ::::قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ اللهم احفظنا من الجن |
ستعلم اي حيٍ كان فينا ::::اذا ماحل بينكموا عيينا فإنَّا من بني سالم وإنًا::::من الجن فاصطبر ان ما اتينا شكروتقديرى لكل من مر من هنل |
مداخلة تنموية
التفكير المتواصل في شيء ما يجعل الدماغ وما فيه من خلايا نشط حيث تجد أن الفكرة تحوم في العقل باستمرار مما يؤدي إلى الإبداع في الشيء طبعا هنا التخصص يحكم من ناحية التفكير المشتت ليس له نتاج ومن خلال التفكير المتواصل إضافة إلى التخصص يأتي الإبداع فالشعراء متخصصون في الشعر ولذلك تجد التفكير متعلق بالبحث عن الكلمات الإبداعية وربطها في سياق إبداعي فتأتي الجملة أو بيت القصيد إبداعيا سواء كان في الهجو أو المدح أو المجون فهذا يعود على حسب ما يتعلق به الشاعر والمحبب له بارك الله فيك وسدد الله خطاك أخي درار والمعذرة على الإطالة فأردت الفائدة فقط فصول وجول يا رعاك الله |
طبعا قضية الشعر والشعراء وقرنائهم من الجنة من الأمور المشكوك في نسبتها ، وكان الشعراء يتبعون هذا الإدعاء من أجل كسب السمعة الطيبة لهم والتي كانت تدرّ عليهم الأموال من مثل الأعشى وغيره ، فلذلك تراهم يبحثون دوما عن مايدعم أسلوبهم البليغ في كتاباتهم لعلاقة ما مع الجنّ مباشرة ، مما يحدو الملوك والأمراء أن يستنطقونهم الشعر فيعطونهم أكثر .وهذا الرأي قال به إما الجاحظ وإما الأصمعي لم أعد أذكر الآن .
جزاك الله خيرا أخي درار على هذا الجهد الطيب |
يقال : من أراد أن يكون ابنه شاعراً فلينيمه في كهفٍ وليقدم للجن ذبحٍ فإذا سلم الطفل وعاش أصبح شاعرًا كبيرًا
وطبعًا هذا العمل إشراكٌ بالله فنستغفر الله من جهل الجاهلين ولكن الغريب أنه فعلًا يصبح الطفل شاعر وهذا مشهود . فلعل للجن دخلٌ في ذلك والله أعلم . |
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته http://tbn0.google.com/images?q=tbn:...om/dark/ff.jpg أحببت أن أورد هذه القصة العجيبة عن أدب الجن وشعرهم أيضاً في الحياة التي نعيشها وحدثت في العهد الجاهلي مع شاعر العرب عبيد بن الأبرص : بن عوف بن جشم الأسدي من مضر أبو زياد شاعر من دهاه الجاهليه وحكمائها و هبيد بن الصلادم أحد شعراء الجن ويقال أنه من أحد ملوكهم أيضاً والقصة ترود مع تقابل عبيد بن الأبرص وهبيد بن الصلادم وأليكم القصة ... قال القاضي يحيي بن أكثم : دخلت على هارون الرشيد وهو في مجلسه وكان المجلس خاوي من وزارئه وليس به أحد وهو مطرق مفكر فقلت له : السلام على أمير المؤمين ورحمه الله وبركاته فرفع رأسه وقال لي وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته يا أبا محمد أتقرب هنا وجلست في المكان الذي أشر عليه وأخذت الوزراء في الدخول عليه وهو جالس على كرسيه يدر عليهم السلام وبعد دخول جموع من حاشيته قال لي الرشيد : أتعرف قائل هذا البيت يا أبا محمد الخيرُ أبقي وإن طال الزمان بهِ - والشرُ أخبثُ ما أوعيتَ من زادِ يحيي : يا أمير المؤمنين إن لهذا البيت شأناً مع عبيد بن الأبرص الرشيد : حدثني عنه يا أبا محمد يحيي : يا أمسر المؤمنين حدثَ عبيد قال : كنت في بعض السنين حاجاً فلما توسطت الباردية في يوم شديد الحر سمعت ضجة عظيمة في القافلة ألحقت أولها بآخرها http://tbn0.google.com/images?q=tbn:...0/52740033.jpg فسألت عن القصة ( فقال رجل من القوم ) الرجل : تقدم تر ما بالناس ( فتقدم عبيد إلي أول القافلة فأذا بشجاع أسود فاغر فاه كالجذع وهو يخور كما يخور الثور ويرغو كرغاء البيعر فهاله أمره وبقي لا يهتدي ألي ما تصنع فعدلت الفاقلة عن طريقة ألي ناحية أخري فعارضهم ثانية ولم يجسر أحد من القوم أن يقربهُ) فقال عبيد : أفدي هذا العالم بنفسي وأتقرب إلي الله بخلاص هذه القافلة منه ... فأخذ عبيد يا أمير المؤمنين قربة من الماء فتقلدها وسل سيفه فلما رآه قرب منه سكن وبقي عبيد بن الأبرص متوقعاً منه وثبة يبتلعه فيها .. فلما رأي القربة فتح فاه فجعل فم القربة في فيه وصب الماء كما يصب في الإناء فلما فرغت القربة تسيب في الرمل ومضى فتعجب من تعرضه لهم وانصرافه عنهم من غير سوء لحقهم ومضوا لحجهم ... ثم عاد في طريقهم ذلك وحطوا في منزلهم ذلك في ليله مظلمة مدلهمة فأخذ عبيد شيئاً من الماء وعذل إلي ناحية عن الطريق فأخذت عينه فنام فلما استيقظ من النوم لم يجد للقافلة حساً وقد ارتحلوا وبقي منفرداً لم يري أحداً ولم يهتدي إلي ما يفعله وأخذته الحيرة وجعله يضطرب وإذا بصوت هاتف يسمع صوته ولا يري شخصه يقول له يا أمير المؤمنين يا أيها الشخصُ المُضلُ مركبهُ - ما عندهُ من ذي رشادٍ يصحبهُ دونكَ هذا البكرُ منا تركبهُ - وبكركَ الميمون حقاً تحنبـــهُ حتى إذا ما الليلُ زال غيهبهُ - عند الصباحِ في الفَلاَ تسيبـهُ ثم نظر يا أمير المؤمنين عبيد فأذا ببكرٍ قائم عنده وبكره ألي جانبه فأنساخه وركبه وتجنب بكره فلما سار ولا حت له القافلة وأنفجر الفجر ووقف البكر الذي عليه عبيد فعلم أنه قد حان نزوله وتحول إلي بكره ثم قال عبيد بن الأبرص يا أمير المؤمنين : يا أيها البكرُ قد أنجيتَ من كربٍ - ومن همومٍ تضل المدلجُ الهــــــــادي ألا فخبرني بالله خالِقــــــــــنا - من ذَا الذي جَادَ بالمعروفي في الوادي ورجع حميداً فقد بلغتنا مننــــاً - بوركتَ من ذِي سَنَامٍ رائحٍ غَـــــادي ثم سمع هاتف عبيد يسمع صورته وري شخصه يا أمير المؤمنين وهو يقول لعبيد بن الأبرص أنا الشُجاعُ الذي ألفيتني رمضاً - والله يكسفُ ضُر الحَائر الصـــــادِي فجدتَ بالماءِ لما ضَنَ حَـــــاملهُ - نِصفَ النَهَارِ عَلىَ الرمضَاءِ الوقي الخَيرُ أبقَي و إن طَالَ الزمانُ بهِ - والشرُ أخبتُ مَا أوعيتَ مــن زادِ هذَا جَزاوك مِنا لاَ يُمَنُ بِـــــهِ - لَكَ الجَميلُ عَلَيَنا إنكَ البَــادِي وهذا هوه خبر البيت يا أمير المؤمنين مع عبيد بن الأبرص مع لقائه بهبيد بن الصلادم أحد شعراء الجن ... فتجعب هارون الرشيد من قوله .. وأمر بالقصة والأبيات فكُتبت وسكت قليلا ثم قال لمن في مجلسه الرشيد : لا يضيع المعروف أين وُضع ... وهذه هي قصة من إحدى القصص الغربية التي في الأدب العربي بين شاعر العرب عبيد بن الأبرص وهبيد الصلادم أحد شعراء الجن ويقال أن عبيد بن الأبرص لم يقول الشعر في حياته وأنه نام في أحدي الليالي ثم قام من نومه على رؤيا رئها في نومه وبعدها أصبح من أعظم شعراء العرب في الجاهليه ويقال أن لشعراء العرب أعلام من شعراء الجن يثرفون الشعر على ألسنتهم وعبيد بن الأبرص واحد منهم هؤلاء الشعراء السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل وصل الى اسماعنا شي من شعر الجن في العصور المتأخره وكيف كانت وسيله نقلها ....؟؟ نقلت بتصرف |
