أكاديمـيـة  العرضـة الجنوبيــة - ربـاع

أكاديمـيـة العرضـة الجنوبيــة - ربـاع (https://www.ruba3.com/vb/index.php)
-   منتدى القصائد الجنوبية ( المنقولة) (https://www.ruba3.com/vb/forumdisplay.php?f=419)
-   -   الشعر والجن وكل مايخصه تجده هنا (https://www.ruba3.com/vb/showthread.php?t=62605)

صقر الجنوب 04/10/2010 01:25 AM

<H1 class=titre>التلقي والقوى الغيبية في الشعر العربي


٢٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨بقلم محمد بنلحسن

http://diwanalarab.com/rien.gifhttp://diwanalarab.com/rien.gifhttp://diwanalarab.com/rien.gif
اهتمت العرب بالتلقي، وأوجدت له في نقدها مرتبة مرموقة شأنها في ذلك شأن من تقدمها من الأمم العريقة التي بصمت تاريخ الأدب ونقده.
وإذا تصفحنا ما تركه الأسلاف من تراث في هذا المجال، لوجدنا مادة غزيرة تند عن الحصر، وقد تنوع الاحتفال بالمتلقي وأشكال التلقي بحسب بيئات النقاد ومرجعياتهم.
لقد "اعتنى النقد العربي القديم بالمتلقي سامعا وقارئا، وبلغت العناية أوجها في عصور ازدهار النقد.. وبلغت هذه العناية حدا يدفعنا إلى القول إن النقد العربي وضع المتلقي في منزلة مهمة من منازل الأدب وقصده بخطابه قصدا وحث الشعراء على أن يكون شعرهم متوجها إليه" [1].
والمتأمل في هذا الاعتناء الكبير بالمتلقي في سائر أحوال تلقيه، يلمس إيمان العرب بالتلقي مذهبا ومنطقا لتقويمهم النصوص وتصنيفها من حيث الجودة وحيازة السبق. من هنا "يعسر اعتبار العلاقة المنعقدة بين القارئ والنص في التراث النقدي قائمة على الصدفة أو على هوى مبدع وميله، وإنما هي في الوجه العميق منها تعاقد بين الأطراف المضطلعة بوظيفة التخاطب الأدبي لا يخلو من نوايا مبيتة" [2].
إن المتلقي حاضر باستمرار داخل كل كتابة إبداعية ولا يمكن إطلاقا طرده خارج أسوارها شئنا أم أبينا. هذا المنظور هو جزء من مصير النص الإبداعي.
وإذا كان الشعراء العرب والنقاد من حولهم، كلهم محتفلين بما يقال، متسائلين كيف قيل ولماذا قيل؟ أفلا يكون سلوكهم هذا سباحة في فلك التلقي ومعانقة لشروطه وأحواله؟
إن الجواب بالإيجاب طبعا، والعودة إلى ثنايا شعرنا العربي ونقده، تغنينا عن التخبط في كثرة الاستفهام الذي يمكن أن يصبح ارتيابا.
وقد تنبه الدارسون لهذه المسألة، ونبهوا على وجوب ترك تأكيد نزوع نقدنا العربي نحو التلقي، لأن ذلك من حكم المسلمات التي لا تحتاج إلى إثبات، يقول أحد الباحثين "وعلينا أن نتجنب أن يكون هدفنا إثبات أن الشعرية العربية عرفت وعيا بالتلقي وبوجوده سيكون ذلك من تحصيل الحاصل، ما دام التلقي من مستلزمات العملية الإبداعية فالتلقي ضارب بجذوره في الأدب العربي" [3].
وقد يظن السامع لحديثنا عن التلقي عند النقاد القدامى، لهاثا وتهافتا، يروم تقليد الدراسـات الحديثة، ويركب موجة التلقي التي أصبحت تصدح بها الأقلام في أيامنا هذه نتيجة التأثر والمثاقفة والسعي الحثيث للحاق بخطاب الغرب في مجال الدراسات النقدية، ومواكبة مستجدات الساحة، والحقيقة أن اقتحام أستاذ باحث،مبرز في اللغة العربية،مكناس، المغرب.
مجال التلقي عند القدماء، يهتك القناع عن وعيهم بالتلقي، وإن كان لا يخفي بعض التأثر بما يروج بين الباحثين من موضوعات حديثة، ليس لهاثا لأجل الاتباع والتقليد والزعم، وإنما اقتناعا ويقينا بإسهام نقادنا العرب القدامى في هذا المجال وهذا ما سارع لتأكيده الدكتور محمد المبارك في مقدمة مؤلفه، استقبال النص عند العرب، حيث يقول: "وما كان اختيارنا لموضوع القراءة والتلقي في النقد العربي استجابة ورد فعل، أو حديث حادث.. لأن مشكلة التلقي توجد حيثما يوجد الأدب، فمن الصعب تصور انصراف الدراسات النقدية العربية عن مفهوم مهم مثل التلقي" [4].
الآن بعدما مهدنا لموضوع التلقي عند العرب ببسط هذه المسلمات المتفق بشأنها، لابد من تفصيل ما جاء مجملا في كلامنا من أحكام، ذلك بأن الإقرار بحضور التلقي في درسنا النقدي العربي، وتمتع المتلقي بتلك المنزلة الخاصة يدفعان الباحث إلى كشف تجليات هذا التلقي وهتك القناع عن صيغ حضور المتلقي.
1-التلقي والقوى الغيبية.