<H1 class=titre>التلقي والقوى الغيبية في الشعر العربي ٢٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨بقلم محمد بنلحسن http://diwanalarab.com/rien.gifhttp://diwanalarab.com/rien.gifhttp://diwanalarab.com/rien.gif اهتمت العرب بالتلقي، وأوجدت له في نقدها مرتبة مرموقة شأنها في ذلك شأن من تقدمها من الأمم العريقة التي بصمت تاريخ الأدب ونقده. وإذا تصفحنا ما تركه الأسلاف من تراث في هذا المجال، لوجدنا مادة غزيرة تند عن الحصر، وقد تنوع الاحتفال بالمتلقي وأشكال التلقي بحسب بيئات النقاد ومرجعياتهم. لقد "اعتنى النقد العربي القديم بالمتلقي سامعا وقارئا، وبلغت العناية أوجها في عصور ازدهار النقد.. وبلغت هذه العناية حدا يدفعنا إلى القول إن النقد العربي وضع المتلقي في منزلة مهمة من منازل الأدب وقصده بخطابه قصدا وحث الشعراء على أن يكون شعرهم متوجها إليه" [1]. والمتأمل في هذا الاعتناء الكبير بالمتلقي في سائر أحوال تلقيه، يلمس إيمان العرب بالتلقي مذهبا ومنطقا لتقويمهم النصوص وتصنيفها من حيث الجودة وحيازة السبق. من هنا "يعسر اعتبار العلاقة المنعقدة بين القارئ والنص في التراث النقدي قائمة على الصدفة أو على هوى مبدع وميله، وإنما هي في الوجه العميق منها تعاقد بين الأطراف المضطلعة بوظيفة التخاطب الأدبي لا يخلو من نوايا مبيتة" [2]. إن المتلقي حاضر باستمرار داخل كل كتابة إبداعية ولا يمكن إطلاقا طرده خارج أسوارها شئنا أم أبينا. هذا المنظور هو جزء من مصير النص الإبداعي. وإذا كان الشعراء العرب والنقاد من حولهم، كلهم محتفلين بما يقال، متسائلين كيف قيل ولماذا قيل؟ أفلا يكون سلوكهم هذا سباحة في فلك التلقي ومعانقة لشروطه وأحواله؟ إن الجواب بالإيجاب طبعا، والعودة إلى ثنايا شعرنا العربي ونقده، تغنينا عن التخبط في كثرة الاستفهام الذي يمكن أن يصبح ارتيابا. وقد تنبه الدارسون لهذه المسألة، ونبهوا على وجوب ترك تأكيد نزوع نقدنا العربي نحو التلقي، لأن ذلك من حكم المسلمات التي لا تحتاج إلى إثبات، يقول أحد الباحثين "وعلينا أن نتجنب أن يكون هدفنا إثبات أن الشعرية العربية عرفت وعيا بالتلقي وبوجوده سيكون ذلك من تحصيل الحاصل، ما دام التلقي من مستلزمات العملية الإبداعية فالتلقي ضارب بجذوره في الأدب العربي" [3]. وقد يظن السامع لحديثنا عن التلقي عند النقاد القدامى، لهاثا وتهافتا، يروم تقليد الدراسـات الحديثة، ويركب موجة التلقي التي أصبحت تصدح بها الأقلام في أيامنا هذه نتيجة التأثر والمثاقفة والسعي الحثيث للحاق بخطاب الغرب في مجال الدراسات النقدية، ومواكبة مستجدات الساحة، والحقيقة أن اقتحام أستاذ باحث،مبرز في اللغة العربية،مكناس، المغرب. مجال التلقي عند القدماء، يهتك القناع عن وعيهم بالتلقي، وإن كان لا يخفي بعض التأثر بما يروج بين الباحثين من موضوعات حديثة، ليس لهاثا لأجل الاتباع والتقليد والزعم، وإنما اقتناعا ويقينا بإسهام نقادنا العرب القدامى في هذا المجال وهذا ما سارع لتأكيده الدكتور محمد المبارك في مقدمة مؤلفه، استقبال النص عند العرب، حيث يقول: "وما كان اختيارنا لموضوع القراءة والتلقي في النقد العربي استجابة ورد فعل، أو حديث حادث.. لأن مشكلة التلقي توجد حيثما يوجد الأدب، فمن الصعب تصور انصراف الدراسات النقدية العربية عن مفهوم مهم مثل التلقي" [4]. الآن بعدما مهدنا لموضوع التلقي عند العرب ببسط هذه المسلمات المتفق بشأنها، لابد من تفصيل ما جاء مجملا في كلامنا من أحكام، ذلك بأن الإقرار بحضور التلقي في درسنا النقدي العربي، وتمتع المتلقي بتلك المنزلة الخاصة يدفعان الباحث إلى كشف تجليات هذا التلقي وهتك القناع عن صيغ حضور المتلقي. 1-التلقي والقوى الغيبية. أول جسر يأخذنا إلى التلقي لدى العرب، هو مفهوم الإبداع لديهم، ذلك أن العرب أدركت من خلال رؤيتها لطرق الإبداع ومصادره معنى من معاني التلقي. يقول أحد الباحثين معرفا مفهوم الإلقاء عند العرب: "يضعنا المفهوم الأولي للإبداع الفني في قلب ما يسمى بنظرية الإلهام" [5]. فما الإلهام؟ يزيد صاحب النص السالف الأمر وضوحا بقوله: لعلنا نذكر أن مصطلح الإلهام كان يرادف مصطلح الإلقاء عند العرب. القوى الغيبية تلقي بالشعر إلى الفنان، وهي تلهمه الشعر كذلك، إنهما تعبيران لفكرة واحدة" [6]. إذا الإلهام مرادف للإلقاء عند العرب، والشاعر يتلقى الشعر من القوى الغيبية وتلهمه به. وإذا شئنا مزيدا من التوسع، اتجهنا صوب المعنى اللغوي للإلهام لنكشف صلاته بالإلقاء والتلقي. أتى في اللسان "وألهمه الله خيرا: لقنه إياه، واستلهمه إياه:سأله أن يلهمه إياه. والإلهام: ما يلقى في الروع. الإلهام أن يلقي الله في النفس أمرا يبعثه على الفعل أو الترك وهو نوع من الوحي" [7]. فالإلهام على نحو ما جاء في اللغة إذا هو نوع من الإلقاء إما في النفس أو الروع على حد تعبير ابن منظور. لكـن من الذي كان يقـوم بإلقاء الشعـر إلى الشعـراء؟ لقد ظل مصدر الشعر قضية مبهمة غير واضحة بسبب اختلاف الناس في من يمد المبدعين ومن يلهمهم، وهكذا اختلفت التفسيرات بحسب المرجعيات الفلسفية والأدبية. لقد "بقي الغموض يكتنف إبداع الفنان وشخصيته مدة طويلة، وصار الفلاسفة والنقاد القدامى أمام هذا الغموض وعللوه تعليلات شـتى… وربطه قدماء الـعرب بالشيطان وبوادي عبقر وأن لكل شاعر شيطان" [8]. إن القول بالإلهام في الشعر يقتضي وجود ملهم يمد الشعراء بالقول الذي يلقيه عليهم. وهذه المسألة ثابتة عند العرب، أفرد لها أبو زيد القرشي في جمهرته بابا حيث نسب الشعر إلى الشياطين والجن التي تلقيه على الشعراء. وفي رواية أن رجلا التقى جانا هو هبيد ولم يكن يعرفه أول الأمر فسأله الرجل "أتروي من أشعار العرب شيئا؟ قال: نعم أروي وأقول قولا فائقا مبرزا. قلت: فأسمعني من قولك ما أحببت، فأنشأ يقول: [9] طاف الخيـال علينا ليلـة الوادي مـن آل سلـمى ولم يلملـم بميعاد أنى اهتديـت لركب طـال ليلهم في سبسـب ذات دكـداك وأعقـاد" نلاحظ من خلال هذه الرواية أن الجن كانت تجمع إلى جانب الرواية قول الشعر، وليس أي شعر، بل الفائق منه الذي يأتي على لسان الشعراء المبرزين. فالشعر أعلاه لعبيد بن الأبرص، يقول الرجل المذكور في الرواية السالفة بعد سماعه البيتين "لهذا الشعر أشهر في معد بن عدنان من الفرس الأبلق في الدهم العراب، هذا لعبيد بن الأبرص الأسدي، قال: ومن عبيد لولا هبيد؟ فقلت: ومن هبيد؟ فأنشأ يقول: [10] أنا ابن الصلادم أدعى الهـبيـد حبـوت القـوافـي قـرمي أسـدويختتم هذا الحوار بين الجني والإنسي بعرض الأول على الثاني عسا من لبن ظباء، يقول الرجل "فكرهته لزهومته فقلت إليك، فأخذه ثم قال امض… فصاح من خلفي: أما إنك لو كرعت في العس لأصبحت أشعر في قومك" [11]. تكشف لنا هذا الرواية، على الرغم مما قد يعتريها من بعد أسطوري، أن مصدر الإبداع، قوى غيبية وهي الجن والشياطين، كما تبرز لنا أن هذه القوى لا تملك غير الشعر الجيد، فحتى لبنها الذي هو في الأصل لبن ظباء يحتوي طاقة خلاقة من الإبداع جعلت ذلك الرجل يشعر بالندم لامتناعه عن شرب اللبن، وأنشأ يقول أسفا: [12] أسفت على عـس الهبيد وشـربه لقــدم حرمتنـيه صـروف المقـادر ولو أننـي إذ ذاك كنـت شربتـه لأضحيت في قومي لهم خيـر شـاعر ويثير انتباه القارئ المتلقي، ربط الجني بيـن الشراب والشعر، و "هذه التتمة لا يتيسر لنا أن نحسن فهمها ما لم نتذكر مصطلح الإلقاء.. الشعـر يلقي في الفهم لكـن ما يلـقى هنا ليـس الشعر، إنه لبن زهم" [13]. وقد حـرص الشعراء على الإشارة لعملية الإلقاء والتلقي، هذه التي يتم بينهم وبين الجن، يقول الأعشى: [14] فما كنـت ذا شعر ولكن حسبتني إذا مسحـل يسدي لي القـول أنطق شريكان فيما بيننـا مـن هوادة صفـيـان: إنسـي وجن موفـق يقول الباحث مجدي أحمد توفيق تعليقا على قول الأعشى: "ها هو مفهوم الإلقاء في ظهوره الأول الشاعر خالص لصاحبه الجني مسحل الجني هو الذي يقول ويسدي القول للشاعر" [15] استنادا على هذه الروايات، نخلص إلى أن العرب كانت تعتقد في هذه القوى الغيبية، وتنسب إليها الشعر الجيد. إن إلهام الجن للشعراء وكذلك الشياطين، حيث كان يقال إن لكل شاعر شيطانه أيضا، يفضي إليه بالقول، لم تكن فكرة يؤمن بها بعض الناس في الجاهلية فحسب، بل تحكي لنا المصادر، أنها كانت مسلمة لا ينازع فيها أحد، وقد امتد الاعتقاد بها حتى بعد العصر الجاهلي، جاء في الموشح عن "ابن منذر، قال : أنشد رجلا الفرزدق شعرا له، قال كيف تراه؟ قال: أرى أن ترده على شيطانك لا يمتن به عليك" [16]. وجاء في الموشح عن الأصمعي "قال : عرض رجل على أبيه شعرا، فقال له: يا بني، ما بقي أحد إلا وقد عرض عليه الشيطان هذا الشعر فما قبله أحد غيرك" [17]. هذه أمثلة مختصرة، ولو رجعنا إلى تراثنا العربي، لوجدناه غاصا بالقصص والروايات التي تحكي صلات الجن بالإنس، وبالشعراء خاصة. وقد ارتأينا بسطها لبيان مصدر الشعر كما اعتقدته العرب، ثم لنقف عند أول محطة للتلقي عندهم. ومن الخلاصات المهمة التي نصل إليها بعد هذا الحديث: إن الجن تشارك في عمليـة التلقي بواسطة ما تقوم به من إلقاء، إنها المرسل والشعراء هم المستقبلون عن هذه القوى الخفية، ثم بعد ذلك يقوم الشعراء بتوصيل شعرهم لعموم المتلقين. والسامع المتلقي ينظر للشعر بعين الإعجاب والتقدير الكبير، لأنه يعتقد أنه من وحي تلك القوى الخارقة. نستنتج مما سبق، أن رحلة الشعر تبدأ من الجن لتصل في نهاية المطاف إلى الجن، بمعنى أن هناك نقطة انطلاق ووصول واحدة. هذا الارتباط بين الشعر والجن أكسبه خصوصية وتميزا، لا سيما و "عالم الجن والشياطين اختلط في الجزيرة العربية بالخير والشر. وأصبح عالم الجن والشياطين عالما متداخلا يعيش في واقع حياة العربي معيشة تامة. وكانت للجن قداستها في حياة العرب" [18]. ونحسب أن مبادرة الشعراء الفحول إلى الكشف عن أصحابهم من الجن في أشعارهم مظهر لهذه القداسة، يقول حسان بن ثابت: [19] ولي صاحب مـن بني الشيصبان فطـورا أقـول وطـورا هـوه وهذا جرير يقول أيضا: [20] إني ليلقـى علي الشعـر مكتهـل مـن الشياطيـن إبليس الأباليس ويعلق الثعالبي في ثمار القلوب على قول جرير هذا بقوله: "كانت الشعراء تزعم أن الشياطين تلقي على أفواهها الشعر، وتلقنها إياه، وتعينها عليه، وتدعي أن لكل فحل منهم شيطانا يقول الشعر على لسانه، فمن كان شيطانه أمرد كان شعره أجود" [21]. إذا كانت رواية الجمهرة السالف ذكرها، تربط بين شراب لبن الجن والشاعرية استنادا لقول الجني: "أما إنك لو كرعت في العس لأصبحت أشعر في قومك"، فإن هذه القولة للثعالبي تربط بين جودة الشعر، وصنف معين من الجن، وهو الأمرد من هنا نستخلص أن رؤية العرب للجن، ونفوذها على الشعراء، لم تكن تشمل الجن كلهم، ولا الشعراء جميعهم، إن العرب كانت تميز بين الجن وكذلك بين الشعراء، وهذا مظهر من الوعي باختلاف مقامات التلقي انطلاقا من تباين مقالات المبدعين. إن كل قصيدة جيدة تكشف عن نمط القوى الغيبية التي وراءها، وكلما كانت القصيدة آية من التعبير أوحت للمتلقين بعظم مصدرها. إن إحساس المتلقي العربي بجمال القصيدة وانتباهه إلى تباين الأثر الناجم عن سماعه الشعر، كل ذلك جعله يفصل بين الشعراء ويقيم فرقا بين أنواع الجن بقدر ما يفجرونه في الشاعر من طاقات الإبداع. لكن السؤال الذي يطرح نفسه ههنا، لماذا عزت العرب الشعر إلى الشياطين؟ يجيبنا الدكتور محمد العمري بقوله: "لقد كان الشعر غريبا في مواتاته وتمنعه، كما هو غريب في أثره الذي لم يجدوا له تفسيرا" [22]. تبدو الأسباب هنا نفسية بالأساس، إن القول بأثر القوى الغيبية في الشعراء من خلال إلهامها لهم، تعبير من عموم المتلقين، عما كانوا يجدونه في أنفسهم من انبهار أمام هذا الكلام الذي يتلى على مسامعهم، انبهار وإن كان يكشف لهم من جهة بعض جوانب الجمال الشعري، فإنه يكشف بالمقابل مظاهر عجزهم عن مضاهاة الشعراء الفحول، أو حتى القدرة على الرد عليهم. ويربط الدكتور محمد العمري بين فكرة القول بالقوى الغيبية ممثلة في الجن وغرض الهجاء، في قوله: "وربمـا قوى بعض الشعراء الهجائيين هذا الميل إلى ربط الشعر بعالم الجن والشياطين باتخاذهم مجموعة من المظاهر والطقوس الغريبة التي ينتظر منها إحداث أثر في الخصم في مجالات الهجاء" [23]. يبدو من خلال النص، أن المتلقي يأتي في المقام الأول عند العرب لحظة ربطهم بين الجن والشعر. فالشاعر مقصده هو إحداث الأثر في المتلقي، من هنا يكون المهجو أكثر انفعالا للهجاء المقذع الذي يظن أن وراءه ذلك النمط من الجن الذي قيل عنه إنه أمرد كما أتى في تعليق الثعالبي. لكن، هل الجن والشياطين حقيقية عاشها العرب في الواقع، أو كانت مجرد فكرة تقبع في الخيال؟ إنها أقرب إلى الأسطورة من الحقيقة فهي تندرج ضمن التناول الخرافي حسب الباحث توفيق الزبيدي. ينطلق هذا الباحث من مرحلة الإبداع التي يرى أن العرب وقفت أمامها مندهشة، ذلك بأنها تبدأ بمعاناة يجدها المبدع في صوغ القصيدة، إن "حالة المعاناة حالة يكتنفها الغموض وهي مليئة بالأسرار مما جعل العرب يحيطونها بالاعتقادات الخرافية. وفي هذا المجال تتنزل ظاهرة شياطين الشعر. فلقد نزل القدامى الشاعر منزلة شخص غير عادي أخرجوه من الظاهرة البشرية ليجعلوه ضمن الجن" [24]. يجعل الباحث ربط العرب إبداع الشعر بالجن اعتقادا خرافيا لا أساس له من الواقع. كما أن الباحث نفسه، يذهب إلى عقد أواصر بين عسر العملية الإبداعية وإرجاعها إلى هذه القوى كما رأى من قبل الدكتور محمد العمري، قائلا: "فاستقصاء الأدبية وعدم التمكن من السيطرة عليها، دفع بعضهم إلى تفسيرها عن طريق الخرافة" [25]. ويخالفهم الباحث مجدي أحمد توفيق الرأي، حيث يعتبر أن ما جاء في الروايات المستشهد بها آنفا، ما "يجعلنا نأمل أن يعيد الدارسون النظر فيما يسمونه بفكرة شياطين الشعراء" [26]. ويقف هذا الباحث عند قول الثعالبي الذي أكد فيه زعم الشعراء إلقاء الشياطين على أفواهها الشعر، ونسبة الشعر الجيد إلى ما كان أمرد من الجن، قائلا: "ويشير هذا النص إلى أن العرب لم تستخدم فكرة القوى الغيبية في تفسير مصدر الإبداع فحسب، بل استخدمتها في تفسير الملاحظات النقدية بجودة الشعر ورداءته وبتفاضل الشعراء في معيار الجودة إننا لسنا أمام كلام في الخرافة لا قيمة له، إننا أمام أفكار نقدية هامة تعالج ظواهر الإبداع الفني" [27]. وإذا تركنا قضية صدق أو كذب هذه الروايات ومدى أسطوريتها جانبا، وتأملنا دلالاتها ومدى صلتها بالتلقي حجر زاوية هذا البحث، اكتشفنا أن نسبة الإبداع عموما والشعر بخاصة إلى هذه القوى الخفية دليل ساطع على وعي وإحساس العرب الكبيرين بالتلقي وصدورهم عن هذه الرؤية التي تربط الشعر بالأثر. إن العرب لم تجد تفسيرا لفعل الإبداع نظرا لآثاره البالغة في النفوس، وهذا الأثر راجع إلى انفعالها للكلام الشعري دون سائر الكلام الذي كانت تتلقاه في مجالسها وأنديتها. إن هذه النسبة، وتلك التهمة التي وجهت للشعراء لاستعانتهم بهذه القوى الغيبية، ليسا قدحا في حق الشعراء وليسا انتقاصا من قدر الشعر، بل إن ذلك رفع لمنزلة الشعر والشعراء واعتراف بجلال ما تقوله القصائد وما تجود به القرائح. إن هذه الظاهرة، وإن لم تصح على أرض الواقع، فهي مسلمة عاشت في ضمائر المتلقين وفي أنفسهم وكانت مصدر إعجاب بالشعر وانبهار أمامه ولا غرو أن يحظى الشعراء باعتبار فائق ربما يصل درجة تقديس هذه القوى الخفية، ألا يستمد منها حسب زعمهم القول؟ حواشي [1] استقبال النص عند العرب،للدكتور محمد المبارك، 91، المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت، ط 1/1999. [2] جمالية الألفة (النص ومتقبله في التراث النقدي)، لشكري المبخوت، 13، الحكمة قرطاج المجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون، 1993 [3] التلقي في النقد العربي القديم، رشيد يحياوي، مجلة علامات، 247، ج 19، المجلد 5، مارس 1996 [4] استقبال النص عند العرب، 10 [5] مفهوم الإبداع الفني في النقد العربي القديم لأحمد توفيق، 64، الهيئة المصرية العامة 1993 [6] نفسه [7] مادة لهم في لسان العرب [8] مناهج الدراسات الأدبية الحديثة، د. عمر الطالب، 59، مطبعة النجاح الجديدة، ط 1/1988. [9] جمرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام لأبي زيد القرشي، تحقيق الدكتور محمد علي الهاشمي، ط 2/ دار القلم دمشق، 1/166. [10] نفسه، 1/167 [11] نفسه، 1/168. [12] نفسه. [13] مفهوم الإبداع الفني، 57. [14] جمهرة أشعار العرب، 1/184. [15] مفهوم الإبداع الفني في النقد العربي القديم، 101. [16] الموشح في مأخذ العلماء على الشعراء في عدة أنواع من صناعة الشعر للمرزباني، 447 تحقيق علي محمد البجاوي، دار الفكر العربي. [17] نفسه، 451. [18] الأسطورة والشعر العربي.. المكونات الأولى، لأحمد شمس الدين الحجاجي، مجلةفصول، م 4، ع 2/ 1984، 45 [19] ديوان حسان بن ثابت تحقيق الدكتور وليد عرفات، دار صادر، بيروت، 1/520. [20] المستدرك على دواوين شعراء العرب المطبوعة، للدكتور رضوان محمد حسين النجار، 315، معهد المخطوطات، نقلا عن نصوص المصطلح النقدي لدى الشعراء الجاهليين والإسلاميين، للدكتور الشاهد البوشيخي، 173، ط.1 / 1413هـ - 1993، مطبوعات النجاح الجديدة الدار البيضاء. [21] تمار القلوب في المضاف والمنسوب للثعالبي، 70، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار نهضة مصر ، القاهرة 1965. [22] البلاغة العربية أصولها وامتداداتها، د. محمد العمري، 48، افريقيا الشرق 1999. [23] نفسه. [24] مفهوم الأدبية في التراث النقدي إلى نهاية القرن الرابع، توفيق الزبيدي، 55، النجاح الجديدة، الدار البيضاء، ط 2، 1987. [25] نفسه، 59. [26] مفهوم الإبداع الفني، 56. [27] منهاج البلغاء وسراج الادباء، لحازم القرطاجني،تح محمد الحبيب بن الخوجة، 56، دار الغرب الاسلامي، بيروت لبنان ط 3/ |
الجن والشعر
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته هذا البيت من الصعب تقوله ثلاث مرات بدون ما تعتع والي ما يتعتع احتمال فيه جني :D والعهده على الراوي وقـــــــــبر حــــرب بمكـــــــــان قـــــــــفر***وليـــس قـــرب قبر حــــرب قــــبر ومن طلاسم شعر الجن هذا البيت ألم ألم ألم ألم بدائه *** إن آن أن آن وقت علاجه يقال ان الشاعر اذا كان خلاوي والقى قصيده بصوت مرتفع جاءه الرد وهو ماحوله احد ويسمى عند العرب شعر الهواتف او الهاتف وفيه قصص كثيره قديمه وحديثه عن الشي وهذه قصه لواحد مر على شعيب وكان فيه زواج للجن وسمع المحاوره بين اثنين منهم قال الاول: كف كبا كف مهلب مهلب الكف كب ------- مهياك يا صين يا صين اللصيص اللصب على النهي والهجيرة والمضابي وشب ------ يا حيد منته كناني ماطر الصيف صب يا مندر السمن من عضمان لحم الجلب فرد عليه الشاعر الثاني : كرعي كرع في ركع ماله شرع يندخل ------- صبحية السيل من في الليل رعده يشل ووحلت بين المقاسم ما دريت أين شل -------- ما بين حدبا وقادم والسنام الفشل أصفر معصفر عسل صبه ضبي لحم بل الظاهر معاني الكلمات واضحه ما تحتاج شرح :p اتمنى ان تنال هذه المداخله معكم على رضاكم واستحسانكم اخوكم ابو انفال محب للشعر بس ما يقوله |
وهذه هي ملحمة الجن:للشاعر محمد الدحيمي ليـلة البـــــــــــارح .. رقد بعضي ينازعــه أغلبي ـــــــــــــــــــ ليلة ٍ بآخــــــــــــــــر ليـالي الحج غـدراً مظـلمة كـنّي اللـــــــــــــــــي نـايـمٍ ما بين داب وعقـربي ـــــــــــــــــــ هي حقيـقــــــــــــة ؟ هي خيالٍ سجّ ؟ هي حلم احلمه ؟ قمت من صـوتٍ دعـانــــــــــي وانثنيت على ركبي ـــــــــــــــــــ وإلاَّ أنا أناظر قبـالــــــــــــــــــــــي ناقـةٍ متكلـمه يا نيـازك لو عرجـتي فوق دخــــــــــــان أشهبي ـــــــــــــــــــ اعلـقي في زئبـقي فـــــــــــــــــــي مارجٍ متنجــمه قلت : وش قومك ؟ وش انتي ؟ واصدقي لا تكذبي ـــــــــــــــــــ جاوبتـني شاعـره من الجـــــــــــــن وانظم مبهـمه وقبل تنـشــدني ترى اسمي ( أَبْكمه ) يا صاحبي ـــــــــــــــــــ وإدر كانك ما دريت إن أشعر الجــــــــــــــن ابكمه ! اسكن ( البَرْلــَس ) على وادي يسمى ( المحلبي ) ـــــــــــــــــــ في نهــــــــــــاية ( طور موسى ) جلّ ربٍّ كلّـمه جيت اباسمع منك شعـر الوصـف .. واشبّ لهبي ـــــــــــــــــــ كان توصف مثـــــــــل (جدّك) ياعسى الله يرحـمه جـدّك اللي من سمـــــع شعره ذهل واستغربي ـــــــــــــــــــ مثل وصفه لاجمل سنينـــــه ( بـ..نوق مدرهمه ) قلت : حيــاك ارحـبي ثم ارحـبـــــــي ثم ارحـبي ـــــــــــــــــــ في ضيـافة شـاعرٍ يثـنــــــــــــي القصيد ويلجـمه شاعــرٍ ورَّد هواجيـسه علــــــــــــى ما هو يبي ـــــــــــــــــــ وأعذب الشعـــــر أصدقه في أغربه في أجهـمه من شيــوخ دحيـم جدانــــه.. وخـــــــاله تغلـبي ـــــــــــــــــــ إن طلع عزّ وشـرف.. والأَّ طمـــــن في مكرمة قد ورثـت الطيب قبل الشـعــــــر من جدي وابي ـــــــــــــــــــ ولابـتي سيـل الحقــــــــــــــوق اللي تـزابر مرزمه واشـهد إني من سنـام الشعـــــر دسمّـت شنبي ـــــــــــــــــــ وهاتي أشعر شاعرٍ من الجــــــن .. نذرٍ لا أفحمه ودام يستهويك شعــرالوصف با أنظم وأطـربي ـــــــــــــــــــ عـ.. القـوافــــــــــــــي نفسها قدامك الحين انظـمه - واصفٍ حلو التــرايب والقــــــــوام الأكـعبي ـــــــــــــــــــ وأبتدي : بسم الله الرحمن سِمْعــــــي يا ( بْكمه ):- ..........##........ جـادلٍ بحجـاجها.. فجــــــــرٍ زبنـه المغــربي ـــــــــــــــــــ عـنز ريـمٍ نثـّرتـني بيــــــــــــــــــن خزر وسلهـمه في سـواد عيـونها .. فاجـــر يقول إنه : نبي ـــــــــــــــــــ كل صـابي يتبعـه ويصـــــــــــــــدقه .. يهـدر دمه وفي لحظـها .. حـاكمٍٍ سفــــــاح متهـور غبي ـــــــــــــــــــ يطلب الرحـمة لميتـــــــــــــــه يوم شبـع من لحمه وفي هدبـها .. مدهلٍ راعـيـــــه شيــخٍ يعـربي ـــــــــــــــــــ أجــوديٍ نوب يعزمنــــــــــــي .. وأنا نوب اعزمه راعـني خـالٍ بوجنتهـــــــا تقلْ .. عبْد مْسـبي ـــــــــــــــــــ حارس ٍ روض الزهـــــــــــر من كل يمناً مجـرمـه ومن قليـب اللول .. جاء ثعبــــان فضي لولبي ـــــــــــــــــــ من لعق سمّـه .. يقـــــــــول : الشهد مرّ وعلقـمه كلما بلّل شفـق عنــابهــــــــــــــــا قال : عْجــبي ـــــــــــــــــــ راح ينشد لولها هي مشركــــــــــه ؟ هي مسلمة ؟- ويوم جاء اللول بيجاوب قلت : ربــي رووف بي ـــــــــــــــــــ ناض برّاق الثمان .. وســــــــــــال وادي عكـرمه الندى .. عـودٍ غدا بأوجــانهـــــــا .. طفل يحبي ـــــــــــــــــــ والعطر.. راعي باثـرْها يحـــــــــــدي ابله وغنمه ومن جـدايلها.. تجـــلاَّ فـارسٍ قال : العبي ـــــــــــــــــــ واستفزي الريـح يا بنت الهبــــــــــوب المدهمـه وفي نحـرها .. كـافر ٍ لعيـونـي يقول : إذنبي ـــــــــــــــــــ كل ما ياكل رطب شوفي .. حذفنـــــــــــي بعجـمه في ترايـبها .. ثمر طـاح بنهـــم عين اشعـبي ـــــــــــــــــــ جاء يقول لخصـــــرها الميـاس : حذرا ما انهـمه - انثـنى الخصــر وتمـايــــل .. قال : قبلك مرّبي ـــــــــــــــــــ توه اللي كان ضيفــــــــــــــــي وانظر آثـار قدمـه الجمل .. هجّ وتـذيّر يــــــــــوم شاف الأحــدبي ـــــــــــــــــــ والحدب قال : إش معــــه ؟ ما ينظر لحدب سنمه كل نضـره روّحت حبلــــــى .. تجي معها صبي ـــــــــــــــــــ راح جـوعه ينشـــــــــــــــد أمه وش بلاها تفطمه ؟ لا مشت .. في مشيها خطو الكحـيــــل الأشهبي ـــــــــــــــــــ لا انثنت ( حايل ثنيـــــــــــــّه ) لا ربـاع ولا قحمه كنها لا لدّت النظرة خجـــــــــــــــــل عا المنكــبي ـــــــــــــــــــ صادقٍ .. يستـودع الفتـّان ســــــــــــــــــــرٍّ يكتـمه في خجلها .. بنت شيخٍ طاحت بحـــــــــــب أجنبي ـــــــــــــــــــ في غنجها .. مهـرةٍ تتلي الصهيــــــــــــل بهمهـمه في رضاها.. حصـنــــــــــــيٍ يتـلذذ بحمـض عنبي ـــــــــــــــــــ في عتبها .. ظالـمٍ حطـــــــــــــــــوه قاضي محكـمة لا اقبلت .. مثل الحمام - ولا ادبرت .. مثل الظبي ـــــــــــــــــــ لا اوقفت .. طير الهداد - ولا جْلســت .. تقل رْخمه لا وردتي يا مغـــاتيري علــــــــــــى العدّ اشـربي ـــــــــــــــــــ وهيجـني : يا حـــــــــــي ذا المبسم ومنهو مبسمه مبسمٍ يوم يتبسم كل عــــــــــــــــــرقٍ صـاح بي ـــــــــــــــــــ وتلّني .. قـوم الثـمــــــــــــه .. نذرٍ علي أن تلثـمه أذن الفجر ووقفت .. إلاّ ( اْبكمــــه ) تقْل : طْلبي ـــــــــــــــــــ ( ياالدحيـمي ها القصـيدة سمّهـــــــــــا بالملحـمة ) |
طه حسين والشعر الجاهلى
الحوار المتمدن - العدد: 2440 - 2008 / 10 / 20 المحور: الادب والفن راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوعhttp://s7.addthis.com/static/btn/lg-share-en.gif ولد طه حسين (1889 – 1973م) فى قرية صغيرة فى صعيد مصر. وبالرغم من فقده لبصره فى سن مبكرة, إلا أن هذا لم يمنعه من مواصلة تعليمه, وحصوله على أعلا الدرجات العلمية. فبعد مرحلة الكتّاب, إلتحق بالأزهر فى سن الثالثة عشر ليقضى به عشر سنوات. ألم خلالها بقواعد وآداب اللغة العربية إلماما كاملا. ودرس فيها أصول الفقه والتاريخ الإسلامى دراسة مستوفية. وكان على إتصال أثناء دراسته بفكر الإمام محمد عبده. إذ كان يحضر بعض محاضراته عن الإسلام والفلسفة الإسلامية. وكان يطالع مقالات للكتاب الإسلاميين المعتدلين والصحفيين اللبنانيين وكتاب جريدة الجريدة وخصوصا أحمد لطفى السيد. ثم إنتقل للدراسة بالجامعة المصرية وكانت حديثة العهد. يقوم بالتدريس بها أساتذة أوروبيين مثل ليتمان وبالينو وسانتلانا. مما أضاف بعدا جديدا لثقافته الدينية والعربية. وحصل من الجامعة المصرية على أجازة الدكتوراة فى أدب أبى العلاء المعرى. فى عام 1915م, ذهب طه حسين إلى فرنسا ليقضى بها أربعة أعوام. إطلع خلالها على أدب أناضول فرانس وكومتيه ورينان. وكان يواظب على حضور محاضرات درخيم. وخلال فترة البعثة هذه, تزوج من فتاة فرنسية كانت هى نور عينيه. وفى نهاية البعثة حصل على أجازة الدكتوراه من جامعة السربون فى أعمال إبن خلدون. ومنذ عودته إلى مصر عام 1919م, ولمدة ثلاثين عاما متواصلة, كان الدكتور طه حسين فى مركز الحركة الأدبية والأكادمية فى مصر. عمل أستاذا وعميدا لكلية الآداب جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا), وجامعة الإسكندرية, ووزيرا للمعارف (1950 – 1952م). وكانت خيرة إنتاجه الفكرى والأدبى فى فترة العشرينيات والثلاثينيات. متمثلة فى العديد من المقالات الصحفية والروايات الأدبية ودراسات فى التاريخ الإسلامى. وكتاب عن حياته (الأيام) ينتقد فيه التعليم. ومجموعة دراسات إجتماعية وسياسية ترجمت معظمها إلى عدة لغات أجنبية. إستحق بسببها لقب عميد الأدب العربى بجدارة. إلا أنه قد مر خلال فترة نشاطه الفكرى هذا بأزمتين حادتين. تركا فى نفسه أثرا بالغا. الأولى عام 1926م, عندما نشر كتابه "فى الشعر الجاهلى", والثانية عام 1938م عندما نشر كتابه "مستقبل الثقافة فى مصر". جاء فى كتاب "فى الشعر الجاهلى" لطه حسين أن الأدب العربى فى الخمسين سنة الأخيرة قد إنحدر وأصابه المسخ والتشويه, بسبب مجموعة إحتكرت اللغة العربية وآدابها بحكم القانون. وهذا أمر ليس خليق بأمة كالأمة المصرية, كانت منذ عرفها التاريخ ملجأ الأدب وموئل الحضارة. عصمت الأدب اليونانى من الضياع. وحمت الأدب العربى من سطوة العجمة وبأس الترك والتتر. الأدب العربى, يجب أن يُعتمد فى درسه على إتقان اللغات السامية وآدابها. وعلى إتقان اللغتين اليونانية واللاتينية وآدابهما. بالإضافة إلى تفهم التوراة والإنجيل والقرآن. إذ كيف السبيل إلى درس الأدب العربى, إذا لم نقم بدراسة هذه الموضوعات كلها. فهل نظن أن من شيوخ الأدب فى مصر, من قرأ إلياذة هوميروس وينادة فرجيل؟ لقد كان الجاحظ أديبا لأنه كان مثقفا قبل أن يكون لغويا أو بيانيا أو كاتبا. وكان يتقن فلسفة اليونان وعلومهم وسياسة الفرس وحكمة الهنود. وكان على علم بالتاريخ وتقويم البلدان. ولو عاش الجاحظ فى هذا العصر, لحاول إتقان الفلسفة الألمانية والفرنسية. وهذا ما يفعله بالضبط أستاذ الأدب الإنجليزى أو الفرنسى اليوم. يكفى أن تنظر فى أدب أبى العلاء المعرى لترى أننا فى حاجة إلى علوم الدين الإسلامى كلها. وإلى النصرانية واليهودية ومذاهب الهند فى الديانات. وهذا لكى نفهم شعر أبى العلاء. فالأدب لا يمكن أن يثمر إلا إذا إعتمد على علوم تعينه, وعلى ثقافة تغنيه. اللغة العربية لغة مقدسة, لأنها لغة القرآن الكريم والدين. ولأنها مقدسة, لا تخضع للبحث العلمى الصحيح الذى قد يستلزم النقد والتكذيب والإنكار والشك على أقل تقدير. أما طه حسين, فيريد أن يكون تدريس اللغة العربية وآدابها, شأن العلوم التى ظفرت بحريتها من قبل. فدراسة الأدب العربى اليوم, تقتصر على مدح أهل السنة, وذم المعتزلة والشيعة والخوارج والكفار. وليس فى ذلك شأن ولا منفعة, ولا غاية علمية بالنسبة لأدب اللغة العربية. فالأدب العربى شئ, والتبشير بالإسلام شئ آخر. فمثلا إذا أمرت السلطة السياسية الكتاب والمؤرخين أن تكون كتاباتهم ودراساتهم مقصورة على تأييد السلطة السياسية, أليس الكتاب جميعا, إن كانوا خليقين بهذا الإسم, يؤثرون أن يبيعوا الفول والكراث, على أن يكونوا أدوات فى أيدى الساسة, يفسدون بهم العلم والأخلاق. لقد أغلق أنصار القديم على أنفسهم فى الأدب