أول جسر يأخذنا إلى التلقي لدى العرب، هو مفهوم الإبداع لديهم، ذلك أن العرب أدركت من خلال رؤيتها لطرق الإبداع ومصادره معنى من معاني التلقي.
يقول أحد الباحثين معرفا مفهوم الإلقاء عند العرب: "يضعنا المفهوم الأولي للإبداع الفني في قلب ما يسمى بنظرية الإلهام" [5].
فما الإلهام؟ يزيد صاحب النص السالف الأمر وضوحا بقوله: لعلنا نذكر أن مصطلح الإلهام كان يرادف مصطلح الإلقاء عند العرب. القوى الغيبية تلقي بالشعر إلى الفنان، وهي تلهمه الشعر كذلك، إنهما تعبيران لفكرة واحدة" [6].
إذا الإلهام مرادف للإلقاء عند العرب، والشاعر يتلقى الشعر من القوى الغيبية وتلهمه به.
وإذا شئنا مزيدا من التوسع، اتجهنا صوب المعنى اللغوي للإلهام لنكشف صلاته بالإلقاء والتلقي.
أتى في اللسان "وألهمه الله خيرا: لقنه إياه، واستلهمه إياه:سأله أن يلهمه إياه. والإلهام: ما يلقى في الروع. الإلهام أن يلقي الله في النفس أمرا يبعثه على الفعل أو الترك وهو نوع من الوحي" [7].
فالإلهام على نحو ما جاء في اللغة إذا هو نوع من الإلقاء إما في النفس أو الروع على حد تعبير ابن منظور.
لكـن من الذي كان يقـوم بإلقاء الشعـر إلى الشعـراء؟
لقد ظل مصدر الشعر قضية مبهمة غير واضحة بسبب اختلاف الناس في من يمد المبدعين ومن يلهمهم، وهكذا اختلفت التفسيرات بحسب المرجعيات الفلسفية والأدبية.
لقد "بقي الغموض يكتنف إبداع الفنان وشخصيته مدة طويلة، وصار الفلاسفة والنقاد القدامى أمام هذا الغموض وعللوه تعليلات شـتى… وربطه قدماء الـعرب بالشيطان وبوادي عبقر وأن لكل شاعر شيطان" [8].
إن القول بالإلهام في الشعر يقتضي وجود ملهم يمد الشعراء بالقول الذي يلقيه عليهم. وهذه المسألة ثابتة عند العرب، أفرد لها أبو زيد القرشي في جمهرته بابا حيث نسب الشعر إلى الشياطين والجن التي تلقيه على الشعراء. وفي رواية أن رجلا التقى جانا هو هبيد ولم يكن يعرفه أول الأمر فسأله الرجل "أتروي من أشعار العرب شيئا؟ قال: نعم أروي وأقول قولا فائقا مبرزا. قلت: فأسمعني من قولك ما أحببت، فأنشأ يقول: [9]
طاف الخيـال علينا ليلـة الوادي مـن آل سلـمى ولم يلملـم بميعاد
أنى اهتديـت لركب طـال ليلهم في سبسـب ذات دكـداك وأعقـاد"
نلاحظ من خلال هذه الرواية أن الجن كانت تجمع إلى جانب الرواية قول الشعر، وليس أي شعر، بل الفائق منه الذي يأتي على لسان الشعراء المبرزين. فالشعر أعلاه لعبيد بن الأبرص، يقول الرجل المذكور في الرواية السالفة بعد سماعه البيتين "لهذا الشعر أشهر في معد بن عدنان من الفرس الأبلق في الدهم العراب، هذا لعبيد بن الأبرص الأسدي، قال: ومن عبيد لولا هبيد؟ فقلت: ومن هبيد؟ فأنشأ يقول: [10]
أنا ابن الصلادم أدعى الهـبيـد حبـوت القـوافـي قـرمي أسـد
عـبيـدا حبـوت بمأثــورة وأنطقـت بشـرا على غيـر كـد
ولاذ بمـدرك رهـط الكـميت مــلاذا عزيـزا ومجـدا وجـد
منحنـاهم الشعر عـن قـدرة فهل تشـكـر اليـوم هـذا معـد
ويختتم هذا الحوار بين الجني والإنسي بعرض الأول على الثاني عسا من لبن ظباء، يقول الرجل "فكرهته لزهومته فقلت إليك، فأخذه ثم قال امض… فصاح من خلفي: أما إنك لو كرعت في العس لأصبحت أشعر في قومك" [11].
تكشف لنا هذا الرواية، على الرغم مما قد يعتريها من بعد أسطوري، أن مصدر الإبداع، قوى غيبية وهي الجن والشياطين، كما تبرز لنا أن هذه القوى لا تملك غير الشعر الجيد، فحتى لبنها الذي هو في الأصل لبن ظباء يحتوي طاقة خلاقة من الإبداع جعلت ذلك الرجل يشعر بالندم لامتناعه عن شرب اللبن، وأنشأ يقول أسفا: [12]
أسفت على عـس الهبيد وشـربه لقــدم حرمتنـيه صـروف المقـادر
ولو أننـي إذ ذاك كنـت شربتـه لأضحيت في قومي لهم خيـر شـاعر
ويثير انتباه القارئ المتلقي، ربط الجني بيـن الشراب والشعر، و "هذه التتمة لا يتيسر لنا أن نحسن فهمها ما لم نتذكر مصطلح الإلقاء.. الشعـر يلقي في الفهم لكـن ما يلـقى هنا ليـس الشعر، إنه لبن زهم" [13].
وقد حـرص الشعراء على الإشارة لعملية الإلقاء والتلقي، هذه التي يتم بينهم وبين الجن، يقول الأعشى: [14]
فما كنـت ذا شعر ولكن حسبتني إذا مسحـل يسدي لي القـول أنطق
شريكان فيما بيننـا مـن هوادة صفـيـان: إنسـي وجن موفـق
يقول الباحث مجدي أحمد توفيق تعليقا على قول الأعشى: "ها هو مفهوم الإلقاء في ظهوره الأول الشاعر خالص لصاحبه الجني مسحل الجني هو الذي يقول ويسدي القول للشاعر" [15]
استنادا على هذه الروايات، نخلص إلى أن العرب كانت تعتقد في هذه القوى الغيبية، وتنسب إليها الشعر الجيد. إن إلهام الجن للشعراء وكذلك الشياطين، حيث كان يقال إن لكل شاعر شيطانه أيضا، يفضي إليه بالقول، لم تكن فكرة يؤمن بها بعض الناس في الجاهلية فحسب، بل تحكي لنا المصادر، أنها كانت مسلمة لا ينازع فيها أحد، وقد امتد الاعتقاد بها حتى بعد العصر الجاهلي، جاء في الموشح عن "ابن منذر، قال : أنشد رجلا الفرزدق شعرا له، قال كيف تراه؟ قال: أرى أن ترده على شيطانك لا يمتن به عليك" [16].
وجاء في الموشح عن الأصمعي "قال : عرض رجل على أبيه شعرا، فقال له: يا بني، ما بقي أحد إلا وقد عرض عليه الشيطان هذا الشعر فما قبله أحد غيرك" [17].
هذه أمثلة مختصرة، ولو رجعنا إلى تراثنا العربي، لوجدناه غاصا بالقصص والروايات التي تحكي صلات الجن بالإنس، وبالشعراء خاصة. وقد ارتأينا بسطها لبيان مصدر الشعر كما اعتقدته العرب، ثم لنقف عند أول محطة للتلقي عندهم.
ومن الخلاصات المهمة التي نصل إليها بعد هذا الحديث: إن الجن تشارك في عمليـة التلقي بواسطة ما تقوم به من إلقاء، إنها المرسل والشعراء هم المستقبلون عن هذه القوى الخفية، ثم بعد ذلك يقوم الشعراء بتوصيل شعرهم لعموم المتلقين.
والسامع المتلقي ينظر للشعر بعين الإعجاب والتقدير الكبير، لأنه يعتقد أنه من وحي تلك القوى الخارقة.
نستنتج مما سبق، أن رحلة الشعر تبدأ من الجن لتصل في نهاية المطاف إلى الجن، بمعنى أن هناك نقطة انطلاق ووصول واحدة.
هذا الارتباط بين الشعر والجن أكسبه خصوصية وتميزا، لا سيما و "عالم الجن والشياطين اختلط في الجزيرة العربية بالخير والشر. وأصبح عالم الجن والشياطين عالما متداخلا يعيش في واقع حياة العربي معيشة تامة. وكانت للجن قداستها في حياة العرب" [18].
ونحسب أن مبادرة الشعراء الفحول إلى الكشف عن أصحابهم من الجن في أشعارهم مظهر لهذه القداسة، يقول حسان بن ثابت: [19]
ولي صاحب مـن بني الشيصبان فطـورا أقـول وطـورا هـوه
وهذا جرير يقول أيضا: [20]
إني ليلقـى علي الشعـر مكتهـل مـن الشياطيـن إبليس الأباليس
ويعلق الثعالبي في ثمار القلوب على قول جرير هذا بقوله: "كانت الشعراء تزعم أن الشياطين تلقي على أفواهها الشعر، وتلقنها إياه، وتعينها عليه، وتدعي أن لكل فحل منهم شيطانا يقول الشعر على لسانه، فمن كان شيطانه أمرد كان شعره أجود" [21].
إذا كانت رواية الجمهرة السالف ذكرها، تربط بين شراب لبن الجن والشاعرية استنادا لقول الجني: "أما إنك لو كرعت في العس لأصبحت أشعر في قومك"، فإن هذه القولة للثعالبي تربط بين جودة الشعر، وصنف معين من الجن، وهو الأمرد من هنا نستخلص أن رؤية العرب للجن، ونفوذها على الشعراء، لم تكن تشمل الجن كلهم، ولا الشعراء جميعهم، إن العرب كانت تميز بين الجن وكذلك بين الشعراء، وهذا مظهر من الوعي باختلاف مقامات التلقي انطلاقا من تباين مقالات المبدعين. إن كل قصيدة جيدة تكشف عن نمط القوى الغيبية التي وراءها، وكلما كانت القصيدة آية من التعبير أوحت للمتلقين بعظم مصدرها. إن إحساس المتلقي العربي بجمال القصيدة وانتباهه إلى تباين الأثر الناجم عن سماعه الشعر، كل ذلك جعله يفصل بين الشعراء ويقيم فرقا بين أنواع الجن بقدر ما يفجرونه في الشاعر من طاقات الإبداع.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه ههنا، لماذا عزت العرب الشعر إلى الشياطين؟ يجيبنا الدكتور محمد العمري بقوله: "لقد كان الشعر غريبا في مواتاته وتمنعه، كما هو غريب في أثره الذي لم يجدوا له تفسيرا" [22].
تبدو الأسباب هنا نفسية بالأساس، إن القول بأثر القوى الغيبية في الشعراء من خلال إلهامها لهم، تعبير من عموم المتلقين، عما كانوا يجدونه في أنفسهم من انبهار أمام هذا الكلام الذي يتلى على مسامعهم، انبهار وإن كان يكشف لهم من جهة بعض جوانب الجمال الشعري، فإنه يكشف بالمقابل مظاهر عجزهم عن مضاهاة الشعراء الفحول، أو حتى القدرة على الرد عليهم.
ويربط الدكتور محمد العمري بين فكرة القول بالقوى الغيبية ممثلة في الجن وغرض الهجاء، في قوله: "وربمـا قوى بعض الشعراء الهجائيين هذا الميل إلى ربط الشعر بعالم الجن والشياطين باتخاذهم مجموعة من المظاهر والطقوس الغريبة التي ينتظر منها إحداث أثر في الخصم في مجالات الهجاء" [23].
يبدو من خلال النص، أن المتلقي يأتي في المقام الأول عند العرب لحظة ربطهم بين الجن والشعر. فالشاعر مقصده هو إحداث الأثر في المتلقي، من هنا يكون المهجو أكثر انفعالا للهجاء المقذع الذي يظن أن وراءه ذلك النمط من الجن الذي قيل عنه إنه أمرد كما أتى في تعليق الثعالبي.
لكن، هل الجن والشياطين حقيقية عاشها العرب في الواقع، أو كانت مجرد فكرة تقبع في الخيال؟ إنها أقرب إلى الأسطورة من الحقيقة فهي تندرج ضمن التناول الخرافي حسب الباحث توفيق الزبيدي.
ينطلق هذا الباحث من مرحلة الإبداع التي يرى أن العرب وقفت أمامها مندهشة، ذلك بأنها تبدأ بمعاناة يجدها المبدع في صوغ القصيدة، إن "حالة المعاناة حالة يكتنفها الغموض وهي مليئة بالأسرار مما جعل العرب يحيطونها بالاعتقادات الخرافية. وفي هذا المجال تتنزل ظاهرة شياطين الشعر. فلقد نزل القدامى الشاعر منزلة شخص غير عادي أخرجوه من الظاهرة البشرية ليجعلوه ضمن الجن" [24].
يجعل الباحث ربط العرب إبداع الشعر بالجن اعتقادا خرافيا لا أساس له من الواقع. كما أن الباحث نفسه، يذهب إلى عقد أواصر بين عسر العملية الإبداعية وإرجاعها إلى هذه القوى كما رأى من قبل الدكتور محمد العمري، قائلا: "فاستقصاء الأدبية وعدم التمكن من السيطرة عليها، دفع بعضهم إلى تفسيرها عن طريق الخرافة" [25].
ويخالفهم الباحث مجدي أحمد توفيق الرأي، حيث يعتبر أن ما جاء في الروايات المستشهد بها آنفا، ما "يجعلنا نأمل أن يعيد الدارسون النظر فيما يسمونه بفكرة شياطين الشعراء" [26].
ويقف هذا الباحث عند قول الثعالبي الذي أكد فيه زعم الشعراء إلقاء الشياطين على أفواهها الشعر، ونسبة الشعر الجيد إلى ما كان أمرد من الجن، قائلا: "ويشير هذا النص إلى أن العرب لم تستخدم فكرة القوى الغيبية في تفسير مصدر الإبداع فحسب، بل استخدمتها في تفسير الملاحظات النقدية بجودة الشعر ورداءته وبتفاضل الشعراء في معيار الجودة إننا لسنا أمام كلام في الخرافة لا قيمة له، إننا أمام أفكار نقدية هامة تعالج ظواهر الإبداع الفني" [27].
وإذا تركنا قضية صدق أو كذب هذه الروايات ومدى أسطوريتها جانبا، وتأملنا دلالاتها ومدى صلتها بالتلقي حجر زاوية هذا البحث، اكتشفنا أن نسبة الإبداع عموما والشعر بخاصة إلى هذه القوى الخفية دليل ساطع على وعي وإحساس العرب الكبيرين بالتلقي وصدورهم عن هذه الرؤية التي تربط الشعر بالأثر.
إن العرب لم تجد تفسيرا لفعل الإبداع نظرا لآثاره البالغة في النفوس، وهذا الأثر راجع إلى انفعالها للكلام الشعري دون سائر الكلام الذي كانت تتلقاه في مجالسها وأنديتها.
إن هذه النسبة، وتلك التهمة التي وجهت للشعراء لاستعانتهم بهذه القوى الغيبية، ليسا قدحا في حق الشعراء وليسا انتقاصا من قدر الشعر، بل إن ذلك رفع لمنزلة الشعر والشعراء واعتراف بجلال ما تقوله القصائد وما تجود به القرائح.
إن هذه الظاهرة، وإن لم تصح على أرض الواقع، فهي مسلمة عاشت في ضمائر المتلقين وفي أنفسهم وكانت مصدر إعجاب بالشعر وانبهار أمامه ولا غرو أن يحظى الشعراء باعتبار فائق ربما يصل درجة تقديس هذه القوى الخفية، ألا يستمد منها حسب زعمهم القول؟

حواشي

[1] استقبال النص عند العرب،للدكتور محمد المبارك، 91، المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت، ط 1/1999.
[2] جمالية الألفة (النص ومتقبله في التراث النقدي)، لشكري المبخوت، 13، الحكمة قرطاج المجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون، 1993
[3] التلقي في النقد العربي القديم، رشيد يحياوي، مجلة علامات، 247، ج 19، المجلد 5، مارس 1996
[4] استقبال النص عند العرب، 10
[5] مفهوم الإبداع الفني في النقد العربي القديم لأحمد توفيق، 64، الهيئة المصرية العامة 1993
[6] نفسه
[7] مادة لهم في لسان العرب
[8] مناهج الدراسات الأدبية الحديثة، د. عمر الطالب، 59، مطبعة النجاح الجديدة، ط 1/1988.
[9] جمرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام لأبي زيد القرشي، تحقيق الدكتور محمد علي الهاشمي، ط 2/ دار القلم دمشق، 1/166.
[10] نفسه، 1/167
[11] نفسه، 1/168.
[12] نفسه.
[13] مفهوم الإبداع الفني، 57.
[14] جمهرة أشعار العرب، 1/184.
[15] مفهوم الإبداع الفني في النقد العربي القديم، 101.
[16] الموشح في مأخذ العلماء على الشعراء في عدة أنواع من صناعة الشعر للمرزباني، 447 تحقيق علي محمد البجاوي، دار الفكر العربي.
[17] نفسه، 451.
[18] الأسطورة والشعر العربي.. المكونات الأولى، لأحمد شمس الدين الحجاجي، مجلةفصول، م 4، ع 2/ 1984، 45
[19] ديوان حسان بن ثابت تحقيق الدكتور وليد عرفات، دار صادر، بيروت، 1/520.
[20] المستدرك على دواوين شعراء العرب المطبوعة، للدكتور رضوان محمد حسين النجار، 315، معهد المخطوطات، نقلا عن نصوص المصطلح النقدي لدى الشعراء الجاهليين والإسلاميين، للدكتور الشاهد البوشيخي، 173، ط.1 / 1413هـ - 1993، مطبوعات النجاح الجديدة الدار البيضاء.
[21] تمار القلوب في المضاف والمنسوب للثعالبي، 70، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار نهضة مصر ، القاهرة 1965.
[22] البلاغة العربية أصولها وامتداداتها، د. محمد العمري، 48، افريقيا الشرق 1999.
[23] نفسه.
[24] مفهوم الأدبية في التراث النقدي إلى نهاية القرن الرابع، توفيق الزبيدي، 55، النجاح الجديدة، الدار البيضاء، ط 2، 1987.
[25] نفسه، 59.
[26] مفهوم الإبداع الفني، 56.
[27] منهاج البلغاء وسراج الادباء، لحازم القرطاجني،تح محمد الحبيب بن الخوجة، 56، دار الغرب الاسلامي، بيروت لبنان ط 3/

</H1>

صقر الجنوب 04/10/2010 01:26 AM

الجن والشعر
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

هذا البيت من الصعب تقوله ثلاث مرات بدون ما تعتع والي ما يتعتع احتمال فيه جني :D والعهده على الراوي

وقـــــــــبر حــــرب بمكـــــــــان قـــــــــفر***وليـــس قـــرب قبر حــــرب قــــبر

ومن طلاسم شعر الجن هذا البيت

ألم ألم ألم ألم بدائه *** إن آن أن آن وقت علاجه



يقال ان الشاعر اذا كان خلاوي والقى قصيده بصوت مرتفع جاءه الرد وهو ماحوله احد ويسمى عند العرب شعر الهواتف او الهاتف وفيه قصص كثيره قديمه وحديثه عن الشي



وهذه قصه لواحد مر على شعيب وكان فيه زواج للجن وسمع المحاوره بين اثنين منهم قال الاول:


كف كبا كف مهلب مهلب الكف كب ------- مهياك يا صين يا صين اللصيص اللصب
على النهي والهجيرة والمضابي وشب ------ يا حيد منته كناني ماطر الصيف صب
يا مندر السمن من عضمان لحم الجلب

فرد عليه الشاعر الثاني :

كرعي كرع في ركع ماله شرع يندخل ------- صبحية السيل من في الليل رعده يشل
ووحلت بين المقاسم ما دريت أين شل -------- ما بين حدبا وقادم والسنام الفشل
أصفر معصفر عسل صبه ضبي لحم بل

الظاهر معاني الكلمات واضحه ما تحتاج شرح :p



اتمنى ان تنال هذه المداخله معكم على رضاكم واستحسانكم اخوكم ابو انفال محب للشعر بس ما يقوله

صقر الجنوب 04/10/2010 01:32 AM

وهذه هي ملحمة الجن:للشاعر محمد الدحيمي

ليـلة البـــــــــــارح .. رقد بعضي ينازعــه أغلبي
ـــــــــــــــــــ ليلة ٍ بآخــــــــــــــــر ليـالي الحج غـدراً مظـلمة

كـنّي اللـــــــــــــــــي نـايـمٍ ما بين داب وعقـربي
ـــــــــــــــــــ هي حقيـقــــــــــــة ؟ هي خيالٍ سجّ ؟ هي حلم احلمه ؟

قمت من صـوتٍ دعـانــــــــــي وانثنيت على ركبي
ـــــــــــــــــــ وإلاَّ أنا أناظر قبـالــــــــــــــــــــــي ناقـةٍ متكلـمه

يا نيـازك لو عرجـتي فوق دخــــــــــــان أشهبي
ـــــــــــــــــــ اعلـقي في زئبـقي فـــــــــــــــــــي مارجٍ متنجــمه

قلت : وش قومك ؟ وش انتي ؟ واصدقي لا تكذبي
ـــــــــــــــــــ جاوبتـني شاعـره من الجـــــــــــــن وانظم مبهـمه

وقبل تنـشــدني ترى اسمي ( أَبْكمه ) يا صاحبي
ـــــــــــــــــــ وإدر كانك ما دريت إن أشعر الجــــــــــــــن ابكمه !

اسكن ( البَرْلــَس ) على وادي يسمى ( المحلبي )
ـــــــــــــــــــ في نهــــــــــــاية ( طور موسى ) جلّ ربٍّ كلّـمه

جيت اباسمع منك شعـر الوصـف .. واشبّ لهبي
ـــــــــــــــــــ كان توصف مثـــــــــل (جدّك) ياعسى الله يرحـمه

جـدّك اللي من سمـــــع شعره ذهل واستغربي
ـــــــــــــــــــ مثل وصفه لاجمل سنينـــــه ( بـ..نوق مدرهمه )

قلت : حيــاك ارحـبي ثم ارحـبـــــــي ثم ارحـبي
ـــــــــــــــــــ في ضيـافة شـاعرٍ يثـنــــــــــــي القصيد ويلجـمه

شاعــرٍ ورَّد هواجيـسه علــــــــــــى ما هو يبي
ـــــــــــــــــــ وأعذب الشعـــــر أصدقه في أغربه في أجهـمه

من شيــوخ دحيـم جدانــــه.. وخـــــــاله تغلـبي
ـــــــــــــــــــ إن طلع عزّ وشـرف.. والأَّ طمـــــن في مكرمة

قد ورثـت الطيب قبل الشـعــــــر من جدي وابي
ـــــــــــــــــــ ولابـتي سيـل الحقــــــــــــــوق اللي تـزابر مرزمه

واشـهد إني من سنـام الشعـــــر دسمّـت شنبي
ـــــــــــــــــــ وهاتي أشعر شاعرٍ من الجــــــن .. نذرٍ لا أفحمه

ودام يستهويك شعــرالوصف با أنظم وأطـربي
ـــــــــــــــــــ عـ.. القـوافــــــــــــــي نفسها قدامك الحين انظـمه -

واصفٍ حلو التــرايب والقــــــــوام الأكـعبي
ـــــــــــــــــــ وأبتدي : بسم الله الرحمن سِمْعــــــي يا ( بْكمه ):-

..........##........


جـادلٍ بحجـاجها.. فجــــــــرٍ زبنـه المغــربي
ـــــــــــــــــــ عـنز ريـمٍ نثـّرتـني بيــــــــــــــــــن خزر وسلهـمه

في سـواد عيـونها .. فاجـــر يقول إنه : نبي
ـــــــــــــــــــ كل صـابي يتبعـه ويصـــــــــــــــدقه .. يهـدر دمه

وفي لحظـها .. حـاكمٍٍ سفــــــاح متهـور غبي
ـــــــــــــــــــ يطلب الرحـمة لميتـــــــــــــــه يوم شبـع من لحمه

وفي هدبـها .. مدهلٍ راعـيـــــه شيــخٍ يعـربي
ـــــــــــــــــــ أجــوديٍ نوب يعزمنــــــــــــي .. وأنا نوب اعزمه

راعـني خـالٍ بوجنتهـــــــا تقلْ .. عبْد مْسـبي
ـــــــــــــــــــ حارس ٍ روض الزهـــــــــــر من كل يمناً مجـرمـه

ومن قليـب اللول .. جاء ثعبــــان فضي لولبي
ـــــــــــــــــــ من لعق سمّـه .. يقـــــــــول : الشهد مرّ وعلقـمه

كلما بلّل شفـق عنــابهــــــــــــــــا قال : عْجــبي
ـــــــــــــــــــ راح ينشد لولها هي مشركــــــــــه ؟ هي مسلمة ؟-

ويوم جاء اللول بيجاوب قلت : ربــي رووف بي
ـــــــــــــــــــ ناض برّاق الثمان .. وســــــــــــال وادي عكـرمه

الندى .. عـودٍ غدا بأوجــانهـــــــا .. طفل يحبي
ـــــــــــــــــــ والعطر.. راعي باثـرْها يحـــــــــــدي ابله وغنمه

ومن جـدايلها.. تجـــلاَّ فـارسٍ قال : العبي
ـــــــــــــــــــ واستفزي الريـح يا بنت الهبــــــــــوب المدهمـه

وفي نحـرها .. كـافر ٍ لعيـونـي يقول : إذنبي
ـــــــــــــــــــ كل ما ياكل رطب شوفي .. حذفنـــــــــــي بعجـمه

في ترايـبها .. ثمر طـاح بنهـــم عين اشعـبي
ـــــــــــــــــــ جاء يقول لخصـــــرها الميـاس : حذرا ما انهـمه -

انثـنى الخصــر وتمـايــــل .. قال : قبلك مرّبي
ـــــــــــــــــــ توه اللي كان ضيفــــــــــــــــي وانظر آثـار قدمـه

الجمل .. هجّ وتـذيّر يــــــــــوم شاف الأحــدبي
ـــــــــــــــــــ والحدب قال : إش معــــه ؟ ما ينظر لحدب سنمه

كل نضـره روّحت حبلــــــى .. تجي معها صبي
ـــــــــــــــــــ راح جـوعه ينشـــــــــــــــد أمه وش بلاها تفطمه ؟

لا مشت .. في مشيها خطو الكحـيــــل الأشهبي
ـــــــــــــــــــ لا انثنت ( حايل ثنيـــــــــــــّه ) لا ربـاع ولا قحمه

كنها لا لدّت النظرة خجـــــــــــــــــل عا المنكــبي
ـــــــــــــــــــ صادقٍ .. يستـودع الفتـّان ســــــــــــــــــــرٍّ يكتـمه
في خجلها .. بنت شيخٍ طاحت بحـــــــــــب أجنبي
ـــــــــــــــــــ في غنجها .. مهـرةٍ تتلي الصهيــــــــــــل بهمهـمه

في رضاها.. حصـنــــــــــــيٍ يتـلذذ بحمـض عنبي
ـــــــــــــــــــ في عتبها .. ظالـمٍ حطـــــــــــــــــوه قاضي محكـمة

لا اقبلت .. مثل الحمام - ولا ادبرت .. مثل الظبي
ـــــــــــــــــــ لا اوقفت .. طير الهداد - ولا جْلســت .. تقل رْخمه

لا وردتي يا مغـــاتيري علــــــــــــى العدّ اشـربي
ـــــــــــــــــــ وهيجـني : يا حـــــــــــي ذا المبسم ومنهو مبسمه

مبسمٍ يوم يتبسم كل عــــــــــــــــــرقٍ صـاح بي
ـــــــــــــــــــ وتلّني .. قـوم الثـمــــــــــــه .. نذرٍ علي أن تلثـمه

أذن الفجر ووقفت .. إلاّ ( اْبكمــــه ) تقْل : طْلبي
ـــــــــــــــــــ ( ياالدحيـمي ها القصـيدة سمّهـــــــــــا بالملحـمة )

صقر الجنوب 04/10/2010 01:33 AM

طه حسين والشعر الجاهلى



ولد طه حسين (1889 – 1973م) فى قرية صغيرة فى صعيد مصر. وبالرغم من فقده لبصره فى سن مبكرة, إلا أن هذا لم يمنعه من مواصلة تعليمه, وحصوله على أعلا الدرجات العلمية. فبعد مرحلة الكتّاب, إلتحق بالأزهر فى سن الثالثة عشر ليقضى به عشر سنوات. ألم خلالها بقواعد وآداب اللغة العربية إلماما كاملا. ودرس فيها أصول الفقه والتاريخ الإسلامى دراسة مستوفية. وكان على إتصال أثناء دراسته بفكر الإمام محمد عبده. إذ كان يحضر بعض محاضراته عن الإسلام والفلسفة الإسلامية. وكان يطالع مقالات للكتاب الإسلاميين المعتدلين والصحفيين اللبنانيين وكتاب جريدة الجريدة وخصوصا أحمد لطفى السيد.

ثم إنتقل للدراسة بالجامعة المصرية وكانت حديثة العهد. يقوم بالتدريس بها أساتذة أوروبيين مثل ليتمان وبالينو وسانتلانا. مما أضاف بعدا جديدا لثقافته الدينية والعربية. وحصل من الجامعة المصرية على أجازة الدكتوراة فى أدب أبى العلاء المعرى.
فى عام 1915م, ذهب طه حسين إلى فرنسا ليقضى بها أربعة أعوام. إطلع خلالها على أدب أناضول فرانس وكومتيه ورينان. وكان يواظب على حضور محاضرات درخيم. وخلال فترة البعثة هذه, تزوج من فتاة فرنسية كانت هى نور عينيه. وفى نهاية البعثة حصل على أجازة الدكتوراه من جامعة السربون فى أعمال إبن خلدون. ومنذ عودته إلى مصر عام 1919م, ولمدة ثلاثين عاما متواصلة, كان الدكتور طه حسين فى مركز الحركة الأدبية والأكادمية فى مصر.

عمل أستاذا وعميدا لكلية الآداب جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا), وجامعة الإسكندرية, ووزيرا للمعارف (1950 – 1952م). وكانت خيرة إنتاجه الفكرى والأدبى فى فترة العشرينيات والثلاثينيات. متمثلة فى العديد من المقالات الصحفية والروايات الأدبية ودراسات فى التاريخ الإسلامى. وكتاب عن حياته (الأيام) ينتقد فيه التعليم. ومجموعة دراسات إجتماعية وسياسية ترجمت معظمها إلى عدة لغات أجنبية. إستحق بسببها لقب عميد الأدب العربى بجدارة. إلا أنه قد مر خلال فترة نشاطه الفكرى هذا بأزمتين حادتين. تركا فى نفسه أثرا بالغا. الأولى عام 1926م, عندما نشر كتابه "فى الشعر الجاهلى", والثانية عام 1938م عندما نشر كتابه "مستقبل الثقافة فى مصر".

جاء فى كتاب "فى الشعر الجاهلى" لطه حسين أن الأدب العربى فى الخمسين سنة الأخيرة قد إنحدر وأصابه المسخ والتشويه, بسبب مجموعة إحتكرت اللغة العربية وآدابها بحكم القانون. وهذا أمر ليس خليق بأمة كالأمة المصرية, كانت منذ عرفها التاريخ ملجأ الأدب وموئل الحضارة. عصمت الأدب اليونانى من الضياع. وحمت الأدب العربى من سطوة العجمة وبأس الترك والتتر.

الأدب العربى, يجب أن يُعتمد فى درسه على إتقان اللغات السامية وآدابها. وعلى إتقان اللغتين اليونانية واللاتينية وآدابهما. بالإضافة إلى تفهم التوراة والإنجيل والقرآن. إذ كيف السبيل إلى درس الأدب العربى, إذا لم نقم بدراسة هذه الموضوعات كلها. فهل نظن أن من شيوخ الأدب فى مصر, من قرأ إلياذة هوميروس وينادة فرجيل؟ لقد كان الجاحظ أديبا لأنه كان مثقفا قبل أن يكون لغويا أو بيانيا أو كاتبا. وكان يتقن فلسفة اليونان وعلومهم وسياسة الفرس وحكمة الهنود. وكان على علم بالتاريخ وتقويم البلدان. ولو عاش الجاحظ فى هذا العصر, لحاول إتقان الفلسفة الألمانية والفرنسية. وهذا ما يفعله بالضبط أستاذ الأدب الإنجليزى أو الفرنسى اليوم. يكفى أن تنظر فى أدب أبى العلاء المعرى لترى أننا فى حاجة إلى علوم الدين الإسلامى كلها. وإلى النصرانية واليهودية ومذاهب الهند فى الديانات. وهذا لكى نفهم شعر أبى العلاء. فالأدب لا يمكن أن يثمر إلا إذا إعتمد على علوم تعينه, وعلى ثقافة تغنيه.

اللغة العربية لغة مقدسة, لأنها لغة القرآن الكريم والدين. ولأنها مقدسة, لا تخضع للبحث العلمى الصحيح الذى قد يستلزم النقد والتكذيب والإنكار والشك على أقل تقدير. أما طه حسين, فيريد أن يكون تدريس اللغة العربية وآدابها, شأن العلوم التى ظفرت بحريتها من قبل. فدراسة الأدب العربى اليوم, تقتصر على مدح أهل السنة, وذم المعتزلة والشيعة والخوارج والكفار. وليس فى ذلك شأن ولا منفعة, ولا غاية علمية بالنسبة لأدب اللغة العربية. فالأدب العربى شئ, والتبشير بالإسلام شئ آخر. فمثلا إذا أمرت السلطة السياسية الكتاب والمؤرخين أن تكون كتاباتهم ودراساتهم مقصورة على تأييد السلطة السياسية, أليس الكتاب جميعا, إن كانوا خليقين بهذا الإسم, يؤثرون أن يبيعوا الفول والكراث, على أن يكونوا أدوات فى أيدى الساسة, يفسدون بهم العلم والأخلاق.

لقد أغلق أنصار القديم على أنفسهم فى الأدب باب الإجتهاد. كما أغلقه الفقهاء فى الفقه, والمتكلمون فى الكلام. فما زال العرب ينقسمون إلى بائدة وباقية, وإلى عاربة ومستعربة. ومازال أولائك من جرهم, وهؤلاء من ولد إسماعيل. ومازال إمرء القيس صاحب "قفا نبك...", وطرفة صاحب "لخولة أطلال...", وعمر بن كلثوم "ألا هبى...".

لكننى, والكلام هنا لطه حسين, شككت فى قيمة الأدب الجاهلى, والححت فى الشك. وإنتهيت إلى أن الكثرة المطلقة مما نسميه أدبا جاهليا, ليس من الجاهلية فى شئ. إنما هى منحولة بعد ظهور الإسلام. فهى إسلامية تمثل حياة المسلمين وميولهم وأهوائهم, أكثر مما تمثل حياة الجاهليين. وما بقى من الأدب الجاهلى الصحيح قليل جدا, لا يمثل شيئا, ولا يدل على شئ, ولا ينبغى الإعتماد عليه فى إستخراج الصورة الأدبية الصحيحة لهذا العصر الجاهلى. فالشعر الذى ينسب إلى إمرء القيس أو إلى الأعشى أو إلى غيرهما من الشعراء الجاهليين, لا يمكن من الوجهة اللغوية والفنية أن يكون لهؤلاء الشعراء. ولا أن يكون قد قبل وأذيع قبل أن يظهر القرآن. لذلك لا ينبغى أن يستشهد بهذا الشعر على تفسير القرآن وتأويل الحديث. وإنما ينبغى أن يستشهد بالقرآن والحديث على تفسير هذا الشعر وتأويله. فحياة العرب الجاهليين, ظاهرة فى شعر الفرزدق وجرير وذى الرمة والأخطل والراعى أكثر من ظهورها فى هذا الشعر, الذى ينسب إلى طرفة وعنترة وبشر بن أبى خازم.

أما سبل نحل الشعر الجاهلى, كما سردها طه حسين, فهى سياسية ودينية. فبعد هجرة الرسول إلى المدينة, نشأت عداوة بين مكة والمدينة. إصطبغت بالدم يوم إنتصر الأنصار فى بدر, ويوم إنتصرت قريش فى أحد. فوقف شعراء الأنصار وشعراء قريش, يتهاجون ويتجادلون ويتناضلون. يدافع كل فريق عن أحسابه وأنسابه, ويشيد بذكرى قومه. وبعد فتح مكة بقليل, وبعد أن توحدت قريش مع الأنصار, توفى الرسول ولم يضع قاعدة للخلافة, ولا دستورا للحكم لهذه الأمة التى جمعها بعد فرقة. فعادت هذه الضغائن إلى الظهور. وإستيقظت الفتنة بعد نومها. وزال الرماد الذى كان يخفى الأحقاد. فإختلف المهاجرون من قريش مع الأنصار فى الخلافة. أين تكون ولمن تكون. وكاد الأمر يفسد بين الفريقين. لولا حزم نفر من قريش وقوة قريش المادية. فأذعن الأنصار. وقبلوا أن تخرج الإمارة إلى قريش. إلا سعد بن عبادة الأنصارى, الذى أبى أن يبايع أبا بكر, وأن يبايع عمر. وظل يمثل المعارضة. قوى الشكيمة, ماضى العزيمة. حتى قُتل غيلة فى بعض أسفاره. وزعم الرواة أن قتله الجن. ولما قُتل عمر وإنتهت الخلافة إلى عثمان, أصبحت الخلافة فى بنى أمية. وإشتدت عصبية الأمويين. وإشتدت العصبيات الأخرى بين العرب. وبعد مقتل عثمان وإفتراق المسلمين, إنتهى الأمركله لبنى أمية, بعد تلك الفتن والحروب. فالعصبية وما يتصل بها من المنافع السياسية, قد كانت من أهم الأسباب التى حملت العرب على نحل الشعر للجاهليين. فإبن سلام يعترف بأن أهل العلم قادرون على أن يميزوا الشعر الذى ينحله الرواة فى سهولة. لكنهم يجدون مشقة وعسرا فى تمييز الشعر الذى ينحله العرب أنفسهم.

لم تكن العواطف والمنافع الدينية أقل من العواطف والمنافع السياسية أثرا فى تكلف الشعر ونحله. وإضافته إلى الجاهليين. فكان هذا النحل فى بعض أطواره, يقصد به إثبات صحة وصدق النبى. وكل ما يتصل ببعثته من أخبار وقصص. تروى لتقنع العامة بأن علماء العرب وكهانهم وأخبار اليهود ورهبان النصارى, كانوا ينتظرون بعثة نبى عربى, يخرج من قريش أو مكة.

كما كان هناك لونا آخر من الشعر المنحول. نسب إلى الجاهليين من عرب الجن. فالأمة العربية لم تكن أمة من الناس فقط. وإنما كانت هناك أمة أخرى من الجن. تحيا حياة الأمة الإنسية. وكانت تقول الشعر. وأنطقوا الجن بضروب من الشعر وفنون من السجع. ووضعوا على النبى نفسه أحاديث, لم يكن بد منها, لتأويل آيات القرآن على النحو الذى يريدونه ويقصدون إليه. وفى طبقات الشعراء لإبن سلام, نجده يثبت أن الشعر الذى يلجأ إليه القصاص لتفسير ما جاء بالقرآن الكريم من أخبار الأمم القديمة البائدة لعاد وثمود ومن إليهم, هو شعر منحول وضعه إبن إسحق الذى لم يكتف بذلك. وإنما نسب الشعر إلى آدم نفسه, حين زعم بأنه رثى هابيل حين قتله أخوه قابيل.

وسبب آخر لنحل الشعر, ظهر عندما إتصلت الحياة العلمية عند العرب بالأمم المغلوبة والموالى. فأرادوا أن يدرسوا القرآن درسا لغويا, ويثبتوا صحة ألفاظه العربية ومعانيه. فحرصوا على أن يستشهدوا على كل كلمة من كلمات القرآن بشئ من شعر العرب. يثبت أن هذه الكلمة القرآنية عربية لا سبيل إلى الشك فى عربيتها.

وكانت هناك أيضا خصومات بين العلماء. كان لها تأثير غير قليل فى مكانة العالم وشهرته ورأى الناس فيه. فإستشهدوا بشعر الجاهليين على كل شئ. فالمعتزلة مثلا, يثبتون مذاهبهم بشعر الجاهليين. إلا أن هذا الشعر الجاهلى المنحول, إستغله بعض المستشرقين للنيل من الإسلام. فيزعم "كليمان هوار" فى فصل طويل نشر فى المجلة الأسيوية عام 1904م, أنه قد إستكشف مصدرا جديدا من مصادر القرآن الكريم. وهو شعر أمية بن أبى الصلت. وأن الرسول قد إستعان به فى نظم القرآن الكريم.

أما طه حسين, فهو يرتاب فى شعر أمية بن أبى الصلت. ويقول أنه حتى إذا جاء فى شعر أمية أخبارا وردت فى القرآن. كأخبار ثمود وصالح والناقة والصيحة. فمن الذى زعم أن ما جاء بالقرآن الكريم من أخبار, كان مجهولا قبل أن يجئ به القرآن؟ ومن الذى يستطيع أن ينكر, أن كثيرا من القصص القرآنى كان معروفا بعضه عند اليهود, وبعضه عند النصارى, وبعضه عند العرب أنفسهم. أما شعر أمية بن أبى الصلت, إنما نحل نحلا. نحله المسلمون ليثبتوا أن للإسلام قدمه وسابقه فى البلاد العربية. ومن هنا لا نستطيع أن نقبل ما يضاف إلى هؤلاء الشعراء والمتحنفين. إلا مع شئ من الإحتياط والشك غير قليل. فالقرآن الكريم وحده هو النص العربى القديم, الذى يستطيع المؤرخ أن يطمئن إلى صحته. ويعتبره مشخصا للعصر الذى تلى فيه.

أثار كتاب طه حسين "فى الشعر الجاهلى" معارضة شديدة. لأنه يقدم أسلوبا نقديا جديدا للغة العربية وآدابها. يخالف الأسلوب النقدى القديم المتوارث. هذه المعارضة, قادها رجال الأزهر. وإتهم طه حسين فى إيمانه. وسحب الكتاب من الأسواق لتعديل بعض أجزائه. وقامت وزارة إسماعيل صدقى باشا عام 1932م بفصله من الجامعة كرئيس لكلية الآداب. فاحتج على ذلك رئيس الجامعة أحمد لطفى السيد, وقدم إستقالته. ولم يعد طه حسين إلى منصبه, إلا عندما تقلد الوفد الحكم عام 1936م.

وهكذا يتكرر فصل جديد مأساوى فى ملحمة تاريخ البشرية. حينما يصطدم الجديد بالقديم. والعلم بالمتوارث. فكل ما نعرف هو الصحيح واليقين. ومالا نعرف هو الخطأ البين. وكلما قلّت معارفنا, كلما زادت ثقتنا فيما نعلمه. وزادت ضراوتنا فى الحفاظ على هذا القليل. فالعقل جريمة وإستخدام الفكر خطيئة. إذا حاولا أن يصححا أفكارنا ومفاهيمنا الخاطئة. هذا بالرغم من تعاليم الإسلام الواضحة, التى تأمرنا بوجوب إستخدام العقل والفكر فى كل الأمور. وكما يقول العقاد: "وجوب إستخدام العقل فى الإسلام فريضة واجبة".


صقر الجنوب 04/10/2010 01:34 AM

يسمونهم شياطين الشعراء ,
وان لكل شاعر قريِن ( حفظكم الله)


يلهمه ويلقنه _ وهما على وفاق تام

ولكن

ماذا لو حاول القرين الإستبداد

والإنفصال عن جسد الشاعر ............؟

وفتح لنفسه ( منتدى إبليسى )

وبداء بمثل هذه البداية


ترى ...........

كيف هى مفرداته فى قواميسنا العربية.................؟

ترى

كيف سنفهم عنه....وقد إنفصل وترك شيفرة الحروف عند المفصول عنه........؟


هذه محاولة بسيطة غايتها الإبتسام

فهل نفعلها ونبتسم ...............؟

مع القصيدة العرجاء :_


يقول الشاعر:


تدفق في البطحاء بعد تبهطل**** و قعقع في البيداء غير مزركل


و سار بأركان العقيش مقرنصاً**** و هام بكل القارطات بشنكل


و يسعى دوماً بين هك و هنكل**** يقول ما بال البحاط مقرمطاً


و إن قـرط المحشوط ناء بكلكل****إذا اقبـل البعراط طـاح بهمةٍ


يكاد على فرط الحطيف يبقبق**** و يضرب ما بين الهماط و كندل


فيا ايها البغقوش لست بقاعدٍ**** ولا انت في كل البحيص بطنبل


_____________________________________



معاني الكلمات (( على الرُغم أنها واضحة ولا تحتاج الى مزيد من الإيضاح))

لكن كل ما فى الأمر عمل الخير , فى تسهيل المُسهل للمُستصعب.. لاغير



تبهطل :أي تكرنف في المشاحط وهو جمع مشحاط


المزركل : هو كل بعبيط اصابتة فطاطه وهي من فط يفط فطاً


العقيش : هو البقس المزركب وليس المكربس وهناك فرق


مقرنطاً : أي كثير التمقمق ليلاً قالت العرب مقرنطا اي ممقمقا


البحاط : اي الفكاش المكتئب


مقرطماً : أي مزنفلاً


هك : الهك او البقيص الصغير


البعراط : هو مفرد البعاريط وهو العكوش المضيئه


أقرط: أي قرطف يده من شدة البرد أي تشفلح


المحطوش :هو المتفارش بغير مهباج و الفعل منها حطش و الفاعل حاطش


يبقبق : أي يهترج بشدة وهو قبل العنف


الهماط :هي عكوط تظهر ليلاً و تختفي نهاراً


الكندل : هو العنجف المتمارط


البغوش : هو المعطاط المكتنف

البحيص : هو واد بشمال المريخ


الطنبل : هو البعاق المتفرطش ساعة الغروب



و بعد هذا الشرح المفصل للألفاظ و الكلمات نود أن نذكر أن من قال هذه الأبيات هو:

الليث بن فأر الغضنفري , و كان شاعراً فطحلاً , روى الشعر وهو ابن عشرة اعوام فقط ... لاغير

(( ولقد عملت هذه القصيدة العرجاء على القضاء المبرم لحصيلة المفردات العربية التى جمَّعتها فى الأيام الخوالى )))


ووجدتُ نفسى محتاج الى البداء من جديد فى تعلم اللغة العربية

فهل أفلح يوماً فى فهمها ((( مثلكم الأن ))) ..........؟

صقر الجنوب 04/10/2010 01:35 AM

http://www.aw6an.com/vb/images/W-ENT...es/biggrin.gif

لقد ذكّرتني يا أخ بوراي بقصة قرأتها في صباي عن فارسيّ متعجرف ( وما أكثرهم !!! ) دخل إلى سوق عكاظ فوجد الناس يتحلّقون حول رجل يخطب فيهم فسأل ما هذا فقالوا له هذا سوق يجتمع فيه الناس ليتبارى فيه شعراؤهم أيّهم أشعر فبعد أن عبّر عن اشمئزازه من جلافة العرب وتعمّد أن يبدي خيلاءه أمام متحدّثيه قال : أنا أشعرهم ! http://www.aw6an.com/vb/images/W-ENT...s/confused.gif فقالوا ما أشعر بيت قلته؟ قال :

إنّ النواكير ساهت بعدما سبزت ***** واستشرنت بعدما كانت تراشيشا

صقر الجنوب 04/10/2010 01:36 AM

لقد أضحكتني لقصيدتك وألفاظك الرائعة أضحك الله سنك

واتألم لهذاا الواقع المرير الذي الذي ذكرته في موضوعك

لقد صدقت فشيطان الشعر هو شيطان

يزين للكثير من الناس حتى يوقعهم إما بالزلل إن كانوا شعراء

ليصبحوا من الغاوين

وإما بالهراء إن كانوا ليسوا شعراء

فترى من هب ودب تلبس ثوب الشعر وراح يهذي

بالطلاسم ليخرخ بها علينا ويقول هذا الشعر

أو يصف بعض الكلمات خلف بعضها ويقول قصيدة

وتنهال عليه المدائح من علم وممن لم يعلم

وإن انبرى له إنسان شريف مثل (بوراي)

وقال له هذا ليس شعرا فالويل ثم الويل

وستنهال القذائف على راس بوراي لأنه أبدى

برأيه الصريح

يابوراي

لقد أثرت هنا موضوعا جديرا بالتأمل والنقاش

لك مودتي

صقر الجنوب 04/10/2010 01:41 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
يحكى ان حرب بن أميه بن عبد شمس بن معاويه
بن أبي سفيان واول ملك في الإسلام قتلته الجن وقالت فيه هذا البيت من الشعر :


وقبر حرب بمكان قفر وليس قرب قبر حرب قبر

قالوا : والدليل على انه من اشعار الجن انه لا أحد يستطيع ان ينشدهما ثلاث مرات متصله ولا يتتعتع
فيها , ولو كان يستطيع ان ينشد أثقل شعر في الأرض واشقه عشرات المرات ولا يتتعتع
ولو كان المتنبي .
جربوا وشوفوا , انا جربت وضبطت معي .
ارجوا من الجميع المشاركه واللي تضبط يخبرني .

صقر الجنوب 04/10/2010 01:42 AM

شكراً عزيزتي الموضوع ليس جديد علي ولكن حاولت وأخطأت وأنا أنظرإلى الشعر ذاته والله أعلم بصحة القول لأنه مثل (الارجوزة التي تقول)
ياصاحب الشيط والشمليط والمقصات والملاقيط عطني شيطك وشمليطك ومقصاتك وملاقيطك حتى يجي شيطي وشمليطي ومقصاتي وملاقطي وأرد عليك شيطك وشمليطك ومقصاتك وملاقيطك واقول جزاك الله خير ياصاحب الشيط والشمليط والمقصات والملاقيط )بالرغم أني لا أعرف ماهما الشيط والشمليط
أتحدى أحد يقولها بسرعة ولومرة واحدة وما يخطىء, المهم ياعزيزتي يظهر أنه جاء من فكر رجل من أجدادناالعرب اللي فالينها فل والله وأعلم

صقر الجنوب 04/10/2010 01:43 AM

في عالم الجن قصص حب ملتهبة ومثيرة لا تعرف الفشل..!!

أعراس الجن فيها (ترف ما عادي).. وأشهد كل مناسباتهم..!!
الجن يغني ويرقص ولكن بأدب وذوق..!!
الجن منظم في كل شيء (ولا يعرف دفن الليل أب كراعاً برة)..!!
ماذا لو قال لك أحد من الناس إنه (معزوم).. اليوم لمناسبة تخص الجن.. قد تعتريك الدهشة والحيرة في آن واحد (زول ماشي للجن وقدموا ليهو دعوة).. حدث هذا معي، يوماً قال لي فيه شيخ بلة الغائب: (أنا ماشي على الجن.. عندهم مناسبة).. لم أندهش ولو للحظة واحدة، فالأمر عندي (عادي جداً).. لكني حاولت أن أكون كثير السؤال حول هذه المناسبة لأنها كانت في أيام مباركة وهي أيام 13،14،15 من الشهر العربي، إنها الأيام البيض الثلاث.. هل الأمر (صدفة).. أم ترتيب..؟!
كان هذا مدخلي للسؤال عن هذه المناسبة (غير المنظورة وهذه الجلسة الما خمج)..!!
* المناسبة دي خبرها شنو..؟!
- مناسبة (عرس)..!!
* والجن يعمل (قومة وقعدة).. للعرس..؟!
- هي.. قومة نصاح.. الدنيا تقوم وتقعد لو عرس جان وجنية.
* عايزين يكترو..؟!
- أصلاً هم كتار، لكن البحر لا يرفض الزيادة..!!
* والعرس عندهم كيف..؟!
- زينا.. لكن مين زيهم، زينا في أنهم يختارون بحرية كاملة وبلا أى قيود أو شروط..!!
*يعنى (ما في جنية).. غصبوها على الزواج..؟!
- هذا لا يحدث مطلقاً، والجان ديمقراطي جداً في بيته، وأسرته وأسألوني أنا..!!
* يعني الجان يختار الجنية إذا أعجب بها..؟!
- بالحيل، وكل عرس هنالك برضاء تام وكامل، وما في عرس (فوقو مشاكل).. العرس هناك يعجب..!!
* طيب.. الجن (يشوف الجنية).. وين..؟!
- عالم الجن، عالم مفتوح، ليس فيه تعقيدات وهم مع بعضهم طوال الوقت إذا كانوا يعيشون في مكان واحد..!!
* هل الجان يتزوج من أخته مثلاً..؟!
- لا.. لم يحدث ولن يحدث ذلك..؟!
* لماذا..؟!
- هنالك أعراف وقوانين تنظم حياتهم ويسيرون عليها ويطيعونها طاعة تامة ولا يوجد من يخترقها أو يكسرها، بل لا يفكر في ذلك مجرد تفكير..!!
* هل المسألة عندهم محارم مثلنا نحن البشر المسلمين..؟!
- هي أعراف للجميع..!!
* الجن طبعاً في داخله أسر وعشائر..؟!
- نعم.. وتحدث المصاهرة بين تلك الأسر والعشائر..!!
* هل في عالم الجن (حكاية غطي قدحك)..؟!
- ليست كثيرة، فهو عالم متحضر ومتقدم جداً ويبني كل علاقاته على الإنفتاح..!!
* طيب، هل يفرض الأب الجان على ابنه الزواج من جنية معينة..؟!
- يشير عليه فقط، لكن لا يجبره على فعل ذلك وإنما يوضح المزايا التي يجنيها إذا تزوج من هذه الجنية..!!
* هل الجن يتزوج عن قصة حب..؟!
- ليس كله، فهناك من يتزوج زواجاً عادياً، وهناك من يتزوج عن قصص حب ملتهبة ومثيرة..!!
* هل تعرف قصص حب هناك..؟!
- ( لا ليها أول ولا آخر).. قصص بالجملة وكلها إنتهت نهاية سعيدة بالزواج.
* يعني (ما في جن قلبو مجروح ومكسور)..؟!
- كل جان وجنية ينتصران لحبهما وإتفاقهما، وعمري وأنا في هذا العالم (ما شفت جان أو جنية حصل له أو حصل لها فشل في قصة حبها)..!!
* هل الجن مخلص جداً في الحب..؟!
- مخلص لأبعد حد، والجن لا يخون في الحب مهما كان..!!
* حتى لو وجد الأسباب للخيانة..؟!
- أسباب زي شنو..؟!
* يعنى جنية مثلاً كانت تحب (جن عادي).. وفجأة ظهر أمامها (جن عندو مقام).. وتقدم للزواج منها..؟!
- هي لا تفعل ذلك، وهو لا يفعل ذلك لأنه يكون على علم تام بقصتها، ولا يستطيع تكسير الأعراف والقوانين..!!
* ممكن الجن يحب ويكتم في قلبو..؟!
- الجن يصارح بالحب ولا يكتمه..!!
* هل هنالك حالات طلاق في الجن..؟!
- لا.. الجن لا يعرف الطلاق والإنفصال..!!
* هل الجن يعرف (غزل البنات).. مثل البشر..؟!
- الجن يعرف كل شيء، لكنه راقي حتى في تقديم نفسه كحبيب وكطالب زواج، الجان (نجيض).. في معرفة مداخل الحب ويعرف يدخل إلى قلب الجنية كيف ومتى وأين..؟!
* لو الجنية أعجبت بجان هل تخبره أم تسكت..؟!
- يختلف ذلك حسب نوع الجنية، فالجنية صاحبة المقام الرفيع يمنعها الكبرياء من أن تصرح بحبها.. وهذا قد يكون غير منطقي وغير مقبول، أما الجنية العادية فيمكنها أن تصرح للجان بحبها.
* هل الجنية خجولة..؟!
- الجنيات خجولات جداًَ..!!
* المناسبة (مناسبة عرس).. هل سيكون عادياً أم أسطورياً..؟!
- العرس عند الجن (كلو أسطوري).. يعني بلغة البشر كل الأعراس هناك (5) نجوم..!!
* كيف يعني..؟!
- عرس (فيهو إسراف).. والجن (يسوي العجب).. في أعراسه..!!
* يعني أعراس (هاي).. كما يقولون..؟!
- الجن (مترف).. جداً وإحتفالاته لا تنتهي بسرعة في كل مناسباته..؟!
* ما هي أعظم مناسبة عند الجن..؟!
- مناسبة تنصيب ملك جديد وهي تعتبر مثل العيد الرسمي للدول عند البشر..!!
* العرس.. قصتو وتفاصيلو..؟!
- العالم الثاني يدعونني لحضور أي مناسبة يقيمها هناك، وحضوري تلك المناسبة يعد تشريفاً لصاحبها لأن الجن أصلاً يتباهى ويتفاخر بأصدقائه من البشر، وكلما كان صديقه من البشر من الذين يسخرونه وأصحاب مقامات عالية في ذلك يزداد فخراً وتباهياً إذا حضر مناسبة تخصه..!!
* هل الجن يغني ويرقص..؟!
- الجن عالم فيه كل شيء مثل عالم البشر، فهم يغنون ويرقصون ويطربون وينشدون الأشعار الجميلة..!!
*هل الجن يحب الكلام السمح..؟!
- بالحيل.. وحتى البشر عندما يبرع أحدهم في كتابة الكلام والشعر يقولون عنه (الزول ده معاهو جن).. والجن يكتب الشعر ويعرف أن يغني بطريقة رائعة..!!
* وأنت تفهم هذا الغناء..؟!
- نعم أفهمه جيداً وأطرب له أيما طرب.. ولو فهم معانيه واحد من البشر لرقص طرباً وتمايل فرحاً.
* هل كل الغناء في الجن من النوع الراقي، بمعنى هل يوجد غناء ما جميل.. يعني غنى هابط..؟!
- الجن يسمع غنى هابط هذا واحد من المستحيلات التي لن تتحقق مطلقاً، الجن لا يعرف إلا الكلمة الجميلة والراقية والمعبرة..!!
* طيب.. لو طلبنا منك مقطع واحد من غناء الجن..؟!
- سأقوله لكم بعد أن أقوم بتفسيره مثلاً الجن يكتب شعراً بقافية وبغير قافية ويكتب النثر، وكل ذلك لن تجد فيه كلمة (ما جميلة).. وهذا رهان..!!
فعبارات مثل (القمر يتوضأ عند قدميك).. لا ليقبل قدميك، ولكن ليستعير بعض الضوء المتدفق منهما ففيهما تكميل الضوء والفكرة.. رأيك شنو في الكلام ده..؟!
أظنه يتدفق جمالاً وحيوية بازخة..!!
* هل حفلات الجن فيها إختلاط..؟!
- الجن مجتمع مفتوح، لكنه كثير الإنضباط وعميق الأدب..!!
* رقيص الجن كيف..؟!
- بهدوء شديد..!!
* عكس البشر يعني..؟!
- بالتأكيد، فهم على درجة من الرقي في أى شيء..!!
* في مناسباتهم ماذا تأكل..؟!
- أكلنا العادي، بل إنني أخدم باكرام والجن (يقيف على حيلو، عشان يخدمني).. أكل البشر أشكال وألوان أجده أمامي، فالجن الكرم عنده من الأشياء المهمة جداً، (وما في جن بخيل)..!!
* يعنى بحساب الزمن المناسبة تستغرق كم من الزمن..؟!
- أنا أصلاً عندما أكون معهم لا أحس بالزمن مطلقاً، لأنني أكون في عالم أنا (أحبه جداً).. لكن غالباً ما أعود بعد يوم أو يومين أو ثلاثة على حسب المناسبة ونوعيتها..!!
* كيف نوعية المناسبة..؟!
- مناسبة مثل تنصيب ملك جديد تستغرق زمناً طويلاً لأنه تسبقها طقوس وإحتفالات صغيرة ولابد أن يشهدها أصحاب المقامات هنا وهناك..؟!
- ماذا تعني بكلمة هنا وهناك..؟!
- هنا في عالم الجن نفسه، وهناك من عالم البشر فمن الضرورة حضور أصحاب المقامات الذين يسخرون الجن فهم جزء أصيل من هذا العالم وما يحدث فيه يهمهم بأي شكل من الأشكال..!!
* هل حدث وغبت عن مناسبة من مناسباتهم..؟!
- لا.. فأنا دائم الحضور معهم، وهم دائمين في الحضور معي..!!
* لو قلت عايز أمشي معاك مناسبة جن..؟!
- لكن، بتقدر على الكلام ده..!!
* ولو أصررت على ذلك..؟!
- لشوقك والباقي عليك..!!
* هل في العرس الجن (عندو مهر)..؟!
- ليس بالمعني المعروف عندنا، وإنما هو إتفاق بين اثنين على شيء معين يجب الإيفاء به وهو ملزم للطرفين..!!
* من يعطي شرعية الأعراس..؟!
- ملك الجن أو من ينوب عنه..!!
* هل كل أعراس الجن في العلن..؟!
- الجن مجتمع صريح وصادق، وليس عندهم الأفعال التي تكون في الظلام..!!
* هل الجن كثير الولادة..؟!
- بصورة لا يتخيلها عقل إنسان، فهم كثرة كثرة لا تكاد تحصي، وبالإضافة إنهم معمرون تضيق بهم المساحات التي يسكننوها مهما كبرت وزدادت المساحة فيها..!!
* هل الجن يجب المظاهر لذلك يكون مترفاً في إحتفالاته ومناسباته..؟!
- المجتمع والطبع العام طبع ترف، بمعنى أن الترف أصبح سلوكاً عاماً كأنه شيء متفق عليه في ما بينهم، والجن (تعجبو نفسو وحاجتو).. لذلك تراه يتبع طريق الترف فيها كثيراً..!!
* وأنت عندما تكون معهم هل تقارن بينهم وبيننا كبشر..؟!
- أنا دائم المقارنة بين الجن والبشر وأحدث نفسي لماذا لا يستفيد البشر من الجن فهو عالم منظم ودقيق وفيه مفكرون ويعرفون حتى الإستراتيجية وما عندهم أمر يتم على طريقة (دفن الليل أب كراعاً برة).. كل أمر متقن، وكل فرد يقوم بواجبه بكفاءة عالية، ولو أنك شهدت مناسبة من مناسباتهم لاكتشفت ذلك بنفسك، مناسبة كاملة فيها ما فيها من أعداد الحاضرين بشراً وجناً ولا تحدث فيها (ولا غلطة واحدة).. وتنظر لكل شيء تراه على أكمل وجه..!!
* هل هنالك شعوب استفادت من نظام الجن..؟!
- كثيرون أستفادوا من ذلك النظام وطبقوه في حياتهم، فاليهود مثلاً الجن واحد من أدوات الإستراتيجية عندهم بلا منازع في كل أوجه حياتهم سياسة واقتصاد واجتماع وثقافة وكل شيء، ففي كل حاجة يهودية الجن (عندو طرف فيها).. وهم يعلمون ذلك تمام العلم، وكل ذلك بفعل أحبارهم الذين يسخرونه لهم تسخيراً كاملاً ليس فيه شك..!!
*هل تقابل بشر في مناسبات الجن التي تحضرها..؟!
- نعم.. وأعرفهم واحداً واحداً..!!
* وهل يناديك الجن في عالمهم باسمك المعروف، أم لك اسم أخر عندهم..؟!
- ينادونني بنفس اسمي..!!


الساعة الآن 11:57 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w