باب الإجتهاد. كما أغلقه الفقهاء فى الفقه, والمتكلمون فى الكلام. فما زال العرب ينقسمون إلى بائدة وباقية, وإلى عاربة ومستعربة. ومازال أولائك من جرهم, وهؤلاء من ولد إسماعيل. ومازال إمرء القيس صاحب "قفا نبك...", وطرفة صاحب "لخولة أطلال...", وعمر بن كلثوم "ألا هبى...". لكننى, والكلام هنا لطه حسين, شككت فى قيمة الأدب الجاهلى, والححت فى الشك. وإنتهيت إلى أن الكثرة المطلقة مما نسميه أدبا جاهليا, ليس من الجاهلية فى شئ. إنما هى منحولة بعد ظهور الإسلام. فهى إسلامية تمثل حياة المسلمين وميولهم وأهوائهم, أكثر مما تمثل حياة الجاهليين. وما بقى من الأدب الجاهلى الصحيح قليل جدا, لا يمثل شيئا, ولا يدل على شئ, ولا ينبغى الإعتماد عليه فى إستخراج الصورة الأدبية الصحيحة لهذا العصر الجاهلى. فالشعر الذى ينسب إلى إمرء القيس أو إلى الأعشى أو إلى غيرهما من الشعراء الجاهليين, لا يمكن من الوجهة اللغوية والفنية أن يكون لهؤلاء الشعراء. ولا أن يكون قد قبل وأذيع قبل أن يظهر القرآن. لذلك لا ينبغى أن يستشهد بهذا الشعر على تفسير القرآن وتأويل الحديث. وإنما ينبغى أن يستشهد بالقرآن والحديث على تفسير هذا الشعر وتأويله. فحياة العرب الجاهليين, ظاهرة فى شعر الفرزدق وجرير وذى الرمة والأخطل والراعى أكثر من ظهورها فى هذا الشعر, الذى ينسب إلى طرفة وعنترة وبشر بن أبى خازم. أما سبل نحل الشعر الجاهلى, كما سردها طه حسين, فهى سياسية ودينية. فبعد هجرة الرسول إلى المدينة, نشأت عداوة بين مكة والمدينة. إصطبغت بالدم يوم إنتصر الأنصار فى بدر, ويوم إنتصرت قريش فى أحد. فوقف شعراء الأنصار وشعراء قريش, يتهاجون ويتجادلون ويتناضلون. يدافع كل فريق عن أحسابه وأنسابه, ويشيد بذكرى قومه. وبعد فتح مكة بقليل, وبعد أن توحدت قريش مع الأنصار, توفى الرسول ولم يضع قاعدة للخلافة, ولا دستورا للحكم لهذه الأمة التى جمعها بعد فرقة. فعادت هذه الضغائن إلى الظهور. وإستيقظت الفتنة بعد نومها. وزال الرماد الذى كان يخفى الأحقاد. فإختلف المهاجرون من قريش مع الأنصار فى الخلافة. أين تكون ولمن تكون. وكاد الأمر يفسد بين الفريقين. لولا حزم نفر من قريش وقوة قريش المادية. فأذعن الأنصار. وقبلوا أن تخرج الإمارة إلى قريش. إلا سعد بن عبادة الأنصارى, الذى أبى أن يبايع أبا بكر, وأن يبايع عمر. وظل يمثل المعارضة. قوى الشكيمة, ماضى العزيمة. حتى قُتل غيلة فى بعض أسفاره. وزعم الرواة أن قتله الجن. ولما قُتل عمر وإنتهت الخلافة إلى عثمان, أصبحت الخلافة فى بنى أمية. وإشتدت عصبية الأمويين. وإشتدت العصبيات الأخرى بين العرب. وبعد مقتل عثمان وإفتراق المسلمين, إنتهى الأمركله لبنى أمية, بعد تلك الفتن والحروب. فالعصبية وما يتصل بها من المنافع السياسية, قد كانت من أهم الأسباب التى حملت العرب على نحل الشعر للجاهليين. فإبن سلام يعترف بأن أهل العلم قادرون على أن يميزوا الشعر الذى ينحله الرواة فى سهولة. لكنهم يجدون مشقة وعسرا فى تمييز الشعر الذى ينحله العرب أنفسهم. لم تكن العواطف والمنافع الدينية أقل من العواطف والمنافع السياسية أثرا فى تكلف الشعر ونحله. وإضافته إلى الجاهليين. فكان هذا النحل فى بعض أطواره, يقصد به إثبات صحة وصدق النبى. وكل ما يتصل ببعثته من أخبار وقصص. تروى لتقنع العامة بأن علماء العرب وكهانهم وأخبار اليهود ورهبان النصارى, كانوا ينتظرون بعثة نبى عربى, يخرج من قريش أو مكة. كما كان هناك لونا آخر من الشعر المنحول. نسب إلى الجاهليين من عرب الجن. فالأمة العربية لم تكن أمة من الناس فقط. وإنما كانت هناك أمة أخرى من الجن. تحيا حياة الأمة الإنسية. وكانت تقول الشعر. وأنطقوا الجن بضروب من الشعر وفنون من السجع. ووضعوا على النبى نفسه أحاديث, لم يكن بد منها, لتأويل آيات القرآن على النحو الذى يريدونه ويقصدون إليه. وفى طبقات الشعراء لإبن سلام, نجده يثبت أن الشعر الذى يلجأ إليه القصاص لتفسير ما جاء بالقرآن الكريم من أخبار الأمم القديمة البائدة لعاد وثمود ومن إليهم, هو شعر منحول وضعه إبن إسحق الذى لم يكتف بذلك. وإنما نسب الشعر إلى آدم نفسه, حين زعم بأنه رثى هابيل حين قتله أخوه قابيل. وسبب آخر لنحل الشعر, ظهر عندما إتصلت الحياة العلمية عند العرب بالأمم المغلوبة والموالى. فأرادوا أن يدرسوا القرآن درسا لغويا, ويثبتوا صحة ألفاظه العربية ومعانيه. فحرصوا على أن يستشهدوا على كل كلمة من كلمات القرآن بشئ من شعر العرب. يثبت أن هذه الكلمة القرآنية عربية لا سبيل إلى الشك فى عربيتها. وكانت هناك أيضا خصومات بين العلماء. كان لها تأثير غير قليل فى مكانة العالم وشهرته ورأى الناس فيه. فإستشهدوا بشعر الجاهليين على كل شئ. فالمعتزلة مثلا, يثبتون مذاهبهم بشعر الجاهليين. إلا أن هذا الشعر الجاهلى المنحول, إستغله بعض المستشرقين للنيل من الإسلام. فيزعم "كليمان هوار" فى فصل طويل نشر فى المجلة الأسيوية عام 1904م, أنه قد إستكشف مصدرا جديدا من مصادر القرآن الكريم. وهو شعر أمية بن أبى الصلت. وأن الرسول قد إستعان به فى نظم القرآن الكريم. أما طه حسين, فهو يرتاب فى شعر أمية بن أبى الصلت. ويقول أنه حتى إذا جاء فى شعر أمية أخبارا وردت فى القرآن. كأخبار ثمود وصالح والناقة والصيحة. فمن الذى زعم أن ما جاء بالقرآن الكريم من أخبار, كان مجهولا قبل أن يجئ به القرآن؟ ومن الذى يستطيع أن ينكر, أن كثيرا من القصص القرآنى كان معروفا بعضه عند اليهود, وبعضه عند النصارى, وبعضه عند العرب أنفسهم. أما شعر أمية بن أبى الصلت, إنما نحل نحلا. نحله المسلمون ليثبتوا أن للإسلام قدمه وسابقه فى البلاد العربية. ومن هنا لا نستطيع أن نقبل ما يضاف إلى هؤلاء الشعراء والمتحنفين. إلا مع شئ من الإحتياط والشك غير قليل. فالقرآن الكريم وحده هو النص العربى القديم, الذى يستطيع المؤرخ أن يطمئن إلى صحته. ويعتبره مشخصا للعصر الذى تلى فيه. أثار كتاب طه حسين "فى الشعر الجاهلى" معارضة شديدة. لأنه يقدم أسلوبا نقديا جديدا للغة العربية وآدابها. يخالف الأسلوب النقدى القديم المتوارث. هذه المعارضة, قادها رجال الأزهر. وإتهم طه حسين فى إيمانه. وسحب الكتاب من الأسواق لتعديل بعض أجزائه. وقامت وزارة إسماعيل صدقى باشا عام 1932م بفصله من الجامعة كرئيس لكلية الآداب. فاحتج على ذلك رئيس الجامعة أحمد لطفى السيد, وقدم إستقالته. ولم يعد طه حسين إلى منصبه, إلا عندما تقلد الوفد الحكم عام 1936م. وهكذا يتكرر فصل جديد مأساوى فى ملحمة تاريخ البشرية. حينما يصطدم الجديد بالقديم. والعلم بالمتوارث. فكل ما نعرف هو الصحيح واليقين. ومالا نعرف هو الخطأ البين. وكلما قلّت معارفنا, كلما زادت ثقتنا فيما نعلمه. وزادت ضراوتنا فى الحفاظ على هذا القليل. فالعقل جريمة وإستخدام الفكر خطيئة. إذا حاولا أن يصححا أفكارنا ومفاهيمنا الخاطئة. هذا بالرغم من تعاليم الإسلام الواضحة, التى تأمرنا بوجوب إستخدام العقل والفكر فى كل الأمور. وكما يقول العقاد: "وجوب إستخدام العقل فى الإسلام فريضة واجبة". |
يسمونهم شياطين الشعراء ,
وان لكل شاعر قريِن ( حفظكم الله) يلهمه ويلقنه _ وهما على وفاق تام ولكن ماذا لو حاول القرين الإستبداد والإنفصال عن جسد الشاعر ............؟ وفتح لنفسه ( منتدى إبليسى ) وبداء بمثل هذه البداية ترى ........... كيف هى مفرداته فى قواميسنا العربية.................؟ ترى كيف سنفهم عنه....وقد إنفصل وترك شيفرة الحروف عند المفصول عنه........؟ هذه محاولة بسيطة غايتها الإبتسام فهل نفعلها ونبتسم ...............؟ مع القصيدة العرجاء :_ يقول الشاعر: تدفق في البطحاء بعد تبهطل**** و قعقع في البيداء غير مزركل و سار بأركان العقيش مقرنصاً**** و هام بكل القارطات بشنكل و يسعى دوماً بين هك و هنكل**** يقول ما بال البحاط مقرمطاً و إن قـرط المحشوط ناء بكلكل****إذا اقبـل البعراط طـاح بهمةٍ يكاد على فرط الحطيف يبقبق**** و يضرب ما بين الهماط و كندل فيا ايها البغقوش لست بقاعدٍ**** ولا انت في كل البحيص بطنبل _____________________________________ معاني الكلمات (( على الرُغم أنها واضحة ولا تحتاج الى مزيد من الإيضاح)) لكن كل ما فى الأمر عمل الخير , فى تسهيل المُسهل للمُستصعب.. لاغير تبهطل :أي تكرنف في المشاحط وهو جمع مشحاط المزركل : هو كل بعبيط اصابتة فطاطه وهي من فط يفط فطاً العقيش : هو البقس المزركب وليس المكربس وهناك فرق مقرنطاً : أي كثير التمقمق ليلاً قالت العرب مقرنطا اي ممقمقا البحاط : اي الفكاش المكتئب مقرطماً : أي مزنفلاً هك : الهك او البقيص الصغير البعراط : هو مفرد البعاريط وهو العكوش المضيئه أقرط: أي قرطف يده من شدة البرد أي تشفلح المحطوش :هو المتفارش بغير مهباج و الفعل منها حطش و الفاعل حاطش يبقبق : أي يهترج بشدة وهو قبل العنف الهماط :هي عكوط تظهر ليلاً و تختفي نهاراً الكندل : هو العنجف المتمارط البغوش : هو المعطاط المكتنف البحيص : هو واد بشمال المريخ الطنبل : هو البعاق المتفرطش ساعة الغروب و بعد هذا الشرح المفصل للألفاظ و الكلمات نود أن نذكر أن من قال هذه الأبيات هو: الليث بن فأر الغضنفري , و كان شاعراً فطحلاً , روى الشعر وهو ابن عشرة اعوام فقط ... لاغير (( ولقد عملت هذه القصيدة العرجاء على القضاء المبرم لحصيلة المفردات العربية التى جمَّعتها فى الأيام الخوالى ))) ووجدتُ نفسى محتاج الى البداء من جديد فى تعلم اللغة العربية فهل أفلح يوماً فى فهمها ((( مثلكم الأن ))) ..........؟ |
http://www.aw6an.com/vb/images/W-ENT...es/biggrin.gif
لقد ذكّرتني يا أخ بوراي بقصة قرأتها في صباي عن فارسيّ متعجرف ( وما أكثرهم !!! ) دخل إلى سوق عكاظ فوجد الناس يتحلّقون حول رجل يخطب فيهم فسأل ما هذا فقالوا له هذا سوق يجتمع فيه الناس ليتبارى فيه شعراؤهم أيّهم أشعر فبعد أن عبّر عن اشمئزازه من جلافة العرب وتعمّد أن يبدي خيلاءه أمام متحدّثيه قال : أنا أشعرهم ! http://www.aw6an.com/vb/images/W-ENT...s/confused.gif فقالوا ما أشعر بيت قلته؟ قال : إنّ النواكير ساهت بعدما سبزت ***** واستشرنت بعدما كانت تراشيشا |
لقد أضحكتني لقصيدتك وألفاظك الرائعة أضحك الله سنك
واتألم لهذاا الواقع المرير الذي الذي ذكرته في موضوعك لقد صدقت فشيطان الشعر هو شيطان يزين للكثير من الناس حتى يوقعهم إما بالزلل إن كانوا شعراء ليصبحوا من الغاوين وإما بالهراء إن كانوا ليسوا شعراء فترى من هب ودب تلبس ثوب الشعر وراح يهذي بالطلاسم ليخرخ بها علينا ويقول هذا الشعر أو يصف بعض الكلمات خلف بعضها ويقول قصيدة وتنهال عليه المدائح من علم وممن لم يعلم وإن انبرى له إنسان شريف مثل (بوراي) وقال له هذا ليس شعرا فالويل ثم الويل وستنهال القذائف على راس بوراي لأنه أبدى برأيه الصريح يابوراي لقد أثرت هنا موضوعا جديرا بالتأمل والنقاش لك مودتي |
بسم الله الرحمن الرحيم
يحكى ان حرب بن أميه بن عبد شمس بن معاويه بن أبي سفيان واول ملك في الإسلام قتلته الجن وقالت فيه هذا البيت من الشعر : وقبر حرب بمكان قفر وليس قرب قبر حرب قبر قالوا : والدليل على انه من اشعار الجن انه لا أحد يستطيع ان ينشدهما ثلاث مرات متصله ولا يتتعتع فيها , ولو كان يستطيع ان ينشد أثقل شعر في الأرض واشقه عشرات المرات ولا يتتعتع ولو كان المتنبي . جربوا وشوفوا , انا جربت وضبطت معي . ارجوا من الجميع المشاركه واللي تضبط يخبرني . |
شكراً عزيزتي الموضوع ليس جديد علي ولكن حاولت وأخطأت وأنا أنظرإلى الشعر ذاته والله أعلم بصحة القول لأنه مثل (الارجوزة التي تقول)
ياصاحب الشيط والشمليط والمقصات والملاقيط عطني شيطك وشمليطك ومقصاتك وملاقيطك حتى يجي شيطي وشمليطي ومقصاتي وملاقطي وأرد عليك شيطك وشمليطك ومقصاتك وملاقيطك واقول جزاك الله خير ياصاحب الشيط والشمليط والمقصات والملاقيط )بالرغم أني لا أعرف ماهما الشيط والشمليط أتحدى أحد يقولها بسرعة ولومرة واحدة وما يخطىء, المهم ياعزيزتي يظهر أنه جاء من فكر رجل من أجدادناالعرب اللي فالينها فل والله وأعلم |
|
الساعة الآن 11:29 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع